وزير إسرائيلي: لم نحصل بعد على الضوء الأخضر من واشنطن لتنفيذ «الضم»

مستوطنة إسرائيلية وسط مبان فلسطينية في الخليل بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
مستوطنة إسرائيلية وسط مبان فلسطينية في الخليل بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

وزير إسرائيلي: لم نحصل بعد على الضوء الأخضر من واشنطن لتنفيذ «الضم»

مستوطنة إسرائيلية وسط مبان فلسطينية في الخليل بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
مستوطنة إسرائيلية وسط مبان فلسطينية في الخليل بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

هون وزير إسرائيلي، اليوم (الثلاثاء)، من احتمال اتخاذ خطوات كبيرة باتجاه ضم المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية في الأول من يوليو (تموز)، وهو الموعد المقرر أن تبدأ فيه الحكومة نقاشاً حول هذه المسألة.
وقال زئيف إلكين عضو حزب «ليكود» الذي ينتمي له رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل لم تحصل بعد على الضوء الأخضر الذي تطلبه من واشنطن للبدء في بسط سيادتها على أجزاء من الضفة الغربية، وهي أراضٍ يطالب بها الفلسطينيون لإقامة دولتهم.
وأدانت القيادة الفلسطينية والأمم المتحدة وقوى أوروبية ودول عربية ضم الأراضي التي احتلتها القوات الإسرائيلية في حرب عام 1967.
وقال إلكين وزير التعليم العالي لراديو إسرائيل رداً على سؤال عما سيحدث غداً الأربعاء: «كل من رسم صورة لحدوث كل شيء في يوم واحد هو الأول من يوليو، فقد فعل ذلك على مسؤوليته الخاصة»، وأضاف: «اعتباراً من الغد ستبدأ الساعة تدق».
ولم يُعلن عن اجتماع للحكومة غداً (الأربعاء).
ويزور مسؤولون أميركيون إسرائيل في إطار جهود البيت الأبيض للتوصل إلى إجماع داخل الحكومة الإسرائيلية على خطوة الضم، كما هي موضحة في خطة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في يناير (كانون الثاني).
وتدعو الخطة إلى بسط السيادة الإسرائيلية على 30 في المائة من أراضي الضفة الغربية - وهي الأراضي التي تبني إسرائيل مستوطنات عليها منذ عشرات السنين - بالإضافة إلى إقامة دولة فلسطينية بقيود صارمة.
ويقول الفلسطينيون إن مشروع الخطة سيجعل أي دولة فلسطينية تقام على أراضٍ في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية دولة لا تتوافر لها مقومات الحياة، وتعتبر أغلب القوى العالمية المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي المحتلة غير شرعية. ويقول نتنياهو إن الشعب اليهودي له حقوق قانونية وتاريخية في أراضي الضفة الغربية المذكورة في التوراة باسم يهودا والسامرة.
ونتنياهو وحليفه الرئيسي في الائتلاف الحاكم بيني غانتس وزير الدفاع على خلاف بشأن الضم الذي روج له رئيس الوزراء اليميني.
وكرر غانتس دعوته في مقابلة مع الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» (واي.نت) اليوم (الثلاثاء)، لإسرائيل بأن تحاول ضمان الدعم الفلسطيني والدولي لخطة ترمب قبل المضي قدماً في خطوة الضم من جانب واحد.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.