لطيفة: لا أفضّل الحفلات الافتراضية... و«في الأحلام» أغنية واقعية

قالت لـ «الشرق الأوسط» : ألبوم «أقوى واحدة» نقلة في مشواري

لقطة من كليب «في الأحلام»
لقطة من كليب «في الأحلام»
TT

لطيفة: لا أفضّل الحفلات الافتراضية... و«في الأحلام» أغنية واقعية

لقطة من كليب «في الأحلام»
لقطة من كليب «في الأحلام»

قالت الفنانة التونسية لطيفة إنها لا تفضل إقامة الحفلات الافتراضية على شبكة الإنترنت، لأنها تفتقد التفاعل وحماس الجمهور، وأوضحت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أن أغنية «في الأحلام» واقعية جداً وتتقاطع مع أحداث حقيقية بالمجتمع، مشيرة إلى أن ألبومها الأخير «أقوى واحدة» يعد نقلة مهمة في مشوارها الفني والغنائي.
وكشفت لطيفة، عن تعلمها فنون الطهي والأعمال المنزلية لأول مرة خلال فترة الحجر المنزلي، التي تسبب فيها وباء كورونا. مؤكدة أنها تحب دائما الأفكار والأغنيات الجريئة التي تمس المجتمع وتعبر عنه... وإلى نص الحوار:

> في البداية، هل تحبين الحفلات الغنائية الافتراضية؟
- فكرت في هذا الأمر مع بداية جائحة كورونا، ولكن بعد فترة من متابعتها تراجعت عنها، لأن المطربين والمطربات الذين تربوا على الحفلات الغنائية الحية لن يستمتعوا بتلك الحفلات، لأنها تفتقد الروح والتفاعل مع الجمهور، فأنا أستمد روحي ونجاحي من أعين وإحساس جمهوري، فصوت الجماهير وهو ينادي علي ويشدو معي بكلمات أغنياتي هو الدافع الرئيسي لي لاستكمال الحفل، فأنا من المطربات اللاتي لا بد أن يتفاعل الجمهور معهن أثناء الغناء، ولكني لكي أتغلب على هذا الأمر، فكرت في عمل لقاءات أون لاين مع جمهوري عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكي لا أبتعد عنهم كثيراً، وأتعرف عليهم بشكل كبير وأعرف ما الذي يريدونه مني خلال الفترة المقبلة.
> وما هي منصات التواصل الاجتماعي التي اهتمت بها لطيفة خلال فترة الحجر الصحي؟
- أنا أحب «تويتر» و«إنستغرام»، فالأول أرى أنه تطبيق جاد، وأتعامل معه في نشر أهم الأخبار والأمور المتعلقة بعملي الفني، أما تطبيق «إنستغرام» فهو أسرع وسيلة للفنان للتواصل والتفاعل المباشر مع جمهوره، وللعلم أنا أتعامل بنفسي في هذين التطبيقين أما باقي التطبيقات فأتركها لمكتبي الإعلامي لكي يتعامل فيها ولكن بعد العودة لي.
> هل أنت راضية على ألبومك الأخير «أقوى واحدة»؟
- بكل تأكيد.
> ألم تتخوفي من جرأة أغنية «في الأحلام»؟
- هذه الأغنية استمعت لها لأول مرة من خلال شاعرها وملحنها إسلام صبري، ووجدته يقول لي هل لديك الجرأة التي تجعلك تقدمين تلك الأغنية، فقلت له لدي، فأنا لا أقدم أغنية خيالية، بل هي أغنية واقعية، ويمكن أن نسأل النساء المتزوجات عن ذلك، فهي تجربة عاشتها العديد من السيدات، وأرى أنها أغنية مناسبة للوقت الحالي، وخصوصاً بعد توغل مواقع التواصل الاجتماعي في حياتنا بشكل لافت، كما أن إسلام نفسه كانت لديه قصة شخصية مع تلك الأغنية.
أما عن موضوع الجرأة فأنا منذ بدايتي الفنية اعتدت على الجرأة الفنية، وأقدمها في كافة أعمالي، وأتذكر عام 1995 حينما قدمت أغنية «حبك هادي»، تم منعها من العرض في التلفزيون المصري وبعض القنوات العربية بسبب جرأة كلماتها، فأنا أحب دائما الموضوعات الجريئة والتي تمس حياتنا وتعبر عنها، وللعلم تلك الأغنيات التي تتضمن كلمات جريئة وجديدة هي التي تنجح وتنتشر فمثلا، خلال إحدى زياراتي لباريس منذ أعوام عدة، وجدت فتاة ترتدي سلسلة مكتوبا عليها كلمات أغنية «حبك هادي» بالذهب.
> وما هو الجديد والمختلف في ألبوم «أقوى واحدة»؟
- الألبوم تضمن 14 أغنية، وهو يعد حالة خاصة واستثنائية ونقلة مهمة في مسيرتي، وأيضا تضمن العمل أغنية بعنوان «حب بيغير ملامح» والتي أتعاون فيها أيضا مع إسلام صبري، وتعتبر هذه الأغنية تجربة فريدة من نوعها فلأول مرة نقدم أغنية في تاريخ الموسيقى العربية، بها 48 تراكاً، غنيتهم كلهم بصوتي، وهذا أمر مرهق جداً.
> وكيف تقيمين النصف الأول من عام 2020 على المستوى الشخصي والفني لك؟
- كنت متفائلة للغاية بهذا العام، لدرجة أنني فضلت طرح ألبومي الغنائي الجديد «أقوى واحدة» في بداية العام، ليكون فاتحة خير علي، خصوصا أن الألبوم يتضمن عدداً من الأغنيات القريبة للغاية من قلبي، ولكن ما حدث لم أكن أتوقعه مطلقاً بسبب جائحة كورونا، إذ أصبح عاماً مختلفاً وغريباً، لم يمر علي عام مثله أبداً طوال حياتي، ولكن الحمد لله على أي شيء، وأعتقد أن الأشهر الماضية تجعلنا نفكر كثيرا في نعم الله التي أنعم بها علينا، ونفكر جيداً في مستقبلنا، ونتقرب من الله عز وجل ونتذكر أن الحياة لا تساوي شيئا.
> وما هي الفوائد الشخصية التي استفدت منها بفضل الحجر الصحي والبقاء في المنزل؟
- أهم مكسب لي من تلك الأزمة العالمية هو أنني أصبحت أمكث مع أمي طوال الـ24 ساعة، وللعلم أنا سعيدة للغاية بهذا الأمر، فهي وشقيقتي تعيشان معي، لا أنكر أنني قبل جائحة كورونا كنت أنشغل كثيراً بسبب جدول أعمالي وحفلاتي وتسجيل أغنياتي، ولكن بعد كورونا أصبحت لا أفعل أي شيء في الحياة سوى الجلوس بجوارها والتحدث معها، ومساعدتها على النوم والأكل ورعايتها، فيكفيني دعاؤها المستمر لي بالنجاح والتوفيق، فالدعوة الواحدة منها أفضل من مليون ألبوم وأغنية.
> وهل تعلمت أشياء جديدة؟
- بالطبع نعم... أول موهبة كانت كيفية تنسيق المنزل بالكامل، وتقسيم الملابس، فقمت أولا بتنسيق الملابس، وخصصت غرفة لملابس التصوير في البداية، ثم بدأت في ترتيب ملابس والدتي الصيفية والشتوية، وعقب الانتهاء من الملابس بدأت في تنظيف وترتيب مقتنيات مكتبي والآلات الموسيقية بالإضافة إلى الجيم الصغير الذي أمتلكه في المنزل، أما المفاجأة الكبرى والتي اكتشفتها لأول مرة فهي قدرتي على إعداد الطعام والطهي، فأنا طيلة عمري أكره المطبخ وليست لدي قدرة على الوقوف فيه، لدرجة أنني كنت أمسح أي قناة مخصصة للطهي في برمجة التلفاز، ولكن مع جائحة كورونا، ومنح الطباخ الخاص بنا إجازة بسبب الفيروس، قررت دخول المطبخ، والمفاجأة كانت قدرتي على إعداد أطعمة مختلفة، بتشجيع من والدتي.
> وما هي الأشياء التي افتقدتِها بسبب الوباء العالمي؟
- على المستوى الإنساني، افتقدت التواصل مع أقرب الناس لي، فمثلا شقيقي الذي يسكن بجواري بمنزل واحد، أصبحت غير قادرة على مقابلته والجلوس معه، خوفاً على والدتي، افتقدت أصدقائي الذين كانوا يأتون لي يومياً لكي نسهر أو نفطر معاً في أيام رمضان، كما افتقدت السفر إلى بلدي تونس التي كنت أسافر لها كل عام مرتين أو أكثر لمقابلة أهلي وأسرتي، وافتقدت حبي الشديد للسفر والترحال ومعرفة شخصيات جديدة.
أما على المستوى الفني، فكان أصعب فراق هو عدم قدرتي في مقابلة جمهوري، فلأول مرة أجلس فترة طويلة بدون إحياء حفلات أو مقابلتهم في مؤتمرات، وأتمنى أن يكون ألبومي الذي طرحته قبل الجائحة كفيلا بأن يكون رابطا للتواصل بيني وبينهم.



