«كورونا» يتفاقم في «عروس» الجنوب الليبي

الإصابات والوفيات تزداد نتيجة تجاهل الإجراءات

إحصائية للوضع الوبائي في ليبيا الاثنين الماضي (تويتر)
إحصائية للوضع الوبائي في ليبيا الاثنين الماضي (تويتر)
TT

«كورونا» يتفاقم في «عروس» الجنوب الليبي

إحصائية للوضع الوبائي في ليبيا الاثنين الماضي (تويتر)
إحصائية للوضع الوبائي في ليبيا الاثنين الماضي (تويتر)

انطلقت من مدينة سبها (عروس الجنوب الليبي) أمس (الأربعاء)، الحملة الوطنية للتوعية بمخاطر فيروس «كورونا» (كوفيد- 19) بالشراكة بين المركز الوطني لمكافحة الأمراض ومنظمات دولية وجمعيات محلية، بينما أُعلن في البلاد عن تسجيل 22 إصابة جديدة، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى 824، إلى جانب 24 حالة وفاة. وقال الدكتور بدر الدين النجار، مدير المركز الوطني الليبي لمكافحة الأمراض، في فيديو مصور، إن الحملة التي انطلقت من سبها وتستمر ثلاثة أيام، تستهدف التوعية المجتمعية بمخاطر وباء «كورونا» في جميع مدن الجنوب، وذلك بمشاركة منظمة الصحة العالمية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنظمة «يونيسف»، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، والمجلس الدنماركي لمساندة اللاجئين، ووكالة التعاون الفني والتنمية، والهيئة الطبية الدولية، بالإضافة إلى جمعية الهلال الأحمر الليبي.
وأضاف النجار: «الوضع الوبائي متفاقم في سبها لأسباب عدة، من بينها عدم تعاون المواطنين مع الأجهزة الطبية، وتجاهلهم تطبيق تعليمات التباعد الاجتماعي، بسبب بعض الظواهر السلبية المتمثلة في إنكارهم بالدرجة وجود فيروس (كورونا)، لانتشار مثل هذه المفاهيم الخاطئة»، لافتاً إلى أن «هذه الحالة من الإنكار تسببت في نشر الفيروس خارج إطار سبها؛ لكن الحملة ستحاول بشكل مكثف توعية المواطنين وتثقيفهم بحقيقة الأوضاع الخطرة».
وازدادت الإصابات بفيروس «كورونا» بشكل ملاحظ في مدينة سبها، خلال الأسابيع الماضية، في ظل تردي الأوضاع الصحية بالقطاع الطبي في عموم مدن الجنوب على وجه الخصوص، وتدني مستوى الخدمات الحكومية.
وقال الدكتور إبراهيم التوني، أحد المشرفين على الحملة: «سنخاطب المواطنين ونحثهم على الالتزام بالإجراءات الاحترازية المنصوص عليها من قبل اللجنة العليا لمكافحة الفيروس، من خلال مناقشتهم، وتوزيع ملصقات ومنشورات توعوية على سكان المناطق». وسجَّلت سبها 14 إصابة جديدة، من بين 22 حالة أعلن المركز عنها أمس، بينها 11 لمخالطين، بالإضافة إلى 5 إصابات بمدينة طرابلس. وعبَّر المركز عن أمله مجدداً في التعاون وتقديم كافة التسهيلات لفرق الرصد والتقصي الوبائي، وكذلك فرق الاستجابة السريعة التابعة له، لأداء مهامها في الاكتشاف المبكر للحالات وحصر المخالطين، وأخذ العينات، والقيام بالإجراءات اللازمة للحجر أو العزل، وفقاً لما يتطلبه الوضع الصحي للحالات.
في السياق ذاته، أعلنت اللجنة الطبية الاستشارية التابعة للحكومة المؤقتة بشرق البلاد أمس، أنها سيَّرت أول قافلة طبية إلى مدينة سرت من قبل وزارة الصحة، وتضم 6 أطباء في تخصصات مختلفة لمدة 10 أيام، لتقديم الخدمات الطبية، بهدف تخفيف العبء عن مستشفيات بنغازي، وفقاً للالتزام بتوجيهات اللجنة الاستشارية لمكافحة «كورونا» بشأن عزل المدن.
وقال رئيس القوافل الطبية الدكتور مرعي الفسي، إن هذه القافلة وفقاً لمقترح وزير الصحة الدكتور سعد عقوب، تأكيداً على حجر وعزل المدن، تفادياً لتفشي عدوى «كورونا»، لافتاً إلى أن الهدف من هذه القوافل أيضاً الاستفادة بالسعة السريرية في هذه المدن، وتقديم الخدمات الطبية لسكانها دون الحاجة للانتقال إلى بنغازي والمناطق المجاورة.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.