أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري أن الولايات المتحدة قدمت اليوم أكثر من 696 مليون دولار كمساعدات إنسانية إضافية للشعب السوري، بينها نحو 273 مليون دولار مساعدات داخل سوريا و423 مليون دولار مساعدات للنازحين السوريين خارج سوريا، ما يرفع القيمة الإجمالية للمساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة منذ اندلاع الأزمة السورية إلى 11.3 مليار دولار، فضلاً عن 1.3 مليار دولار كمساعدات غير إنسانية.
وأضاف جيفري في مؤتمر صحافي عبر الهاتف، بعد انتهاء أعمال مؤتمر بروكسل الرابع حول «دعم مستقبل سوريا والمنطقة»، أن المؤتمرين تحدثوا عن الحاجة إلى ضرورة تطبيق القرار الدولي 2405 الخاص بتسهيل دخول المساعدات إلى سوريا، لمواجهة وباء «كورونا» بسبب الأوضاع الخطيرة التي تواجه السوريين جراء هذا المرض. وأكد جيفري أن المؤتمرين أكدوا ضرورة التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية يقوم على أساس القرارات الدولية، خصوصاً القرار 2453 وعلى ضرورة إذعان نظام الرئيس الأسد لوقف حملته الدموية ضد الشعب السوري المستمرة منذ أكثر من 9 سنوات.
ورداً على سؤال من «الشرق الأوسط» قال جيفري إن «الصراع في سوريا يجب أن يتوقف عسكرياً، ولهذا السبب تكتسب الدعوة لوقف إطلاق النار في سوريا أهمية خاصة، ونحن ندعم ذلك كما دعمنا وقف إطلاق النار في إدلب الذي تم التوافق عليه مع تركيا، ونواصل حث روسيا على الاستمرار في خفض التوتر على الأرض». وأضاف جيفري: «لذلك ينبغي أولاً العمل على الحد من البعد العسكري لهذا الصراع، وثانياً إطلاق العملية السياسية التي تسمح للسوريين الذين هجّرهم الأسد بالعودة إلى سوريا سواء من تركيا أو من لبنان أو من أي بلد آخر، وضمان عدم تعرضهم للملاحقة والتنكيل من نظام الأسد». ورأى أنه «حتى يتحقق ذلك ستبقى العلاقة بين نظام الأسد والشعب السوري علاقة عنف ولن تسمح للسوريين بالعودة أو التوصل إلى حل سياسي للصراع، الذي جذب دولاً خارجية عدة للتدخل في سوريا كتركيا وإيران وروسيا والولايات المتحدة التي تقود عمليات التحالف ضد (داعش) وحتى إسرائيل التي تقوم بعمليات للدفاع عن أمنها على الرغم من عدم تأكيدي لذلك رسمياً». وأضاف أن التوصل إلى حل في سوريا مسألة جيواستراتيجية وإنسانية معقدة.
وأكد جيفري أن الولايات المتحدة تعمل على فرض حزمة جديدة من العقوبات على نظام الأسد وعائلته وقياداته وعسكرييه، مشيراً إلى أن التأثير النفسي لهذه العقوبات كبير على النظام، وستحد من قدرته على مواصلة قصف شعبه، وستجبره على إعادة حساباته.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان إن الولايات المتحدة لا تزال أكبر مانح فردي للمساعدات في سوريا والعالم، مشيراً إلى أن «هذه المساعدات هي أحد مكونات استراتيجيتنا للأمن القومي، والتي توجهنا إلى الاستمرار في قيادة العالم في مجال المساعدة الإنسانية، مع ضمان زيادة تقاسم العبء العالمي ودعم النازحين في تلبية احتياجاتهم حتى يتمكنوا بأمان من العودة طوعاً إلى منازلهم». وأضاف بومبيو أن بلاده تقدّر دعم الاتحاد الأوروبي في استضافة المؤتمر حول سوريا، و«نثني على كل الجهات المانحة التي قدمت مساهمات اليوم، ونشجع الآخرين على القيام بالمزيد». وأكد بومبيو أن على المجتمع الدولي أن يبقى ملتزماً بتلبية الاحتياجات المتزايدة للشعب السوري، وهي مسؤولية أثبت نظام الأسد عدم رغبته في التمسك بها. وبدلاً من ذلك، أعطى الأولوية لتمويل حملته العسكرية المتهورة والمدمرة، وللموالين للنظام ومواصلة الاحتجاز التعسفي لما يصل إلى 130 ألف مدني سوري، بمن فيهم النساء والأطفال.
بومبيو: أميركا أكبر مانحي المساعدات للسوريين
بومبيو: أميركا أكبر مانحي المساعدات للسوريين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة