الملحمة الكروية لأيمن طاهر من شيفيلد يونايتد إلى ستيوا بوخارست

الصدفة ومساعدة كايل ووكر أعادتاه إلى كرة القدم بعد عام كامل من التوقّف ليطوف على أندية رومانيا واليونان والبرتغال واليابان

أيمن طاهر في المقدمة بقميص غاز ميتان الروماني الذي انطلق منه في رحلة عبر القارات (الغارديان)
أيمن طاهر في المقدمة بقميص غاز ميتان الروماني الذي انطلق منه في رحلة عبر القارات (الغارديان)
TT

الملحمة الكروية لأيمن طاهر من شيفيلد يونايتد إلى ستيوا بوخارست

أيمن طاهر في المقدمة بقميص غاز ميتان الروماني الذي انطلق منه في رحلة عبر القارات (الغارديان)
أيمن طاهر في المقدمة بقميص غاز ميتان الروماني الذي انطلق منه في رحلة عبر القارات (الغارديان)

خاض النجم الإنجليزي أيمن طاهر رحلة كروية مثيرة للإعجاب في جميع أنحاء العالم، لكن ربما لم تكن هذه المسيرة لتحدث أبداً لولا اللقاء الذي جمعه بالصدفة بزميله السابق في نادي شيفيلد يونايتد، كايل ووكر.
كان طاهر قد قابل ووكر بعد ابتعاده عن ممارسة كرة القدم على المستوى الاحترافي لمدة عام كامل، بعد أن لعب بجانبه في المباراة الوحيدة التي خاضها بقميص شيفيلد يونايتد بعد تخرجه في أكاديمية الناشئين. وكان ووكر، الذي كان يلعب آنذاك لنادي توتنهام هوتسبر، قد تحدث بشكل جيد عن طاهر أثناء لقائه بزميل له يعمل كوكيل للاعبين، وهو الأمر الذي أدى إلى أن يخضع طاهر لتجربة أدت فيما بعد إلى مغامرة ملحمية في عالم كرة القدم.
كان طاهر قد خضع للكثير من الاختبارات بحثاً عن ناد يلعب له بعد أن استغنى شيفيلد يونايتد عن خدماته في عام 2010. وخضع طاهر لاختبارات في كل من قارباغ الأذربيجاني والنصر السعودي وريزيسبور التركي. وبعد فشله في الكثير من الاختبارات، لعب لصالح فريق «ستيفيلي مينرز ويلفير» المحلي، الذي لا يلعب في أي مسابقة للمحترفين، من أجل الحفاظ على لياقته والاستمتاع بكرة القدم أثناء دراسة القانون وعلم الجريمة في جامعة شيفيلد هالام.
يقول طاهر عن ذلك «التقيت كايل، الذي كان صديقه، دوم، قد بدأ يتجه للعمل وكيلاً للاعبين، وقال له إنني لاعب، جيد وطلب منه أن يساعدني في الالتحاق بأي ناد. ووجه دوم دعوة لي للذهاب إلى لندن من أجل لعب مباراة تجريبية. كنت أعتقد أن الأمر عبارة عن مضيعة للوقت، لكن أفضل أصدقائي، كايل نوغتون، كان يلعب في توتنهام هوتسبر في ذلك الوقت، وقال لي إنه يجب أن أذهب وأنه بإمكاني الانضمام إلى هذا النادي. وقد ذهبت لخوض تلك المباراة وكانت الثلوج تتساقط، وتم إلغاء المباراة بعد نهاية الشوط الأول».
ومع ذلك، كان الكشافة يسجلون بعض الملاحظات، وبعد مرور أسبوعين تلقى طاهر اتصالاً هاتفياً وعرضاً لخوض تجربة في نادي غاز ميتان ميدياس. وعرض النادي الروماني، الذي كان قد وصل إلى تصفيات الدوري الأوروبي في بداية الموسم، على طاهر عقداً لمدة أربع سنوات بعد يومين من التدريب مع الفريق.
يقول طاهر عن ذلك «كان ذلك بمثابة صدمة ثقافية لأنني لم أغادر إنجلترا قط. كان الطقس سيئاً للغاية عندما وصلت إلى هناك، وكنت أقول لنفسي: ما الذي فعلته في نفسي؟ ومن أين أتيت؟ لقد أمضيت ثلاث سنوات في غاز ميتان، لكن الأشهر الثلاثة الأولى كانت صعبة للغاية. وعندما عدت إلى منزلي لم أكن أعرف ما إذا كنت أريد أن أعود للنادي مرة أخرى أم لا. وبعد 10 أيام في المنزل، أدركت أنها ليست تجربة سيئة، خاصة أن هذا النادي هو من منحني فرصة اللعب على المستوى الاحترافي».
ويضيف «كانت الأشهر الستة التالية جيدة بعد ذلك، لكن الأشهر الستة التي تليها كانت سيئة وكانت اعتقدت خلالها أنني لن أعود أبداً لهذا النادي. لقد أخبرت مسؤولو النادي بأنني أريد أن أرحل وأنني أريد العودة إلى إنجلترا. وقال النادي إنه يتعين عليّ أن أستمر وإلا سأدفع غرامة مالية قدرها ألف يورو عن كل يوم أغيبه عن التدريبات. لقد طلبت أن أرحل مجاناً، لكن رئيس النادي أقنعني بالبقاء وكان يعاملني بطريقة جيدة للغاية».
وكان البقاء مفيداً للغاية، حيث قدم طاهر مستويات جيدة وانتقل بعد ذلك إلى أكبر ناد في رومانيا، وهو ستيوا بوخارست، الذي كان يملكه جيجي بيكالي، ذلك الشخص سيئ السمعة والمعروف بتصريحاته الغريبة.