محمد ثروت: الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل

مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
TT

محمد ثروت: الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل

مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)

صدى كبير حققه حفل «روائع محمد عبد الوهاب» في «موسم الرياض»، سواء بين الجمهور أو مطربي الحفل، ولعل أكثرهم سعادة كان المطرب المصري محمد ثروت ليس لحبه وتقديره لفن عبد الوهاب، بل لأنه أيضاً تلميذ مخلص للموسيقار الراحل الذي لحن له 12 أغنية وقد اقترب ثروت كثيراً منه، لذا فقد عدّ هذا الحفل تحية لروح عبد الوهاب الذي أخلص لفنه وترك إرثاً فنياً غنياً بألحانه وأغنياته التي سكنت وجدان الجمهور العربي.

يستعد ثروت لتصوير أغنية جديدة من ألحان محمد رحيم وإخراج نجله أحمد ثروت ({الشرق الأوسط})

وقدم محمد ثروت خلال الحفل الذي أقيم بمسرح أبو بكر سالم أغنيتين؛ الأولى كانت «ميدلي» لبعض أغنياته على غرار «امتى الزمان يسمح يا جميل» و«خايف أقول اللي في قلبي» وقد أشعل الحفل بها، والثانية أغنية «أهواك» للعندليب عبد الحليم حافظ وألحان عبد الوهاب.

وكشف ثروت في حواره مع «الشرق الأوسط» عن أن هذا الكوكتيل الغنائي قدمه خلال حياة الموسيقار الراحل الذي أعجب به، وكان يطلب منه أن يغنيه في كل مناسبة.

يقول ثروت: «هذا الكوكتيل قدمته في حياة الموسيقار محمد عبد الوهاب وقد أعجبته الفكرة، فقد بدأت بموال (أشكي لمين الهوى والكل عزالي)، ودخلت بعده ومن المقام الموسيقي نفسه على الكوبليه الأول من أغنية (لما أنت ناوي تغيب على طول)، ومنها على أغنية (امتى الزمان يسمح يا جميل)، ثم (خايف أقول اللي في قلبي)، وقد تعمدت أن أغير الشكل الإيقاعي للألحان ليحقق حالة من البهجة للمستمع بتواصل الميدلي مع الموال وأسعدني تجاوب الجمهور مع هذا الاختيار».

وحول اختياره أغنية «أهواك» ليقدمها في الحفل، يقول ثروت: «لكي أكون محقاً فإن المستشار تركي آل الشيخ هو من اختار هذه الأغنية لكي أغنيها، وكنت أتطلع لتقديمها بشكل يسعد الناس وساعدني في ذلك المايسترو وليد فايد، وجرى إخراجها بالشكل الموسيقي الذي شاهدناه وتفاعل الجمهور معها وطلبوا إعادتها».

وبدا واضحاً التفاهم الكبير بين المايسترو وليد فايد الذي قاد الأوركسترا والفنان محمد ثروت الذي يقول عن ذلك: «التفاهم بيني وبين وليد فايد بدأ منذ عشرات السنين، وكان معي في حفلاتي وأسفاري، وهو فنان متميز وابن فنان، يهتم بالعمل، وهو ما ظهر في هذا الحفل وفي كل حفلاته».

