ليبيا تحتوي أزمة «دبلوماسية»... وتصارع «كوفيد ـ ١٩»

‏مستشفى في شرق البلاد يتوقف عن استقبال مصابين بعد تزايد الحالات

ليبيا تحتوي أزمة «دبلوماسية»... وتصارع «كوفيد ـ ١٩»
TT

ليبيا تحتوي أزمة «دبلوماسية»... وتصارع «كوفيد ـ ١٩»

ليبيا تحتوي أزمة «دبلوماسية»... وتصارع «كوفيد ـ ١٩»

بينما تزايدت نسبة الإصابات بـ«كوفيد - 19» في ليبيا، مسجلة 727 حالة أمس، تمكنت الأجهزة الطبية في غرب البلاد من احتواء أزمة دبلوماسية بعد تعرض ممرضة فلبينية أصيبت بـ«كورونا» لـ«التنمر والتمييز».
وانتشرت في ليبيا خلال الأيام الماضية، موجهة من «الذعر والتهكم» بعد الإعلان عن إصابة إحدى الممرضات الفلبينيات العاملات بمصحة في طرابلس بـ«كورونا»، مما ترتب عليه سوء معاملة تعرضت لها الجالية في البلاد، لكن مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض الدكتور بدر الدين النجار تدارك الأزمة خلال لقائه بالسفير الفلبيني ألمير كاتو، خلال اجتماع بطرابلس مساء أول من أمس.
وقال النجار إنه تناقش مع السفير حول موضوع «إصابة الممرضة الفلبينية بالفيروس، وما تعرضت له للأسف من (وصم وتمييز) مما تسبب في بعض المشاكل للجالية الفلبينية أيضاً، وتعرض بعض أفرادها لسوء معاملة».
ونقل النجار على ألمير كاتو «أنه لا يجب أن ينسى الليبيون أن هؤلاء (العاملات الطبيات) الفلبينيات ضحين بحياتهن جنباً إلى جنب مع الممرضات الليبيات في رعاية المرضى والجرحى سواء كان ذلك أثناء الصراعات المسلحة أو أثناء تفشي فيروس (كورونا)».
ونوه النجار إلى أن «الشعب الليبي في العموم يكن كل الاحترام والتقدير للكوادر الطبية الفلبينية العاملة في ليبيا، وعلى الدور المهم الذي تقوم به في المساهمة في تقديم الخدمة الطبية بكل كفاءة ومهنية، وأن ما حصل من (وصم وتمييز) بسبب الإصابة بـ(الكورونا) هو مشكلة قائمة حتى مع المصابين الليبيين، بسبب نقص الوعي والتثقيف الصحي»، لافتاً إلى أن «المركز يعمل بشكل مكثف على تغيير هذه النظرة، قبل أن يؤكد على عدم تسجيل أي إصابات جديدة بالفيروس في الجالية الفلبينية».
وقال مصدر طبي بالمركز لـ«الشرق الأوسط» أمس، إنه «كانت هناك غضبة شديدة من السفير الفلبيني وخوف على حياة جاليته بطرابلس، لكن مدير المركز، طمأنه وأكد له أن الليبيين يقدرون دورهم الإنساني بما يقدمونه من خدمة طبية للجميع».
وأعلن المركز عن تسجيل 14 إصابة جديدة بـ«كورونا» أمس، 10 منها في مدينة سبها بجنوب البلاد، وثلاث حالات في بنغازي، وواحدة في زليتن.
وكان المجلس الرئاسي، قرر تمديد حظر التجول في مدن الغرب الليبي، بداية أول من أمس، من الثامنة مساء إلى الساعة السادسة لمدة عشرة أيام، على أن يكون الحظر كلياً لمدة 24 ساعة يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع ويمنع خلالها التنقل بين المدن.
ومع تزايد الإصابات بـ«كورونا» بمدن شرق ليبيا، في ظل تردي البنية التحتية لكثير من المستشفيات والمراكز الطبية، أعلنت مستشفى الهواري العام ببنغازي التوقف عن استقبال حالات جديدة نظراً لبلوغها أقصى قدرة تشغيلية بعد وصول عدد المصابين بفيروس «كورونا» به 40 مصاباً.
وبحسب مدير عام المستشفى الدكتور عبد الرحمن يوسف، لموقع «الوسط» الليبي، أن حرصهم على وجود مسافات بين الأسرة، بحيث تحتوي الغرفة على سريرين أو ثلاثة كأقصي حد لتحقيق التباعد بين المرضى، قلل «السعة السريرية التي تستعمل في الظروف العادية».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.