ريتشارد نارتي: الدراسة حرمتني فرصة اللعب مع تشيلسي

المدافع الشاب انضم إلى بورتون على سبيل الإعارة لكنه الآن يبحث عن فريق جديد لاستكمال مسيرته

ريتشارد نارتي بقميص بورتون في صراع على الكرة مع هاريس لاعب بريستول في دوري الدرجة الثانية  -  نارتي بقميص تشيلسي (غيتي)
ريتشارد نارتي بقميص بورتون في صراع على الكرة مع هاريس لاعب بريستول في دوري الدرجة الثانية - نارتي بقميص تشيلسي (غيتي)
TT

ريتشارد نارتي: الدراسة حرمتني فرصة اللعب مع تشيلسي

ريتشارد نارتي بقميص بورتون في صراع على الكرة مع هاريس لاعب بريستول في دوري الدرجة الثانية  -  نارتي بقميص تشيلسي (غيتي)
ريتشارد نارتي بقميص بورتون في صراع على الكرة مع هاريس لاعب بريستول في دوري الدرجة الثانية - نارتي بقميص تشيلسي (غيتي)

يقول المدافع الإنجليزي الشاب ريتشارد نارتي وهو يتذكر أول مباراة يلعبها في دوري الدرجة الثانية مع نادي بورتون ألبيون الذي انتقل إليه لمدة عام على سبيل الإعارة من تشيلسي: «أول شيء حدث لي في هذه البطولة هو إرسال كرة قوية نحوي في الهواء وتعرضي للضرب بالكوع في وجهي». وكان المدافع الشاب، الذي انضم لتشيلسي وهو في التاسعة من عمره، يدرك أن هذه الفترة ستكون حاسمة في مسيرته الكروية، حيث كان هذا هو الظهور الأول له على المستوى الاحترافي بعد أن شارك كبديل أمام بريستول روفرز في أغسطس (آب).
يقول نارتي عن ذلك: «لقد كنت أشعر بالذهول بعض الشيء. وكان ذلك الأمر بمثابة إنذار بالنسبة لي وجعلني أقول لنفسي، يتعين عليك أن تعود إلى المسار الصحيح، ولا يمكنك أن تتصرف على أنك لاعب شاب قادم من تشيلسي».
وقدم نارتي أداء جيدا وساعد بورتون على الفوز بهدفين دون رد، واستمتع بالفترة التي قضاها في هذا النادي. وأعرب اللاعب الشاب عن إحباطه بسبب إلغاء الموسم الحالي لدوري الدرجة الثانية بسبب تفشي فيروس «كورونا». وعاد نارتي إلى منزل عائلته في ويمبلدون أثناء فترة الإغلاق. والآن، وبعد القرار الذي اتخذه تشيلسي بعدم تجديد عقده الذي ينتهي في 30 يونيو (حزيران)، فإنه يركز على إيجاد ناد جديد.
وقد اعتاد اللاعب البالغ من العمر 21 عاماً على الصعوبات والتحديات. كما أنه كان يركز بشكل كبير على دراسته وتعليمه، وهو الأمر الذي ربما أبطأ من تطوره في تشيلسي. التحق نارتي بمدرسة «سانت بول» الخاصة في جنوب غربي العاصمة البريطانية لندن، حصل على شهادة الثانوية العامة وهو في السادسة عشرة من عمره. يقول نارتي: «لقد قضيت فترة أطول من معظم اللاعبين في تشيلسي قبل رحيلي عن النادي على سبيل الإعارة، لأنني كنت متفرغا للعب في النادي منذ عامين. وعادة عندما يكون اللاعب في الثالثة عشرة من عمره فإنه يذهب إلى المدرسة ويحصل على يوم عطلة للتدريب في النادي. وعندما يصل إلى الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة أو السادسة عشرة فإنه يتدرب مع النادي بشكل يومي. أما أنا فقد تفرغت للتدريب بشكل كامل مع النادي لعدة أعوام».
ويضيف: «حتى لو كنت لاعبا جيدا للغاية فإنه لا يمكنك أبداً أن تعرف ما الذي سيحدث في مثل هذه المرحلة العمرية. لقد أعطاني والدي كل الدعم الذي أحتاجه، وكنت أشعر أنه من الأفضل أن أحصل على شهادات الثانوية العامة أولا، لأنني كنت أدرك أنه بمجرد أن تبدأ التدريب بدوام كامل فإن ذلك سيجعلك تركز بشكل كبيرة على كرة القدم. لقد انتهى بي الأمر بالذهاب إلى المدرسة لمدة خمسة أيام، وبالتالي كنت أذهب إلى النادي في يوم المباريات فقط. وبعد ذلك، كنت أعود إلى المدرسة في الوقت الذي يعود فيه جميع اللاعبين الآخرين إلى التدريبات باقي أيام الأسبوع».
وقد أمضى نارتي ثلاث سنوات أخرى في دراسة الرياضيات وتعلم اللغة الفرنسية بعد انضمامه لتشيلسي بدوام كامل وهو في السادسة عشرة من عمره. ويشعر اللاعب الشاب بالامتنان لنادي تشيلسي الذي دفع ثمن دروسه ومنحه بعض الوقت للعمل أيضا، لكنه يدرك أنه يتعين عليه أن يلحق بزملائه من اللاعبين أيضا. وكان نارتي يلعب في أكاديمية الناشئين مع كل من تامي أبراهام وماسون ماونت وفيكايو توموري وكالوم هودسون أودوي وريس جيمس.
