الإفراج عن 14 مقاتلاً موالياً لإيران في العراق استهدفوا الأميركيين

أفراد تابعون لكتائب «حزب الله» العراقي (الشرق الأوسط)
أفراد تابعون لكتائب «حزب الله» العراقي (الشرق الأوسط)
TT

الإفراج عن 14 مقاتلاً موالياً لإيران في العراق استهدفوا الأميركيين

أفراد تابعون لكتائب «حزب الله» العراقي (الشرق الأوسط)
أفراد تابعون لكتائب «حزب الله» العراقي (الشرق الأوسط)

أُفرج، اليوم (الاثنين)، عن 14 مقاتلاً موالياً لإيران، كانوا قد اعتُقلوا على خلفية الهجمات الصاروخية على المصالح الأميركية في العراق، بحسب ما أكد متحدث باسم الفصيل الذي ينتمون إليه، للوكالة الفرنسية للأنباء.
ومساء الاثنين، بعد 4 أيام من اعتقالهم على أيدي قوات النخبة في جهاز مكافحة الإرهاب، تم استقبال 14 عنصراً من كتائب «حزب الله» في أحد مقارّ الفصيل المسلح، بحسب صور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد المتحدث العسكري باسم كتائب «حزب الله» جعفر الحسيني للوكالة الفرنسية للأنباء أن المقاتلين الـ14 أطلق سراحهم «لعدم ثبوت الأدلة» لدى قاضي «الحشد»، معتبراً أن هذا دليل على أن «التهمة كيدية». وأضاف: «الخطوة المقبلة هي إقامة دعوى ضد رئيس الوزراء» مصطفى الكاظمي «لنثبت أنه يجب أن تسود دولة القانون، وليس دولة الأهواء الشخصية». وكان هذا الفصيل اتهم الكاظمي لأشهر بالتورط في اغتيال واشنطن للجنرال الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس.
وقال متحدث باسم الفصيل، يدعى أبو علي العسكري، في بيان الاثنين، إن كتائب «حزب الله» تريد مقاضاة الكاظمي بتهمة «خطف» المقاتلين، استناداً إلى «تهم كيدية». كما أكد مصدر في أمن «الحشد الشعبي» الذي كان يحتجز الموقوفين، أن قاضي الحشد هو من أطلق سراحهم.
وشكّلت عملية الاعتقال سابقة أثارت قلقاً من أن تمهد لمواجهة سياسية أو عسكرية في العراق، ضحية النزاع بين واشنطن وطهران. وفي استعراض للقوة، أحرق عناصر من «كتائب حزب الله» أعلاماً أميركية وإسرائيلية، وداسوا صور رئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة.
و«كتائب حزب الله» جزء من «الحشد الشعبي» الذي تشكل بفتوى دينية في العام 2014 لمواجهة تنظيم «داعش»، وتم اعتباره في ما بعد جزءاً من القوات العراقية الرسمية، ويأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة.
وبات «الحشد الشعبي» الذي قاتل المتشددين، إلى جانب القوات الأمنية العراقية، وتحت مظلة طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، قوة نافذة في البلاد مع عشرات آلاف المقاتلين، وثاني أكبر تمثيل في البرلمان.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.