يقول طاهر «نادي ستيوا بوخارست هو مؤسسة كبيرة للغاية وبشكل لا يمكنك تصديقه. وإذا عقدنا مقارنة بينه وبين نادٍ مثل مانشستر يونايتد سنجد أنه أكبر من الناحية الجماهيرية، حيث إن 60 في المائة من الشعب الروماني يشجع ستيوا بوخارست. وعندما كان الفريق يلعب خارج ملعبه كانت جميع تذاكر المباريات تنفد؛ لأن الجميع يريد أن يشاهد الفريق وهو يلعب. ولا يمكن للاعبين البارزين هناك، وللاعبين الدوليين في رومانيا، الذهاب إلى أي مكان دون أن يذكروا هذا النادي. وعلاوة على ذلك، تحتل أخبار النادي اهتمامات جميع الصحف هناك. وإذا ذهبت إلى أي مركز تجاري أو مطعم ستجد المعجبين هناك في انتظارك. لقد شعرت بالتعاطف مع بعض اللاعبين البارزين لأن جميع الأنظار تكون عليهم في كل مكان».
وكانت فرصة اللعب في دوري أبطال أوروبا جيدة للغاية ولا يمكن رفضها، حيث رفض طاهر الكثير من العروض المغرية من أجل البقاء في ستيوا بوخارست. وفي إحدى مبارياته الأولى مع النادي، لعب طاهر ضد بارتيزان بلغراد أمام 30 ألف متفرج صربي. وودع طاهر المسابقتين الأوروبيتين قبل الوصول إلى دور المجموعات، وبدأ طاهر يدرك الأمور الغريبة التي يقوم بها رئيس النادي، بيكالي.
يقول طاهر «خسرنا أمام روزنبرغ في الدوري الأوروبي. وشاركت في الدقائق العشرين الأخيرة عندما كانت النتيجة تشير إلى تأخرنا بهدفين دون رد، ولم تكن الأمور تسير بشكل جيد وكنا ننتظر صافرة النهاية. وأعترف بأنني لم ألعب بشكل جيد في تلك المباراة. وبعد المباراة، تحدث بيكالي إلى وسائل الإعلام، وقال إنه لا يوجد لي مكان في الفريق، وأكد على أنه سيخفض راتبي بنسبة 50 في المائة، وبأنه يمكنني الرحيل إلى أي مكان، وأشار إلى أنني لن ألعب مع الفريق مرة أخرى. لقد حدث ذلك بعد انضمامي إلى الفريق بشهر واحد في خطوة كنت أعتقد أنها بمثابة حلم بالنسبة لي، وكنت أعتقد أنني أسير بشكل جيد. لقد كان يتكلم من أجل الظهور في وسائل الإعلام فقط، ولم يكن بإمكانه أن يخفض راتبي. لقد تحدثت مع رئيس النادي، وقال لي: لا تقلق، فنحن نعرف أن جيجي دائماً ما يفعل هذه الأشياء الغريبة».
ويقول طاهر، إن بيكالي زار الفريق في مناسبة أخرى عندما كانت النتائج سيئة، مضيفاً «كان يقول إن اللاعبين يمارسون الجنس أكثر من اللازم، وأشياء أخرى من هذا القبيل. وكنت أقول لنفسي إن هذا الرجل لا يمكن أن يكون هو نفسه الذي نشاهده على شاشات التلفزيون. إنه رجل عاطفي، لكنه لا يدرك كيف تؤثر تصريحاته على ناديه».
لكن مسيرة طاهر مع ستيوا بوخارست لم تستمر طويلاً، ففي البداية انتقل إلى نادي بوافيستا على سبيل الإعارة، قبل أن ينتقل إلى نادي ساغان توسو الذي يلعب في الدوري الياباني الممتاز، وهي الفترة التي شهدت فرصة انضمامه إلى نادي كروتوني الإيطالي، قبل أن يعود مرة أخرى لنادي غاز ميتان.
وأكد طاهر على أنه «لا يشعر بالندم»، على الرغم من أنه لم يلعب كثيراً كما كان يأمل، ويعترف بأنه استهان بقوة الدوري الياباني الممتاز. ويقول عن ذلك «كانت اليابان رائعة؛ فهي ثقافة مختلفة تماماً. واليابانيون هم ألطف أناس رأيتهم على الإطلاق».
ومنذ ذلك الحين، انضم طاهر إلى نادي بوافيستا البرتغالي مرة أخرى، ويلعب حالياً مع نادي بانايتوليكوس اليوناني. لم يكن طاهر – الذي قضى فترة الاستعداد للموسم الجديد مع نادي بارنسلي في عام 2016 - يفكر أبداً في أن يلعب خارج إنجلترا، لكنه سيكمل عامه الحادي والثلاثين في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ويدرك أنه قد لا يلعب لأي ناد في دوريات المحترفين في إنجلترا مرة أخرى.
وقد التقى طاهر بكل من إيدرسون وإيكر كاسياس خلال رحلاته الكثيرة، كما جمع طاهر بعض الأموال من ممارسة كرة القدم تساعده على العيش بشكل جيد بعد الاعتزال. يقول طاهر عن ذلك «اللعب في الخارج كان رائعاً بالنسبة لي، فهو جيد من الناحية المالية ويساعدك على اللعب ضد كبار اللاعبين. إنني أتحدث إلى أصدقاء لي يلعبون في الدوريات الأقل من الدوري الإنجليزي الممتاز ويشعرون بالذعر بشأن دفع الرهون العقارية مع نهاية عقودهم. يتعين على اللاعبين الشباب أن يعلموا أن هناك فرصاً جيدة في الخارج».


