اتفاق سعودي ـ أميركي لاستمرار ردع إيران وتمديد حظر الأسلحة

الجبير: طهران ترى أن كل شخص من المذهب الشيعي يجب أن يتبع لها... هوك: تريد استمرار الحرب في اليمن

هوك والجبير وخلفهما بقايا صواريخ إيرانية في مؤتمر صحافي بالرياض أمس (رويترز)
هوك والجبير وخلفهما بقايا صواريخ إيرانية في مؤتمر صحافي بالرياض أمس (رويترز)
TT

اتفاق سعودي ـ أميركي لاستمرار ردع إيران وتمديد حظر الأسلحة

هوك والجبير وخلفهما بقايا صواريخ إيرانية في مؤتمر صحافي بالرياض أمس (رويترز)
هوك والجبير وخلفهما بقايا صواريخ إيرانية في مؤتمر صحافي بالرياض أمس (رويترز)

يكثف المبعوث الأميركي الخاص لإيران برايان هوك من جهوده لتمديد حظر السلاح على إيران، قبل انتهائه في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك خلال زيارته للسعودية، التي أكد خلالها أنهم يتوقعون الأسوأ في حال أخفق العالم في تمديد حظر الأسلحة على إيران، في وقت تؤكد فيه السعودية عملها مع الولايات المتحدة لمنع إيران من تصدير الأسلحة.
وجاءت زيارة هوك للسعودية لعقد مشاورات مع نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، مساء الأحد، كما التقى بوزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، وعدد من المسؤولين، لبحث أهمية التصدي للأعمال الإجرامية التي تقوم بها إيران في عدد من الدول الإقليمية.
وعقد الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، في وقت سابق، أمس، اجتماعاً مع براين هوك، جرى خلال الاجتماع استعراض علاقات التعاون الثنائي، وأوجه التنسيق بين البلدين في مختلف الجوانب، بما فيها الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
كما ناقش الجانبان التطورات المتعلقة بعدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، في مقدمتها الخطر الإيراني على أمن المنطقة، والجهود المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار.
واطلع وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير وهوك على عينات من الصواريخ الإيرانية التي استخدمتها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في استهداف السعودية، خلال عرض قدمه العقيد الركن تركي المالكي المتحدث باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، في مؤتمر صحافي، عقد أمس (الاثنين).
وقال المبعوث الأميركي الخاص بإيران، إنه في السعودية نيابة عن الرئيس دونالد ترمب ووزير الخارجية بومبيو، لمناقشة الجهود الدبلوماسية لتمديد حظر الأسلحة على إيران، مؤكداً أنه في حال انتهت صلاحية قرار الحظر فإن إيران ستبيع الأسلحة من دون أي قيود، إضافة إلى تطوير أنظمة الصواريخ وتصديرها لأذرعها في المنطقة. وأكد «أننا نتوقع الأسوأ ومزيداً من عدم الاستقرار والعنف في حال أخفق العالم في التصرف بتمديد حظر الأسلحة على إيران»، مشيراً إلى أن «النظام الإيراني يرفض الجهود الدبلوماسية وتؤجج عدم الاستقرار، كما يسعى إلى زيادة المعاناة في اليمن وتقويض الأمن، في حين تقدم السعودية جهوداً إغاثية بناءة لليمن».
ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن موقف الولايات المتحدة من أذرع إيران في المنطقة، قال هوك: «سيكون هناك اجتماع غداً (اليوم الثلاثاء) في مجلس الأمن وستكون فرصة للأمين العام للأمم المتحدة، حيث سيعرض خبراء الأمم المتحدة نتائج تقاريرهم حول بعض القضايا التي تشكل أهمية لدى السعودية»، مضيفاً: «نعلم أن السعودية تعرضت لهجوم من جنوبها بصواريخ إيرانية، وأن إيران قامت بالهجوم عبر الحوثيين، وأن إيران قامت بذلك في ظل حظر الأسلحة على إيران، فكيف يمكن أن يفعلوا في حال رفع حظر الأسلحة؟».
بدوره، ضم الوزير الجبير صوته إلى صوت هوك، في إطار الإجابة، حول عدم احترام إيران للدول، قائلاً: «إيران لا تحترم سيادة الدول، وترى أن كل شخص من المذهب الشيعي يجب أن يتبع لإيران»، مؤكداً أنه «في حال رفع الحظر عن إيران ستتحول الأمور من سيئ إلى أسوأ، وستكون تهديداً للمجتمع الدولي».
وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية أنه «منذ بداية الحرب في اليمن، حدث 1659 هجوماً على مدنيين في السعودية، إضافة إلى إطلاق 318 صاروخا باليستياً إيراني الصنع من قبل ميليشيا الحوثي، على مدن وقرى السعودية، بجانب إطلاق 371 طيارة مسيرة (درون) على المملكة، وإطلاق 44 قارباً مسيراً لعرقلة حرية الملاحة في منطقة باب المندب والبحر الأحمر من قبل الحوثيين».
وأشار الجبير إلى أنه «منذ بداية الثورة الإيرانية في 1979، اغتالت إيران أكثر من 360 شخصاً حول العالم»، مؤكداً أن «إيران تتعامل مع عصابات إجرامية حول العالم، ولذلك صنفت الأمم المتحدة إيران كدولة داعمة للإرهاب».
وتابع وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي: «إيران تسعى إلى تقديم الأسلحة للمنظمات الإرهابية بوجود الحظر»، مؤكداً أن «إيران ستكون أكثر شراسة وعدوانية في حال رفع الحظر عنها. وشدد الجبير على أن للمجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولية بأن يمنعوا إيران من تصدير الأسلحة للمنظمات الإرهابية في مختلف مناطق العالم».
إلى ذلك، تسبق زيارة المبعوث الأميركي الخاص لإيران إلى السعودية، عقوبات جديدة فرضتها وزارة الخزانة الأميركية على شركات في قطاع صناعة المعادن في إيران، إلى جانب مساعٍ لتمديد حظر السلاح المفروض على إيران، في مجلس الأمن، حيث كان هوك في جولة في عدد من الدول في المنطقة قبل وصوله إلى السعودية، والتي شدد خلالها على أهمية تمديد حظر استيراد وتصدير الأسلحة لإيران.
يذكر أن اتفاق حظر الأسلحة على إيران ينتهي في أكتوبر المقبل.
وكان التحالف أحبط محاولة تهريب شحنة أسلحة مرسلة إلى ميليشيات الحوثي بتاريخ 17 أبريل (نيسان) 2020 مقابل شواطئ المهرة اليمنية.



