الفيروس يولّد أزمة بين المدارس الخاصة والأسر في المغرب

أطفال مغربيون على شاطئ العاصمة الرباط بعد إعادة افتتاحه منذ فرض الحجر (أ.ب)
أطفال مغربيون على شاطئ العاصمة الرباط بعد إعادة افتتاحه منذ فرض الحجر (أ.ب)
TT

الفيروس يولّد أزمة بين المدارس الخاصة والأسر في المغرب

أطفال مغربيون على شاطئ العاصمة الرباط بعد إعادة افتتاحه منذ فرض الحجر (أ.ب)
أطفال مغربيون على شاطئ العاصمة الرباط بعد إعادة افتتاحه منذ فرض الحجر (أ.ب)

تعقد لجنة التعليم والثقافة في مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى بالبرلمان)، لقاء اليوم الثلاثاء مع وزير التعليم المغربي سعيد أمزازي لمناقشة أزمة خانقة اندلعت بين الأسر المغربية ومدارس التعليم الخاص تسببت فيها جائحة «كورونا».
يأتي ذلك بعدما قررت السلطات المغربية في 16 مارس (آذار) الماضي، توقيف الدراسة بجميع المدارس العمومية والخاصة، لمواجهة تفشي وباء «كورونا» المستجد، داعية إلى استمرار «التعليم عن بعد».
ومنذ شهر أبريل (نيسان) حتى نهاية يونيو (حزيران) برزت الأزمة بعدما طالبت الأسر التي يدرس أبناؤها في المدارس الخاصة بالاستفادة من تخفيضات في رسوم التمدرس الباهظة، لأن «التعليم عن بعد»، لا يمكن أن يعوض مستوى التعليم الحضوري، وهو ما رفضته هذه المدارس التي اشتكت بدورها من تدهور وضعها المالي وعجزها عن أداء مستحقات العاملين فيها من أساتذة وموظفين.
وتسبب هذا الوضع في توتر نتج عنه تنظيم وقفات احتجاجية لأولياء أمور الأسر أمام عدد من المدارس خاصة في المدن الكبرى مثل الدار البيضاء والرباط وسلا ومراكش وفاس، وتهديد الأسر بنقل أبنائهم إلى المدارس العمومية. ووصل الأمر إلى حد التهجم على هذه المدارس بدعوى أنها «جشعة»، ولم تراع أوضاع الأسر التي فقدت دخلها بسبب التداعيات الاقتصادية للحجر الصحي.
بالمقابل دعت «رابطة التعليم الخاص بالمغرب»، وهي جمعية مهنية تمثل أصحاب المدارس الخاصة إلى «إضراب وطني إنذاري» اليوم الثلاثاء، داعية إلى «إنقاذ المدرسة الخصوصية» و«تأمين الدخول المدرسي» المقبل، ورفعت شعار «لا لتبخيس الجهود المبذولة لإنجاح عملية التعليم عن بعد».
وعبر عبد السلام عمور، رئيس «رابطة التعليم الخاص»، عن استيائه من التهجم على المدارس الخاصة، وقال إن عددا من المدارس لم تعد قادرة على الوفاء بالتزاماتها، محذرا من أن «الدخول المدرسي المقبل يبقى غامضا»، داعيا الحكومة إلى تخفيض العبء الضريبي على المدارس وإعفائها من التحملات الاجتماعية.
وتأتي هذه الأزمة في وقت يعرف فيه التعليم الخصوصي في المغرب تطورا خلال السنوات الأخيرة، وإقبالا مهما من الأسر المتوسطة والغنية التي باتت تنفر من المدارس العمومية التي تعاني من تدهور مستوى التعليم رغم الميزانية الضخمة التي تخصصها لها الدولة والتي ناهزت 72 مليار درهم (7.2 مليار دولار) سنة 2020.
ويبلغ عدد المدارس الخاصة في المغرب 5800 مدرسة، يدرس بها حوالي مليون و200 ألف تلميذ، من أصل حوالي 7 ملايين تلميذ وتلميذة في المغرب.
وتحاول وزارة التعليم التدخل لمعالجة الأزمة بين المدارس والأسر، من خلال الوساطة بينهما عبر مختلف الجهات والأقاليم، علما بأن القانون المنظم للمدارس الخاصة لا يسمح للوزارة بالتدخل في العلاقة التعاقدية بينهما.
ورغم استجابة بعض المدارس الخاصة لطلبات بعض الأسر التي فقدت دخلها بإعفائها أو تمتيعها بتخفيضات، فإنها رفضت تعميم التخفيضات على جميع الأسر بما فيها التي حافظت على دخلها. وما زالت معظم الأسر ترفض أداء كامل الرسوم، وتتشبث بأداء مقابل «التعليم عن بعد» فقط، علما بأن وزارة التعليم قررت استبعاد مواد «التعليم عن بعد»، من امتحانات نهاية السنة، وقررت فقط اعتماد نقط المراقبة المستمرة، وامتحانات الفصول السابقة التي تمت بشكل حضوري. وينتظر أن تعرف لجنة التعليم بمجلس النواب اليوم الثلاثاء جدلا بين النواب ووزير التعليم حول هذه القضية الشائكة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».