الفيضانات تضاعف معاناة الهند مع «كورونا»

متبرع بالبلازما في أحد مستشفيات نيودلهي أمس (إ.ب.أ)
متبرع بالبلازما في أحد مستشفيات نيودلهي أمس (إ.ب.أ)
TT

الفيضانات تضاعف معاناة الهند مع «كورونا»

متبرع بالبلازما في أحد مستشفيات نيودلهي أمس (إ.ب.أ)
متبرع بالبلازما في أحد مستشفيات نيودلهي أمس (إ.ب.أ)

ضاعفت الفيضانات معاناة مئات آلاف الهنود مع وباء «كوفيد - 19»، فيما تواصل الحالات الارتفاع بوتيرة مقلقة.
وقال مسؤولون في وزارة الصحة في الهند إن عدد الإصابات بفيروس كورونا في البلاد تجاوز 600 ألف، أمس (الخميس)، فيما بلغ عدد الوفيات 17834 حالة، وذلك في الوقت الذي تكافح فيه السلطات لاحتواء الوباء، بالتزامن مع تخفيف قواعد العزل العام.
وظهرت تحديات جديدة لحماية السكان من الفيروس في ولاية آسام، شمال شرقي البلاد، وسط هطول أمطار غزيرة؛ حيث قتلت الفيضانات والانهيارات الأرضية 57 شخصاً هذا الأسبوع، وأجبرت أكثر من 1.5 مليون شخص على الفرار من منازلهم. وقال هيمانتا بيسوا سارما، وزير الصحة في ولاية آسام، إن الولاية بدأت في إجراء اختبارات واسعة النطاق لتحديد حالات الإصابة بالفيروس بين القرويين الذين أُجبروا على الاحتماء في المدارس والمباني الحكومية. وتشكل الزيادة في الإصابات تحدياً كبيراً للنظام الصحي المثقل بالأعباء في الهند. ويقول الخبراء إن الخوف من الحجر الصحي في مرافق حكومية متداعية، دفع الناس للعزوف عن الخضوع للفحص، ما أدى إلى ظهور حالات جديدة حتى بعد أن فرضت الحكومة أطول فترة إغلاق في العالم.
وقد أعلنت السلطات، يوم الاثنين، عن مرحلة جديدة من تخفيف إجراءات العزل العام، لتسمح باستئناف مزيد من الأنشطة الاقتصادية، برغم استمرار فرض العزل على بعض المناطق عالية الكثافة السكانية.
من جهته، وجّه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، مطلع الأسبوع، اللوم لمواطنيه بسبب «تزايد الإهمال» واللامبالاة، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد ارتفاعاً في معدلات الإصابة بفيروس كورونا. وقال مودي إنه جرى ملاحظة «إهمال متزايد في السلوك الشخصي والاجتماعي»، خاصة ما يتعلق بارتداء الكمامات والتباعد الجسدي. وحذر من أن ذلك يمكن أن يعطل جهود الهند للسيطرة على تفشي المرض.
وأوضح في خطاب إلى الأمة: «اليوم؛ حيث نحتاج إلى أن نكون أكثر حذراً، يعد الإهمال المتزايد سبباً للقلق»، محذراً الشعب من عدم الامتثال للتوجيهات الوطنية السارية لمكافحة تفشي المرض. كما حثّ مودي الإدارات المحلية على أن تكون أكثر صرامة بشأن تطبيق تعليمات التباعد الاجتماعي، وأعلن أن الحصص الغذائية المجانية لـ800 مليون من إجمالي 1.3 مليار شخص في البلاد ستستمر حتى نوفمبر (تشرين الثاني). وتابع أن الحكومة ستقدم بطاقة غذائية موحدة تستخدم داخل حدود الدولة. وقال: «سيكون أكثر المستفيدين هم الفقراء الذين يغادرون قريتهم، ويذهبون إلى مكان آخر للعمل»، مشيراً بشكل غير مباشر إلى عشرات الآلاف من المهاجرين الذين غادروا المدن الهندية عقب بداية الإغلاق، وبدأوا الآن في العودة إلى مناطق عملهم مع عودة النشاط الصناعي.


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.