كتاب جون بولتون زاد الضغوط على ترمب

كتاب جون بولتون زاد الضغوط على ترمب
TT

كتاب جون بولتون زاد الضغوط على ترمب

كتاب جون بولتون زاد الضغوط على ترمب

جاء نشر كتاب جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي السابق وأحد أبرز «صقور» الجمهوريين، تحت عنوان «الغرفة حيث حدث كل شيء»، ليزيد الضغط على حملة الرئيس دونالد ترمب والجمهوريين على حد سواء. ورغم جهد ترمب «لشيطنته»، بمشاركة عدد من وزرائه، على رأسهم مايك بومبيو وزير الخارجية ووليم بار وزير العدل، لاذت القيادات الجمهورية الكبرى - على الأقل - عن التعليق، ما ألقى بغمامة سوداء إضافية على سجل إدارته في التعامل مع قضايا السياسة الخارجية.
بار، الذي أشار بولتون في كتابه إلى أنه أبلغه بشأن مخاوفه من رئاسة ترمب وتحديدا حول موضوع عرقلة العدالة، قال إن نشر الكتاب بهذه السرعة وفي هذا التوقيت، أمر غير مسبوق. وبرر ذلك بأن الإدارة كانت لا تزال تقيّم سرّيّة المعلومات الموجودة فيه، خصوصا أنه يتحدث عن أحداث جارية وزعماء حاليين وسياسات مستمرة، وكثير منها سرّي.
وبدا واضحا أْن إصرار بولتون على نشر كتابه يعكس رغبته في استغلال المعلومات التي نشرها بشكل مكثف للتخريب على حملة ترمب الرئاسية، وبخاصة، أنه أعلن بشكل واضح أنه لن ينتخبه.
وفي حين تصدر كتاب بولتون المبيعات على «أمازون»، حصل المؤلف مسبقاً من دار النشر على مبلغ مليوني دولار، ما أدى إلى اتهام الديمقراطيين له بتقديم الربح المالي على واجبه الوطني، بعدما رفض الإدلاء بإفادته أمام مجلس النواب خلال إجراءات العزل. وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إن «قراره رفض الإدلاء بإفادته يدل على تعجرفه. لقد اختار المال بدلا من الوطنية». لكن بولتون رد على هذه الاتهامات قائلا إن رفضه التعاون يعود إلى تسييس الملف، موضحاً «الأسلوب الذي اعتمده المحققون في مجلس النواب كان خاطئا للغاية. لقد كانوا مصرين على التركيز على أوكرانيا فقط، لأسباب سياسية بحتة، ولقد تسرّعوا كثيراً في معالجة الملف».
من جهة أخرى، شجع كتاب بولتون جو بايدن على القول بأن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على مواجهة خصومها الدوليين إذا جُدّد لترمب أربع سنوات إضافية، بالاستناد إلى الاتهامات التي قال فيها إن الرئيس يقوم بحملة تعتمد على الدفاع عن أصحاب الديكتاتوريات وطلب العون منهم، أمثال الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي «طلب مساعدته للفوز في الانتخابات»، والروسي فلاديمير بوتين «الذي يتلاعب به» والتركي رجب طيب إردوغان الذي يستغل جهله بسياسات المنطقة.


مقالات ذات صلة

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

حصاد الأسبوع شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت

فاضل النشمي (بغداد)
حصاد الأسبوع ليندنر اختلف مع سياسة ميركل المتعلقة بالهجرة وفتحها أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين

كريستيان ليندنر... الزعيم الليبرالي الذي أسقط عزله الحكومة الألمانية

رجل واحد حمله المستشار الألماني أولاف شولتس مسؤولية انهيار حكومته، وما نتج عن ذلك من فوضى سياسية دخلت فيها ألمانيا بينما هي بأمس الحاجة للاستقرار وتهدئة

راغدة بهنام ( برلين)
حصاد الأسبوع شيل

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

مع أن «الحزب الديمقراطي الحر»، الذي يعرف في ألمانيا بـ«الحزب الليبرالي»، حزب صغير نسبياً، مقارنةً بالقطبين الكبيرين «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (المحافظ)

«الشرق الأوسط» (برلين)
حصاد الأسبوع لقاء ترمب وبوتين على هامش "قمة العشرين" عام 2017 (آ ف ب)

موسكو تترقّب إدارة ترمب... وتركيزها على سوريا والعلاقة مع إيران

لم تُخفِ موسكو ارتياحها للهزيمة القاسية التي مُنيت بها الإدارة الديمقراطية في الولايات المتحدة. إذ في عهد الرئيس جو بايدن تدهورت العلاقات بين البلدين إلى أسوأ