مقالات ذات صلة

فليك: تركيز برشلونة ينصب على ليغانيس

رياضة عالمية الألماني هانز فليك مدرب برشلونة (إ.ب.أ)

فليك: تركيز برشلونة ينصب على ليغانيس

قال هانز فليك، مدرب برشلونة، السبت، إن فريقه يوجه كل تركيزه إلى مباراة ليغانيس المقررة الأحد.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني: لو نورمان سيحصل على فرصة المشاركة مع أتلتيكو

قال دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، السبت، إن روبن لو نورمان سيحصل على فرصة اللعب لفترات أطول.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية الإسباني لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي (أ.ف.ب)

إنريكي: أقدّم أفضل موسم في مسيرتي

أصر الإسباني لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي، السبت، على أنّ الأرقام تؤكد أنّه يخوض «الموسم الأفضل» في مسيرته.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان يواصل مهاجمة لاعبيه (أ.ف.ب)

فونسيكا: على لاعبي ميلان الارتقاء لمستوى النادي العريق

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، اليوم (السبت)، إن لاعبي الفريق بحاجة إلى تحسين نهجهم وموقفهم والارتقاء إلى مستوى التاريخ العريق للنادي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية أتالانتا هزم كالياري وابتعد بصدارة «السيريا إيه» (أ.ب)

الدوري الإيطالي: أتالانتا يبتعد بالصدارة

حقق أتالانتا رقماً قياسياً جديداً للنادي بفوزه العاشر على التوالي في دوري الدرجة الأولى الإيطالي بتغلبه 1-صفر على كالياري، السبت.

«الشرق الأوسط» (كالياري)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.