يقول نارتي عن ذلك: «أنا أثق في قدراتي بشكل كامل. لكنني لا أعرف الكثير من اللاعبين في نفس الموقف الذي أواجهه الآن. لقد كنت ألعب إلى جانب عدد من اللاعبين، الذين لم يكونوا الأفضل فحسب، لكنهم كانوا متفرغين للتدريب بشكل كامل لمدة عامين وكانوا يتدربون يوميا، في حين كنت أنا أذهب إلى النادي بملابس المدرسة!».
ويضيف «كان هذا هو أول موسم لي أشارك فيه في فترة الإعداد للموسم الجديد. ولم أتدرب كل يوم من قبل. وفي أول مرة أقوم فيها بذلك تعرضت لإصابة عضلية بعد مرور 40 دقيقة. لقد حصلت على استراحة من تلك الحصة التدريبية، ثم بدأت أتدرب في الأيام التالية. لقد قلت لنفسي إنه يتعين علي أن أتحلى بالصبر. لقد تدربت ليومين متتاليين لأول مرة وكان ذلك في رأيي إنجازاً كبيرا. كان الجميع يحتفلون بذلك بطريقة مرحة، لكن الأمر كان يمثل شيئا كبيرا بالنسبة لي».
ولم يشعر نارتي بالدهشة لتصعيد كل من تامي أبراهام وماسون ماونت وتوموري وهدسون أودوي وجيمس إلى الفريق الأول لتشيلسي. وقدم نارتي الشكر لكل من جو إدواردز، الذي انضم إلى الطاقم التدريبي للفريق الأول بنهاية الموسم، وجودي موريس، المساعد الثاني لفرنك لامبارد.
يقول نارتي: «كان جو هناك منذ أن كنت صغيراً جداً. لقد كان مفيداً للغاية للاعبين، خاصة عندما يصلون إلى فريق الناشئين تحت 23 عاما. لقد كان دائما ما يذكرنا بأننا سوف نخسر المباريات إذا لم نقدم المجهود اللازم، وبأننا سنجد أنفسنا لا نشارك في المباريات في بعض الأحيان».
ويضيف «أما جودي فكان مدربي في فريق الشباب، وقد حقق نجاحا كبيرا يعكس قدراته وإمكانياته. لقد كان يلعب معنا في بعض الأحيان في بعض الحصص التدريبية، وكان في بعض الأحيان يعد أفضل لاعب في الملعب! وسنرى الآن كيف سيلعب في التدريبات في المستوى الأعلى، رغم أنه اعتزل اللعب وانضم للطاقم التدريبي الآن».
وكان يتعين على نارتي أن يتعلم المزيد، عندما شارك أمام أندية من دوريات أقل من الدوري الإنجليزي الممتاز في الوقت الذي وصل فيه تشيلسي إلى الدور نصف النهائي لمسابقة كأس دوري كرة القدم الإنجليزية، التي يشارك فيها 48 ناديا من الدوريات المختلفة بإنجلترا، في عام 2018 لكنه كان بحاجة إلى العمل في بيئة أكثر صرامة من أكاديمية الناشئين. يقول نارتي: «لقد كنت محظوظا للغاية لأنني نشأت في ناد مثل تشيلسي. لقد خرجت للعب على سبيل الإعارة ورأيت أن هناك مكافآت للفوز بالمباريات وعرف ما يمثله هذا الأمر بالنسبة للاعبين».
وقد اعتمد نايغل كلو، الذي استقال من منصبه كمدير فني لنادي بورتون لمساعدة النادي على التأقلم مع التداعيات المالية لتفشي فيروس «كورونا»، على نارتي في 28 مباراة. وتولى المدافع المخضرم جيك بوكستون مهمة تدريب الفريق كلاعب ومدرب في نفس الوقت، وكان له تأثير كبير على نارتي أيضا.
كما تلقى نارتي دعما كبيرا من تور أندري فلو، الذي يشرف على عمليات إعارة اللاعبين بنادي تشيلسي. يقول نارتي عن ذلك: «لقد ساعدني كثيرا. فعندما كنت أشارك في أي مباراة كان هو أول من يبعث لي برسالة تقول: لقد رأيتك وأنت تلعب المباراة بأكملها، فما هو تقييمك لتلك التجربة؟ وعلاوة على ذلك، فقد جاء إلى بورتون عدة مرات لمتابعتي».
ويضيف: «لقد سبق له وأن لعب كمهاجم، وكان يحدثنا عن الأمور التي لم يكن يحبها داخل الملعب. يحب المهاجمون أن يحصلوا على بعض الوقت للتحكم في الكرة، وكان يقول لنا إن أصعب شيء على المهاجم هو أن تكون المساحات ضيقة أمامه ولا يجد فرصة للتحرك».
ويقول نارتي عن الخطوة التالية في مسيرته الكروية: «لقد كنت أريد دائما أن أعمل في الأمور المالية. والدي يعمل في مصرف باركليز، لذلك كنت أحصل على بعض النصائح منه. لقد بدأت بالفعل الحصول على دورة تدريبية في الأمور المالية خلال فترة الإغلاق بسبب فيروس (كورونا). وآمل أن تكون هذه خطة بديلة في حال عدم نجاحي في مواصلة لعب كرة القدم، لكن حتى لو حدث ذلك فإنني سأكون بحاجة للقيام بشيء ما عندما أعتزل كرة القدم».