رائد جبر (موسكو)
حصاد الأسبوع يأتي انتخاب «عرّو» في وقت حرج لإقليم أرض الصومال لا سيما مع تحديات استمرار رفض مقديشو توقيع الإقليم مذكرة تفاهم مع إثيوبيا

عبد الرحمن محمد عبد الله «عرّو»... دبلوماسي يقود «أرض الصومال» في «توقيت مصيري»

حياة مغلفة بـ«هم الاستقلال»، سواءً عن المستعمر القديم في السنوات الأولى، أو تشكيل «الدولة المستقلة» طوال فترتَي الشباب والشيخوخة، لم تثنِ عبد الرحمن محمد عبد

محمد الريس (القاهرة)

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل
TT

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل

مع أن «الحزب الديمقراطي الحر»، الذي يعرف في ألمانيا بـ«الحزب الليبرالي»، حزب صغير نسبياً، مقارنةً بالقطبين الكبيرين «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (المحافظ) و«الحزب الديمقراطي الاجتماعي» (الاشتراكي)، فإنه كان غالباً «الشريك» المطلوب لتشكيل الحكومات الائتلافية المتعاقبة.

النظام الانتخابي في ألمانيا يساعد على ذلك، فهو بفضل «التمثيل النسبي» يصعّب على أي من الحزبين الكبيرين الفوز بغالبية مطلقة تسمح له بالحكم منفرداً. والحال أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تحكم ألمانيا حكومات ائتلافية يقودها الحزب الفائز وبجانبه حزب أو أحزاب أخرى صغيرة. ومنذ تأسيس «الحزب الديمقراطي الحر»، عام 1948، شارك في 5 حكومات من بينها الحكومة الحالية، قادها أحد من الحزبين الأساسيين، وكان جزءاً من حكومات المستشارين كونراد أديناور وهيلموت كول وأنجيلا ميركل.

يتمتع الحزب بشيء من الليونة في سياسته التي تُعد «وسطية»، تسمح له بالدخول في ائتلافات يسارية أو يمينية، مع أنه قد يكون أقرب لليمين. وتتمحور سياسات

الحزب حول أفكار ليبرالية، بتركيز على الأسواق التي يؤمن بأنها يجب أن تكون حرة من دون تدخل الدولة باستثناء تحديد سياسات تنظيمية لخلق أطر العمل. وهدف الحزب الأساسي خلق وظائف ومناخ إيجابي للأعمال وتقليل البيروقراطية والقيود التنظيمية وتخفيض الضرائب والالتزام بعدم زيادة الدين العام.

غينشر

من جهة أخرى، يصف الحزب نفسه بأنه أوروبي التوجه، مؤيد للاتحاد الأوروبي ويدعو لسياسات أوروبية خارجية موحدة. وهو يُعد منفتحاً في سياسات الهجرة التي تفيد الأعمال، وقد أيد تحديث «قانون المواطنة» الذي أدخلته الحكومة وعدداً من القوانين الأخرى التي تسهل دخول اليد العاملة الماهرة التي يحتاج إليها الاقتصاد الألماني. لكنه عارض سياسات المستشارة السابقة أنجيلا ميركل المتعلقة بالهجرة وسماحها لمئات آلاف اللاجئين السوريين بالدخول، فهو مع أنه لا يعارض استقبال اللاجئين من حيث المبدأ، يدعو لتوزيعهم «بشكل عادل» على دول الاتحاد الأوروبي.

من أبرز قادة الحزب، فالتر شيل، الذي قاد الليبراليين من عام 1968 حتى عام 1974، وخدم في عدد من المناصب المهمة، وكان رئيساً لألمانيا الغربية بين عامي 1974 و1979. وقبل ذلك كان وزيراً للخارجية في حكومة فيلي براندت بين عامي 1969 و1974. وخلال فترة رئاسته للخارجية، كان مسؤولاً عن قيادة فترة التقارب مع ألمانيا الديمقراطية الشرقية.

هانس ديتريش غينشر زعيم آخر لليبراليين ترك تأثيراً كبيراً، وقاد الحزب بين عامي 1974 و1985، وكان وزيراً للخارجية ونائب المستشار بين عامي 1974 و1992، ما جعله وزير الخارجية الذي أمضى أطول فترة في المنصب في ألمانيا. ويعتبر غينشر دبلوماسياً بارعاً، استحق عن جدارة لقب «مهندس الوحدة الألمانية».