الأردن ولبنان يؤكدان العمل للحؤول دون ضم أراضي الضفة الغربية

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (إلى اليمين) ونظيره اللبناني ناصيف حتي (بترا)
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (إلى اليمين) ونظيره اللبناني ناصيف حتي (بترا)
TT

الأردن ولبنان يؤكدان العمل للحؤول دون ضم أراضي الضفة الغربية

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (إلى اليمين) ونظيره اللبناني ناصيف حتي (بترا)
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (إلى اليمين) ونظيره اللبناني ناصيف حتي (بترا)

أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن هناك اتفاقاً على رفض خطة إسرائيل لضم أراضٍ من الضفة الغربية ونهر الأردن، لما تشكله الخطوة من خرق فاضح للقانون الدولي وتقويض لحل الدولتين ولكل المساعي التي تستهدف التوصل إلى السلام العادل الذي تقبله الشعوب على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط 4 يونيو (حزيران) 1967.
وشدد الوزير الأردني خلال تصريحات مشتركة مع نظيره اللبناني ناصيف حتي على أن «عملنا منصب ومستمر من أجل منع هذا الضم، وإيجاد أفق حقيقي يسمح بإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة تحقق السلام الذي تقبله الشعوب والسلام العادل الذي نريده جميعاً».
من جهته، أكد حتي على أن «ضم غور الأردن والضفة الغربية موضوع خطير بتداعياته وانعكاساته»، معتبراً أن الأمر هو «محاولة إسرائيلية لوضع حد نهائي لتسوية سلمية للقضية الفلسطينية؛ القضية الأساسية لنا جميعاً بكل تداعياتها على بلداننا، خاصة لبنان والأردن».
وقال حتي إن موقف لبنان مبدئي وواقعي، مضيفاً: «نحن نستند إلى القرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية»، مشيراً إلى تمسك بلاده «بالسلام الشامل والدائم والعادل والشجاع، وهناك مصلحة عربية وإقليمية ودولية في التوصل إلى ذلك».
وفي الشأن اللبناني، أكد الصفدي أن عمّان تتابع باهتمام ما يجري في لبنان، مضيفاً: «اهتمامنا أن نحمي لبنان البلد ولبنان الشعب، بغض النظر عن أي مواقف سياسية أو اعتبارات سياسية، المهم هو الموقف التاريخي للمملكة الذي يؤكد عليه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وهو (أن نحمي لبنان وشعب لبنان وأن نعمل معاً للحيلولة دون تطور الأمور بشكل سلبي)».
وشدد الصفدي على أن «الأردن كان وسيبقى يقوم بكل جهد ممكن لحماية لبنان بإرثه وتاريخه؛ البلد الذي كان له دور مهم وأساسي في العمل العربي المشترك، والشعب اللبناني الشقيق الذي كان دائماً نموذجاً في الاستنارة والعطاء في المنطقة».
وعن الأزمة السورية؛ قال الصفدي: «تحدثنا عن القضايا الإقليمية وتداعيات الأزمة السورية»، مشدداً على «ضرورة إنهاء الأزمة السورية عبر حل سياسي يحفظ وحدة سوريا واستقرارها، ويعيد لها أمنها واستقرارها ودورها في المنطقة وفي منظومة العمل العربي المشترك، ويتيح الظروف الكفيلة بالعودة الطوعية للاجئين السوريين».
من ناحيته، قال حتي إن محادثاته مع نظيره الأردني ركزت في جانب منها على «الأزمة السورية والنزوح السوري، وأهمية التوصل إلى تسوية سياسية سلمية في سوريا تخص الشعب السوري بأطيافه ومكوناته كافة، ودعم هذه التسوية التي تستند إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة؛ لأن لنا مصلحة جميعاً في استقرار سوريا وبلداننا أيضا كدول شقيقة ومجاورة».
وتابع: «لبنان كما الأردن يتحمل الكثير، وهذه مسؤولية دون شك إنسانية وعربية من مسببات وتداعيات وقضايا النزوح، لذلك نؤكد دائماً ضرورة توفير الدعم الكبير من المجتمع الدولي للدول المضيفة لمواجهة هذه الأزمة المأساة؛ خاصة أننا اليوم نعيش تداعيات أزمة جائحة (كورونا) التي أضعفت وأنهكت اقتصادات كل دول العالم».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.