مقالات ذات صلة

دي بروين: أجلت محادثات عقدي الجديد مع سيتي

رياضة عالمية كيفن دي بروين ينتهي عقده مع سيتي الصيف المقبل (رويترز)

دي بروين: أجلت محادثات عقدي الجديد مع سيتي

قال كيفن دي بروين إنه وضع محادثات مستقبله مع مانشستر سيتي جانباً بينما يركز على تعافيه من الإصابة.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية بيب غوارديولا تلقى الهزيمة الخامسة توالياً في كل المسابقات (أ.ف.ب)

خسائر مانشستر سيتي... هل هي نهاية حقبة؟

فاز مانشستر سيتي بمباريات أقل من سان مارينو في الشهر الماضي.

The Athletic (مانشستر (إنجلترا))
رياضة عالمية هانز فليك مدرب برشلونة (أ.ف.ب)

فليك: أداء برشلونة تأثر بغياب يامال

اعترف هانز فليك، مدرب برشلونة، الاثنين، بأنه قلق للغاية من تراجع أداء ونتائج فريقه.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية ستيف كوبر أقيل من تدريب ليستر سيتي (رويترز)

كيف انتهى عهد كوبر في ليستر؟

لم يكن ستيف كوبر يتوقع إقالته من منصبه مدرباً لفريق ليستر سيتي بهذه السرعة.

The Athletic (ليستر)
رياضة عالمية نيكولاس جاكسون يواصل التألق مع تشيلسي هذا الموسم (رويترز)

جاكسون يعوض تشيلسي عن فشله في التعاقد مع أوسيمين

من الجيد أن تشيلسي لم ينجح في مساعيه للتعاقد مع فيكتور أوسيمين في فترة الانتقالات الصيفية هذا العام.

The Athletic (لندن)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.