دور السينما المصرية تفتقد الأفلام الجديدة بعد عودتها للعمل

مع استئناف دور السينما المصرية عملها مرة أخرى، وبعد إغلاق دام أكثر من ثلاثة أشهر بسبب جائحة «كورونا»، فإنها تفتقد الأفلام الجديدة التي تجتذب الجمهور وتحقق إيرادات مرتفعة على غرار مواسم الصيف السابقة، إذ اضطرت دور السينما إلى عرض خمسة أفلام سبق عرضها في موسم «رأس السنة» الماضي منذ أكثر من خمسة أشهر، من بينها «لص بغداد» بطولة محمد عادل إمام وأمينة خليل ومن إخراج أحمد خالد موسى، و«الفلوس» بطولة تامر حسني وزينة وخالد الصاوي وإخراج سعيد الماروق، و«رأس السنة» بطولة شيرين رضا وإياد نصار وأحمد مالك وبسمة وإخراج محمد صقر، و«صندوق الدنيا» بطولة رانيا يوسف وعمرو القاضي ومن إخراج عماد البهات، و«بنات ثانوي» بطولة جميلة عوض وهدى المفتي ومايان السيد وإخراج محمود كامل.
وسمحت السلطات المصرية أخيراً بإعادة افتتاح دور السينما مع تشغيل 25 في المائة فقط من طاقتها الاستيعابية وتطبيق قواعد السلامة والتباعد الاجتماعي للحد من تفشي وباء كورونا، مثل التشديد على ارتداء الرواد للكمامات وقياس درجات حرارتهم قبل الدخول والجلوس في مقاعد متباعدة أثناء العرض.
وحققت الأفلام المصرية المعروضة إيرادات ضعيفة منذ استئناف نشاطها مجدداً، في 27 يونيو (حزيران) الماضي، وحقق فيلم «الفلوس» 39 ألف جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 16 جنيهاً مصرياً) فقط خلال أربعة أيام، يليه فيلم «لص بغداد» بـ38 ألف جنيه، و«بنات ثانوي» نحو خمسة آلاف جنيه فقط، ثم فيلمي «صندوق الدنيا» و«رأس السنة» الذين لم يحققا مجتمعين سوى 1700 جنيه وفق الموزع السينمائي محمود دفراوي.
وأرجع دفراوي أسباب انخفاض حجم الإيرادات منذ استئناف عمل السينمات إلى عدم وجود أفلام جديدة تشجع الجمهور على الذهاب إلى دور السينما في ظل حالة الحذر من وباء (كورونا)، والاكتفاء بعرض أفلام قديمة سبق عرضها قبل قرارات إغلاق كورونا بشهر مارس (آذار) الماضي، بجانب تسريب بعض هذه الأفلام على شبكة الإنترنت، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «إلغاء حفلتي التاسعة مساءً ومنتصف الليل أيضاً، ساهم أيضاً في تراجع الإيرادات، إذ كان يعتمد عليهما أصحاب دور العرض والموزعون في جني الأرباح».
وحتى منتصف شهر مارس الماضي، قبل إغلاق دور السينما، حقق فيلم «الفلوس» نحو 46 مليون جنيه، وفيلم «لص بغداد» 32 مليون جنيه، و«رأس السنة» ثلاثة ملايين جنيه فقط، وفيلم «بنات ثانوي» 7 ملايين جنيه.
وكشف دفراوي أن بعض أصحاب دور العروض طلبت نسخاً من بعض الأفلام القديمة كي يستطيعوا جذب الزبائن إلى دور السينما مرة أخرى من خلالها على غرار «الفيل الأزرق2» بطولة كريم عبد العزيز، و«ولاد رزق2» بطولة أحمد عز، كي يعرضوها خلال الأيام الجارية لا سيما بعد نجاح الفيلمين في تجاوز حاجز الـ100 مليون جنيه إيرادات.
ووصف محمود دفراوي الإقبال على دور العرض منذ استئناف نشاطها بـ«الضعيف للغاية»، مشيراً إلى أن قرار تحديد نسبة 25 في المائة من طاقة السينمات أثر سلباً على الإيرادات.
ولم تعلن شركات إنتاج مصرية حتى الآن عن موعد طرح الأفلام الجديدة خصوصاً في موسم عيد الأضحى السينمائي المقبل خوفاً من الخسائر المالية وضعف الإقبال، باستثناء المنتج أحمد السبكي الذي أعلن في تصريحات صحافية أخيراً عن طرح فيلم «صاحب المقام» قبل أيام قليلة من حلول عيد الأضحى «دعماً للسينما» على حد وصفه، والفيلم يشارك في بطولته يسرا وآسر ياسين ونسرين أمين ومن إخراج محمد جمال العدل.
وتوقع محمود دفراوي ألا يجازف أي منتج بطرح أي فيلم جديد بميزانية ضخمة في ظل الظروف الراهنة أبداً، حتى وإن كان هذا الفيلم جاهزاً.
في السياق، تم استئناف عرض عدد من الأفلام الأجنبية بدور العرض المصرية، من بينها «جومانجي» بطولة دوين جونسون، و«نداء البرية» بطولة هاريسون فورد، و«الرجل الخفي» بطولة إليزابيث موس، و«سيبيريا» بطولة كيانو ريفز، و«طفيلي» الحائز على جائزة الأوسكار أفضل فيلم، و«دوليتل» بطولة روبرت داوني جونيور، و«محتقن بالدم» بطولة فان ديزل.