«الرقابة» السعودية: إيقاف قاض وضباط وموظفين تورطوا بقضايا فساد

الهيئة أكدت استمرارها في رصد وضبط المتعدين على المال العام ومستغلي الوظيفة لمصالحهم (الشرق الأوسط)
الهيئة أكدت استمرارها في رصد وضبط المتعدين على المال العام ومستغلي الوظيفة لمصالحهم (الشرق الأوسط)
TT

«الرقابة» السعودية: إيقاف قاض وضباط وموظفين تورطوا بقضايا فساد

الهيئة أكدت استمرارها في رصد وضبط المتعدين على المال العام ومستغلي الوظيفة لمصالحهم (الشرق الأوسط)
الهيئة أكدت استمرارها في رصد وضبط المتعدين على المال العام ومستغلي الوظيفة لمصالحهم (الشرق الأوسط)

أعلنت «هيئة الرقابة ومكافحة الفساد» السعودية، الخميس، إيقاف قاض وكاتب عدل وضباط وموظفين في جهات حكومية وخاصة بعد مباشرتها عدة قضايا جنائية خلال الفترة الماضية، مؤكدة أن العمل جارٍ لاستكمال الإجراءات النظامية بحق مرتكبيها.

وأوضحت الهيئة في بيان، أنه جرى بالتعاون مع وزارة العدل، القبض على قاضٍ بمحكمة عامة لحظة تسلمه مبلغ 670 ألف ريال من أصل مليون ريال مقابل إنهاء قضية منظورة لمواطن بشأن نزع مالي بقيمة 19 مليون ريال بمساعدة قاضٍ آخر يعمل بالمحكمة ذاتها «تم إيقافه»، كذلك كاتب عدل ومواطن لحصولهما على 4 ملايين و461 ألفاً و500 ريال لإفراغ أرض بطريقة غير نظامية.

وأشارت إلى إيقاف موظف بكلية صناعية لاستيلائه على مكافآت شهرية عائدة لطلاب منتهية علاقتهم بها بلغت قيمتها مليوناً و492 ألفاً و72 ريالاً من خلال قيامه بالتلاعب في كشوفات الصرف بإضافة حسابات بنكية لأقاربه ومعارفه، واشتراكهم معه مقابل حصولهم على نصف المبلغ، وموظف بشركة متعاقدة مع هيئة حكومية لحظة تسلمه 150 ألف ريال من مالك كيان تجاري متعاقد مع الشركة بمشروع صيانة تابع للهيئة مقابل صرف مستحقات مالية بمبلغ يفوق 800 ألف ريال.

وأضافت الهيئة أنه تم بالتعاون مع وزارة الداخلية، القبض على ضابط برتبة رائد يعمل بـ«مديرية السجون» لحظة تسلمه 60 ألف ريال من أصل 100 ألف ريال من وكيل موقوف أجنبي بسجن الإبعاد مقابل إطلاق سراحه وعدم إبعاده، وضابط صف بمركز شرطة لحصوله على 100 ألف ريال من مقيمين لحفظ قضيتهم وعدم إحالتها للنيابة العامة، وموظف سابق بالأحوال المدنية لتسلمه 20 ألف ريال لإصدار تعميد لكيان تجاري بالشراء المباشر بطريقة غير نظامية، وضابط صف يعمل بالدوريات الأمنية لاستيقافه مقيماً والاستيلاء على 30 ألف ريال.

ونوّهت بإيقاف موظفين اثنين يعملان بأمانة محافظة لحصولهما على 15 ألف ريال من مواطن «وسيط - تم إيقافه» لإنهاء إجراءات معاملة إصدار شهادة إشغال موقع يملكه رجل أعمال «تم إيقافه»، وعمدة حي لحظة تسلمه 800 ريال للتصديق على نموذج كفالة لمواطن، وموظف بـ«هيئة المواصفات» لحظة تسلمه 6 آلاف ريال لإنهاء إجراءات معاملة بطريقة غير نظامية، وموظف بإحدى الهيئات الملكية لإصداره خطاباً من بلدية موجهاً لمحكمة عامة يتضمن معلومات غير صحيحة تثبت ملكيته لعقار، وترتب على ذلك صدور صك لصالحه بذلك.

وبيّنت أنه جرى بالتعاون مع رئاسة أمن الدولة، إيقاف موظف يعمل بقوات الأمن الخاصة لاستيلائه على أجهزة حاسب آلي وملحقاتها من مقر عمله، كما تم بالتعاون مع «وزارة الشؤون الإسلامية»، إيقاف موظف يعمل بالوزارة لتلاعبه في مسيرات رواتب المتعاقدين لاختلاس مبالغ مالية من خلال إضافة حسابات بنكية لأقارب زميل يعمل معه «تم إيقافه» بغرض التمويه عن مصدرها واقتسام المبالغ بينهما.

وأكدت الهيئة استمرارها في رصد وضبط كل من يتعدى على المال العام أو يستغل الوظيفة لتحقيق مصلحته الشخصية أو للإضرار بالمصلحة العامة ومساءلته حتى بعد انتهاء علاقته بالوظيفة؛ كون جرائم الفساد المالي والإداري لا تسقط بالتقادم، مشددة على مضيها في تطبيق ما يقتضي به النظام بحق المتجاوزين دون تهاون.