سوار إلكتروني في الأردن لتعقب الخاضعين للحجر

معلّمات يستقبلن تلميذاً بعد إعادة فتح المدارس في الأردن الشهر الماضي (رويترز)
معلّمات يستقبلن تلميذاً بعد إعادة فتح المدارس في الأردن الشهر الماضي (رويترز)
TT

سوار إلكتروني في الأردن لتعقب الخاضعين للحجر

معلّمات يستقبلن تلميذاً بعد إعادة فتح المدارس في الأردن الشهر الماضي (رويترز)
معلّمات يستقبلن تلميذاً بعد إعادة فتح المدارس في الأردن الشهر الماضي (رويترز)

بدأت السلطات الصحية الأردنية، اعتباراً من أمس (السبت)، في وضع سوار تعقب إلكتروني للأشخاص الذين سيخضعون للحجر الصحي المنزلي في إطار البروتوكول الصحي الهادف إلى تجنب انتشار فيروس كورونا المستجد.
ويخضع جميع القادمين للأردن لحجر صحي مدته 14 يوماً في فنادق مُعدّة لهذا الغرض في منطقة البحر الميت (50 كلم غرب عمان) والعاصمة عمان. وبعد انتهاء هذا الحجر يُفرض على هؤلاء الأشخاص حجر منزلي إجباري مدته 14 يوماً إضافياً، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وستتمكن السلطات الصحية عبر الأساور الإلكترونية من تتبع حركة هؤلاء الأشخاص، والتأكد من التزامهم الحجر المنزلي. وقال الناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية الأردنية للأوبئة، الطبيب نذير عبيدات، في تصريحات لقناة «المملكة» الرسمية، إن «الإسورة الإلكترونية بدأ استخدامها السبت في الحجر المنزلي بعد خروج الخاضعين للحجر الصحي من الأماكن المخصصة لذلك، الذي تبلغ مدته 14 يوماً». وأضاف أن «مدة الحجر المنزلي هي 14 يوماً أيضاً، وهو إجراء احترازي في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد».
وأوضح عبيدات أن «الهدف من هذا الإجراء هو التأكد من فاعلية الحجر المنزلي الذي تقوم فرق الرصد الوبائي بمتابعته وتنفيذه». وتعلن السلطات الصحية في المملكة بشكل يومي تسجيل إصابات في صفوف الأردنيين الوافدين من الخارج، الذين يخضعون للحجر الصحي.
ووصل عدد الإصابات بفيروس «كوفيد - 19» في الأردن حتى السبت إلى 1147 حالة، فيما وصل عدد الوفيات إلى عشر حالات. وبدأ الأردن بتخفيف قيود الإغلاق، لكنه أبقى قواعد التباعد الاجتماعي مع ضرورة وضع الكمامات والقفازات في معظم الأماكن العامة وفرض غرامات مالية على المخالفين. وأكد ملك الأردن عبد الله الثاني، الثلاثاء، أن فيروس كورونا المستجد «لم ينتهِ بعد»، داعياً مواطني بلاده إلى الاستعداد «لأي موجة ثانية محتملة».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة الأردنية الأربعاء، حظر التدخين بكل أشكاله في الأماكن العامة المغلقة بنسبة 100 في المائة، حرصاً على سلامة المواطنين في ظل جائحة «كوفيد - 19». وبحسب البيان، تقرر «استناداً لقانون الصحة العامة رقم 47 لسنة 2008 (...) وحرصاً على صحة وسلامة المواطنين، خصوصاً في ظل جائحة كوفيد - 19 وما بعدها، حظر التدخين بكل أشكاله (سجائر، سجائر إلكترونية، أراجيل) داخل الأماكن العامة المغلقة»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. ووفقاً لمؤشرات لمنظمة الصحة العالمية نشرت مؤخراً، يعد الأردن البلد الأول عالمياً من حيث انتشار التدخين، إذ يدخن ثمانية من أصل كل عشرة رجال أو يستخدمون منتجات نيكوتين بشكل منتظم.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.