رفعت بكين، اليوم (السبت)، القيود على التنقل عن معظم سكانها بعد أن نجحت في احتواء تفشٍّ جديد لفيروس «كورونا المستجد»، وفق ما أعلنت سلطات المدينة أمس (الجمعة)، وذلك بعد أسابيع قليلة على تسجيل إصابات جديدة في العاصمة الصينية.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمن العام التابع للبلدية في مؤتمر صحافي، إن جميع الناس المقيمين في مناطق من المدينة تعد «منخفضة المخاطر» يمكنهم مغادرة بكين من دون إثبات نتيجة سلبية لفحص الفيروس، اعتباراً من اليوم (السبت)، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وأكّد المتحدث بان شوهونغ، أن حملة الرصد والتتبع الكبيرة «قطعت قنوات انتقال الفيروس بشكل فاعل»، مع تسجيل أقل من ثلاث حالات إصابة يومياً في الأيام الأخيرة. وأكّد «خفض عوامل الخطر بدرجة كبيرة»، مضيفاً أنه لم تَرِد مؤشرات على تفشٍّ أوسع للفيروس في التجمعات السكانية، فيما تم اكتشاف معظم الحالات من خلال مراقبة مجموعات عالية المخاطر.
وجاء الإعلان بعد رفع بكين إجراءات إغلاق محلية فُرضت في أعقاب اكتشاف حالات إصابة جديدة مرتبطة بسوق لبيع الجملة في يونيو (حزيران)، ما أثار مخاوف من موجة ثانية لفيروس «كوفيد - 19». وأجرت العاصمة فحوصاً لأكثر من 10 ملايين شخص بين 11 يونيو و3 يوليو (تموز)، أي نصف سكان المدينة تقريباً، وفق ما أعلن المسؤول في مدينة بكين تشانغ كيانغ، أمس. لكنّ فحوص الحمض النووي لم تكن موثوقة دائماً، فقد سجّلت في الأسابيع الماضية عدة حالات مؤكدة جاءت فحوصها سلبية بعد أن كانت إيجابية قبل أيام، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
والخميس، نُقلت امرأة إلى المستشفى من مركز تسوق في حي شيجينغشان ببكين، ووُضع 204 أشخاص من المخالطين في الحجر الصحي بعد أن جاءت نتيجة الفحص الرابع للمرأة في ثلاثة أسابيع إيجابياً، رغم إجرائها فحصاً جاءت نتيجته سلبية في اليوم السابق، حسبما ذكر مسؤولو المدينة. وتمكنت الصين من السيطرة على الفيروس القاتل بشكل كبير قبل رصد البؤرة الجديدة في بكين الشهر الماضي. ومذّاك فرضت الحكومة إجراءات إغلاق مشددة، طالت مليون شخص تقريباً في محافظة هوبي المجاورة لاحتواء بؤرة جديدة هناك، وطبقت نفس التدابير الحازمة التي فُرضت في ذروة الجائحة في مدينة ووهان مركز الوباء، في وقت سابق هذا العام.
وأعلنت الصين أن عدد إصابات «كوفيد - 19» بلغ في أراضيها 83.542، فيما توفي 4634 شخصاً بسبب المرض. إلا أن جهات دولية تشكك في صحة الإحصاءات الصينية. وكان مركز أبحاث أميركي مقرب من الجيش، قد رجح أن يكون عدد الإصابات الحقيقي بـ«كورونا» في الصين أكثر بنحو 37 مرة من العدد المعلن رسمياً، فيما اتهم مسؤول أميركي رفيع المستوى بكين الشهر الماضي بتعمد إرسال مواطنيها إلى الخارج لنشر الفيروس. ونشر موقع «آني» تقريراً لمركز «راند» للأبحاث الذي يساعد الجيش الأميركي في كشف التهديدات الإرهابية وتلك المهددة للأمن القومي الأميركي، وكيفية معالجتها والتعامل معها، قال فيه إن هناك أدلة قوية تبرهن على أن العدد المعلن في الصين للإصابات قد يكون أقل بنحو 37 مرة عن العدد الحقيقي، وذلك بالاستناد إلى نتائج تقرير عن حركة الطيران التجاري بين الدول.
ومنذ تفشي المرض في الصين في يناير (كانون الثاني) الماضي، اتهمت عدةُ دول ومنظمات أجنبية بكين بالغموض والتستر على الفيروس. وأضاف الموقع أنه «وفقاً لعدد الحالات المعلن عنها في الصين، كان يجب أن يكون عدد حالات الإصابة في اليابان وتايلاند وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وتايوان أقل بكثير مما هو معلن بالفعل في هذه الدول». ورأى التقرير أن هذه الدول هي الأكثر عرضة لالتقاط العدوى، نظراً لتداخل علاقاتها التجارية الشديد مع الصين.
بكين ترفع قيود التنقل اليوم بعد «سيطرتها» على بؤرة الوباء
استبعدت وجود انتشار لـ «كوفيد ـ 19» في التجمعات السكانية
بكين ترفع قيود التنقل اليوم بعد «سيطرتها» على بؤرة الوباء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة