اليابان تشرع في التخلص من محطات الفحم

الجائحة تؤثر على عشرات الآلاف من الوظائف

محطة طاقة عاملة بالفحم تسعى اليابان للتخلص منها (رويترز)
محطة طاقة عاملة بالفحم تسعى اليابان للتخلص منها (رويترز)
TT

اليابان تشرع في التخلص من محطات الفحم

محطة طاقة عاملة بالفحم تسعى اليابان للتخلص منها (رويترز)
محطة طاقة عاملة بالفحم تسعى اليابان للتخلص منها (رويترز)

أعلنت مصادر حكومية في اليابان أن طوكيو تخطط للتخلص تدريجياً من 100 من مولدات الطاقة التي تعمل بالفحم خلال السنوات العشر المقبلة، وذلك في إطار مساعيها نحو خفض انبعاثات الكربون والتحول نحو استخدام مصادر الطاقة المتجددة.
ونقلت وكالة أنباء «كيودو» اليابانية، الخميس، عن هذه المصادر، قولها: «من المتوقع أن يعلن وزير الصناعة هيروشي كاجياما عن هذه الخطوة قريباً، على أن يتم تشكيل لجنة حكومية للتوصل إلى سبل لدفع مرافق الكهرباء للحصول على مصدر طاقة غير الفحم».
وتعتمد اليابان الفقيرة في الموارد على الفحم لتلبية نحو ثلث احتياجاتها من الطاقة، ومن بين الـ114 مولداً للطاقة التي تعتمد على الفحم في اليابان، تهدف الحكومة إلى وقف العمل بنحو 100 منها بحلول العام المالي 2030.
وعوضاً عن ذلك؛ ستعزز الحكومة اليابانية الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، التي توفر ما بين 16 و17 في المائة فقط من توليد الكهرباء في اليابان، وتتطلع إلى إعادة تشغيل مزيد من المفاعلات النووية التي توقفت بعد أزمة فوكوشيما عام 2011.
وبموجب أحدث خطة للطاقة الاستراتيجية، تخطط اليابان لزيادة اعتمادها على الطاقة المتجددة بنسبة تتراوح بين 22 و24 في المائة ورفع اعتمادها على الطاقة النووية من 3 في المائة فقط إلى ما بين 20 و22 في المائة بحلول العام المالي 2030.
ووفقاً للخطة، ستواصل طوكيو استخدام محطات عالية الكفاءة تعمل بالفحم، في حين سيتلاشى استخدام المحطات الأقل كفاءة.
وتعرضت اليابان لانتقادات لتباطؤها في خفض انبعاثات الكربون، وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حصلت مرتين على جائزة «أحفورة اليوم» التهكمية من مجموعة بيئية لرفضها التوقف عن استخدام الفحم خلال مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في مدريد. وتعمل اليابان أيضاً على تعزيز تقنيتها للفحم في الدول النامية، بحجة أن بعض دول العالم لا تستطيع تحمل ترك الفحم بعد، وأن تحسين الكفاءة خيار أكثر واقعية.
وفي سياق منفصل، قالت الحكومة اليابانية، الخميس، إن عدد الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم في اليابان بسبب التداعيات الاقتصادية الناتجة عن تفشي وباء «كورونا»، قد تجاوز 31 ألفاً و700 شخص.
وقد شهد شهر يونيو (حزيران) الماضي فصل 12 ألفاً و688 شخصاً من وظائفهم، بالمقارنة مع 2654 شخصاً في أبريل (نيسان) و12 ألفاً و952 في مايو (أيار) الماضيين، بحسب وزارة الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية.
إلا إنه يُعتقد أن العدد الفعلي لفقدان الوظائف أكبر من ذلك. وقالت الوزارة إنه في ظل الأضرار التي لحقت بقطاع السياحة بسبب الوباء، فإن نحو 20 في المائة من نسب فقد الوظائف تم تسجيلها في مجال المساكن التي تؤجر للسائحين، تليها نسبة 14.9 في المائة في صناعة المطاعم، و14.7 في المائة في قطاع التصنيع.
وكانت الحكومة أعلنت حالة الطوارئ لأول مرة في 7 مقاطعات؛ من بينها طوكيو وأوساكا، في مطلع أبريل الماضي، حيث دعت سكانها إلى الامتناع عن الخروج لأسباب غير ضرورية وغير عاجلة، لمنع انتشار الفيروس. وبعد 9 أيام، جرى توسيع الإجراء ليشمل جميع أنحاء البلاد.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).