شاشة الناقد: The Truth

كاثرين دينوف وإيثن هوك في «الحقيقة»
كاثرين دينوف وإيثن هوك في «الحقيقة»
TT

شاشة الناقد: The Truth

كاثرين دينوف وإيثن هوك في «الحقيقة»
كاثرين دينوف وإيثن هوك في «الحقيقة»

The Truth
إخراج: ‪كوريدا هيروكازو ‬‬‬
دراما عاطفية | فرنسي
تمثيل: كاثرين دينوف،
جولييت بينوش، إيثَن هوك.
تقييم الناقد: (جيد)
الحقيقة، كما يرصدها المخرج الياباني هيروكازو في أول فيلم له خارج بلاده (وأول فيلم له بلغة غير يابانية) هي انعكاسات لمشاعر غير مستقرة تتآلف جنباً إلى جنب الأكاذيب التي تولّدها. بذلك فإن الوجهين المتناقضين ما هما إلا وحدة متلازمة تضمهما معاً بمقادير مختلفة.
الممثلة فابيان (كاثرين دينوف) نجمة سينمائية ناجحة في حكاية وضعها المخرج بنفسه (عن قصّة قصيرة لكين ليو). ناجحة لكنها وصلت (كحال الممثلة ذاتها) إلى حين أصبحت أكبر حجماً من الحقيقة. نجمة سابقة يرفض نجمها الذبول ولا تزال تعيش أمام الشاشة وخلفها بقدر ملحوظ من التصميم على المواصلة. بعض هذا العزم لا بد له من تفعيل، والكتاب الذي وضعته حول حياتها وسيرى طريقه للنشر قريباً هو من بين أدواتها للبقاء على السدّة.
لكنه كتاب يحتوي على ما يثير غضب ابنتها لومير (جولييت بينوش) التي تجد أن والدتها كذبت في أكثر من موقع منه. هذا بدوره ينطلي على الحياة تحت وهج الإضاءات القوية. السينما، طريقة لومير لتخفيض جناحي والدتها قليلاً وتوفير بعض الواقع في سيناريو الفيلم الذي تقوم الأم بتصويره حالياً، هو التدخل في كتابة الحوار لتذليل موقع الأم ودفعها، من خلال دورها، للاعتذار لمن أساءت إليهم على نحو أو آخر.
هنا يتحدث الفيلم بين سطوره ومشاهده، عن خدعة أخرى يمثل فيها الجميع (هذا غير مفهوم المخرج الراحل جان كوكتو الذي قال إنها: «حلم يشترك فيه الجميع») هي السينما. المجال المتاح والقانوني لكي يعكس كل فرد فيه حقيقته وأكاذيبه معاً. يبتدع المخرج لهذا الغرض مساحة مناسبة كون الحكاية تقع في إطار العمل السينمائي نفسه.
بين الفريقين، الأم والابنة، هناك كاتب السيناريو الأميركي زوج لومير (إيثان هوك) الذي يبدو كما لو أنه في غير مكانه الصحيح. يقدّمه لنا الفيلم كشخص لم ينل حظه كاملاً بعد وربما لن يفعل. شخصيته باهتة، كذلك تبدو المشاهد الذي يؤديها كما لو كُتبت لمجرد أن على هذه الشخصية الحضور طالما أنها وُجدت بالفعل.
الجميع يمثل ما هو متوقّع منه وخطّة المخرج كانت الغزل على نسيج التضاد بين الحقيقة والكذب وكيف يعزز ذلك صداماً بين المرأتين. وهو كان ولج هذا الموضوع، بحكاية مختلفة تماماً، في فيلمه الأسبق «حياة حقيقية» سنة 1989. لكن هيروكازو يعمد هنا إلى معالجة خفيفة السياق ولا تتطوّر صوب بلورات أو منعطفات حادة.


مقالات ذات صلة

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

يوميات الشرق المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا.

انتصار دردير (جدة)
يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
TT

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

نظراً للزخم العالمي الذي يحظى به مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة، اختارت «استديوهات كتارا»، ومقرها الدوحة، أن تكشف خلاله الستار عن أول فيلم روائي قطري طويل تستعد لإنتاجه، وهو «سعود وينه؟»، وذلك في مؤتمر صحافي ضمن الدورة الرابعة من المهرجان، مبينة أن هذا العمل «يشكل فصلاً جديداً في تاريخ السينما القطرية».

ويأتي هذا الفيلم بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي، كما تدور أحداثه حول خدعة سحرية تخرج عن السيطرة عندما يحاول شقيقان إعادة تنفيذها بعد سنوات من تعلمها من والدهما، وهذا الفيلم من إخراج محمد الإبراهيم، وبطولة كل من: مشعل الدوسري، وعبد العزيز الدوراني، وسعد النعيمي.

قصة مؤسس «صخر»

كما أعلنت «استديوهات كتارا» عن أحدث مشاريعها السينمائية الأخرى، كأول عرض رسمي لأعمالها القادمة، أولها «صخر»، وهو فيلم سيرة ذاتية، يقدم قصة ملهمة عن الشخصية العربية الاستثنائية الراحل الكويتي محمد الشارخ، وهو مبتكر حواسيب «صخر» التي تركت بصمة واضحة في عالم التكنولوجيا، باعتبارها أول أجهزة تتيح استخدام اللغة العربية، وأفصح فريق الفيلم أن هذا العمل ستتم معالجته سينمائياً ليحمل كماً مكثفاً من الدراما والتشويق.

«ساري وأميرة»

والفيلم الثالث هو الروائي الطويل «ساري وأميرة»، وهو عمل فنتازي يتناول الحب والمثابرة، يتم تصويره في صحراء قطر، وتدور أحداثه حول حياة قُطّاع الطرق «ساري وأميرة» أثناء بحثهما عن كنز أسطوري في وادي «سخيمة» الخيالي، في رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يواجهان الوحوش الخرافية ويتعاملان مع علاقتهما المعقدة، وهو فيلم من بطولة: العراقي أليكس علوم، والبحرينية حلا ترك، والنجم السعودي عبد المحسن النمر.

رحلة إنسانية

يضاف لذلك، الفيلم الوثائقي «Anne Everlasting» الذي يستكشف عمق الروابط الإنسانية، ويقدم رؤى حول التجارب البشرية المشتركة؛ إذ تدور قصته حول المسنّة آن لوريمور التي تقرر مع بلوغها عامها الـ89، أن تتسلق جبل كليمنجارو وتستعيد لقبها كأكبر شخص يتسلق الجبل، ويروي هذا الفيلم الوثائقي رحلة صمودها والتحديات التي واجهتها في حياتها.

وخلال المؤتمر الصحافي، أكد حسين فخري الرئيس التنفيذي التجاري والمنتج التنفيذي بـ«استديوهات كتارا»، الالتزام بتقديم محتوى ذي تأثير عالمي، قائلاً: «ملتزمون بتحفيز الإبداع العربي وتعزيز الروابط الثقافية بين الشعوب، هذه المشاريع هي خطوة مهمة نحو تقديم قصص تنبض بالحياة وتصل إلى جمهور عالمي، ونحن فخورون بعرض أعمالنا لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ مما يعكس رؤيتنا في تشكيل مستقبل المحتوى العربي في المنطقة».