تبدو سعادته بهذا الحفل أكبر من أي حفل آخر، حسبما يؤكد: «حفل تكريم الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب أعاد الناس لمرحلة رائعة من الألحان والأغنيات الفنية المتميزة والعطاء، لذا أتوجه بالشكر للمستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، على الاهتمام الكبير الذي حظي به الحفل، وقد جاءت الأصداء عالية وشعرت أن الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل».

ووفق ثروت، فإن عبد الوهاب يستحق التكريم على إبداعاته الممتدة، فرغم أنه بقي على القمة لنحو مائة عام فإنه لم يُكرّم بالشكل الذي يتلاءم مع عطائه.

ويتحمس ثروت لأهمية تقديم سيرة عبد الوهاب درامياً، مؤكداً أن حياته تعد فترة ثرية بأحداثها السياسية والفنية والشخصية، وأن تقدم من خلال كاتب يعبر عن كل مرحلة من حياة الموسيقار الراحل ويستعرض من خلاله مشوار الألحان من عشرينات القرن الماضي وحتى التسعينات.

يستعيد محمد ثروت ذكرى لقائه بـ«موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب، قائلاً: «التقيت بالأستاذ واستمع لغنائي وطلب مني أن أكون على اتصال به، وتعددت لقاءاتنا، كان كل لقاء معه به إضافة ولمسة ورؤية وعلم وأشياء أستفيد بها حتى اليوم، إلى أن لحن أوبريت (الأرض الطيبة) واختارني لأشارك بالغناء فيه مع محمد الحلو وتوفيق فريد وإيمان الطوخي وسوزان عطية وزينب يونس، ثم اختارني لأغني (مصريتنا حماها الله) التي حققت نجاحاً كبيراً وما زال لها تأثيرها في تنمية الروح الوطنية عند المصريين».

ويشعر محمد ثروت بالامتنان الكبير لاحتضان عبد الوهاب له في مرحلة مبكرة من حياته مثلما يقول: «أَدين للموسيقار الراحل بالكثير، فقد شرفت أنه قدم لي عدة ألحان ومنها (مصريتنا) (عينيه السهرانين)، (عاشت بلادنا)، (يا حياتي)، (يا قمر يا غالي)، وصارت تجمعنا علاقة قوية حتى فاجأني بحضور حفل زواجي وهو الذي لم يحضر مثل هذه المناسبات طوال عمره».

يتوقف ثروت عند بعض لمحات عبد الوهاب الفنية مؤكداً أن له لمسته الموسيقية الخاصة فقد قدم أغنية «مصريتنا» دون مقدمة موسيقية تقريباً، بعدما قفز فيها على الألحان بحداثة أكبر مستخدماً الجمل الموسيقية القصيرة مع اللحن الوطني العاطفي، مشيراً إلى أن هناك لحنين لم يخرجا للنور حيث أوصى الموسيقار الراحل أسرته بأنهما لمحمد ثروت.

يتذكر محمد ثروت نصائح الأستاذ عبد الوهاب، ليقدمها بدوره للأجيال الجديدة من المطربين، مؤكداً أن أولاها «احترام فنك الذي تقدمه، واحترام عقل الجمهور، وأن الفنان لا بد أن يكون متطوراً ليس لرغبته في لفت النظر، بل التطور الذي يحمل قيمة»، مشيراً إلى أن الأجيال الجديدة من المطربين يجب أن تعلم أن الفن يحتاج إلى جدية ومثابرة وإدراك لقيمة الرسالة الفنية التي تصل إلى المجتمع فتستطيع أن تغير فيه للأفضل.

ويستعد ثروت لتصوير أغنية جديدة من ألحان محمد رحيم، إخراج نجله أحمد ثروت الذي أخرج له من قبل أغنية «يا مستعجل فراقي». كل لقاء مع «موسيقار الأجيال» كانت به إضافة ولمسة ورؤية وعلم وأشياء أستفيد بها حتى اليوم