أول أيام استئناف الطيران في مصر... 52 رحلة واستقبال موسيقي

1.6 مليون شخص تلقوا منحة العمالة المتضررة من الوباء

مسافرون في مطار القاهرة الدولي أمس (الحكومة المصرية)
مسافرون في مطار القاهرة الدولي أمس (الحكومة المصرية)
TT

أول أيام استئناف الطيران في مصر... 52 رحلة واستقبال موسيقي

مسافرون في مطار القاهرة الدولي أمس (الحكومة المصرية)
مسافرون في مطار القاهرة الدولي أمس (الحكومة المصرية)

بعد أكثر من ثلاثة أشهر على إغلاق المجال الجوي أمام الرحلات المنتظمة، استأنفت المطارات المصرية كافة عملها، أمس، عبر استقبال وتسيير 52 رحلة من وإلى عواصم مختلفة حول العالم.
وتعول الحكومة المصرية، على سرعة استعادة قطاع السياحة لنشاطه، وتعويض الخسائر التي مُني بها العاملون بأنشطته، على خلفية تداعيات انتشار «فيروس كورونا المستجد».
وأظهرت السلطات المصرية، اهتماماً كبيراً، أمس، باستقبال الوفود السياحية القادمة إلى البلاد، وبدا مطار القاهرة على أهبة الاستعداد عبر تجهيزات لوجيستية فضلاً عن عروض موسيقية وفنية للزائرين.
وأجرى وزير الطيران المدني، محمد منار جولة في منشآت ومباني الركاب بمطار القاهرة الدولي، لمراجعة سير العمل و«العلامات الإرشادية الموجودة بمداخل الصالات ونقاط التعقيم، فضلاً عن تفقد مكتب الحجر الصحي والاطلاع على جميع الإجراءات والفحوصات الطبية التي تتم على جميع الركاب والمسافرين بالمطار».
وأفادت سلطات المطار، أنه يتم الاستعانة بـ40 كاميرا حرارية في جميع نقاط المطار لقياس درجات الحرارة للركاب والعاملين إلكترونياً بصالات السفر والوصول.
واعتبر الوزير المصري، أن جميع مطارات البلاد «جاهزة وملتزمة بتطبيق كافة المعايير والضوابط اللازمة لحماية كل من المسافرين والعاملين لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد خاصة في ظل مرحلة عودة العمل بكامل القوة».
وبحسب إفادات من مصادر بمطار القاهرة، في بيانات رسمية، فإن مطار القاهرة يستقبل في يوم عمله الأول (أمس) 38 رحلة دولية من وجهات مختلفة، سواء أوروبية أو عربية أو آسيوية أو أفريقية، فيما تسير شركة مصر للطيران 14 رحلة على متنها نحو ألفي راكب إلى وجهات مختلفة حول العالم.
وكذلك استقبل مطار الغردقة الدولي أولى رحلاته الجوية القادمة من مطار العاصمة الأوكرانية كييف، وتم رش الطائرة بالمياه فور هبوطها احتفالاً باستئناف الرحلات.
وعلى صعيد آخر، قالت هيئة الطيران الصينية، في بيان نقلته وكالة «رويترز» أمس، إن «شركة طيران سيتشوان ستعلق رحلة من القاهرة إلى شينجدو لمدة أسبوع اعتباراً من السادس من يوليو (تموز) بعد أن أظهر الفحص إصابة 6 من ركابها بفيروس كورونا المستجد».
وفي إطار الاستعدادات المحلية المواكبة لتخفيف الحظر الجزئي المفروض في البلاد، بدأت الجامعات المصرية، متابعة «الاستعدادات النهائية لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني لطلاب السنوات النهائية للعام الجامعي 2019 - 2020 بالجامعات والمعاهد».
وشددت وزارة التعليم العالي أمس، أنه «لن يسمح بالتجمعات نهائياً داخل الحرم الجامعي لضمان الإجراءات الوقائية والصحية، وأن يتم مراعاة دخول وانصراف الطلاب بتسلسل ودون تدافع أو تزاحم».
من جهة أخرى، أعلنت وزيرة التخطيط المصرية، هالة السعيد، أمس، أن تداعيات فيروس كورونا «تسببت في زيادة معدلات البطالة مرة أخرى حيث وصلت النسبة إلى 9.7 في المائة في شهر أبريل (نيسان) الماضي، مشيرة إلى أن «الذكور هم الأكثر تضرراً في هذه المرحلة لأن هناك نسبة كبيرة منهم تعمل بقطاعات النقل والسياحة، والجملة والتجزئة».
وقالت هالة السعيد، خلال اجتماع حكومي، أمس، أن «1.6 مليون عامل مصري صرفوا إعانة حكومية بقيمة 500 جنيه (الدولار يساوي 16.1 جنيه في المتوسط) في إطار مساندة المتضررين من تداعيات (كورونا)».
وعددت هالة السعيد، المتضررين من أزمة كورونا بحسب الأنشطة الاقتصادية، وقالت إن «المشتغلين بقطاعات تجارة الجملة والتجزئة يقدر عددهم بـ3.7 مليون مشتغل، وقطاع الصناعة وعددهم 3.6 مليون مشتغل، وقطاع النقل والتخزين وعددهم 2.3 مليون مشتغل، وقطاع المطاعم والفنادق وعددهم 850 ألف مشتغل».


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.