مهاجر أفريقي يروي معاناته في ليبيا

158 شخصاً بينهم نساء وأطفال على متن زورق يتسع لـ90 راكباً

مهاجرون أفارقة ينتظرون المساعدة في صحراء ليبيا (أ.ب)
مهاجرون أفارقة ينتظرون المساعدة في صحراء ليبيا (أ.ب)
TT

مهاجر أفريقي يروي معاناته في ليبيا

مهاجرون أفارقة ينتظرون المساعدة في صحراء ليبيا (أ.ب)
مهاجرون أفارقة ينتظرون المساعدة في صحراء ليبيا (أ.ب)

حاول المهاجر أبيل (32 عاما) من ساحل العاج الهجرة إلى أوروبا عبر ليبيا مرتين من قبل ولم ينجح. وفي المرة الثالثة ودع أبيل أعز أصدقائه الذي منحه مبلغ 200 دينار ليبي كانت تنقصه لمغادرة ليبيا بحراً، وتكللت محاولته الثالثة بالنجاح فوجد نفسه على متن سفينة «أوشن فايكينغ». وحمد أبيل الله لوجود سفينة «إس أو إس المتوسط» الإنسانية في طريقه بالصدفة بعد الإبحار ليومين دون هدف في قارب خشبي مع 66 مهاجراً آخرين.
وأبيل أصلا مصفف شعر، أمضى سنة ونصف السنة «يعمل في قطاع البناء أو في حراثة الحقول وكل شيء يرفض الليبيون القيام به». وروى لوكالة «الصحافة الفرنسية» التي كان مراسلها على متن السفينة كيف أن أول محاولة له للهرب من ليبيا باءت بالفشل مطلع أغسطس (آب) 2019. وقال وهو يتناول حصته الغذائية الصباحية إن «المهربين الذين نقلوني (من سواحل ليبيا) قالوا لي إننا سنجد سفينة في طريقنا. للأسف رصدنا خفر السواحل الليبيون» الذين أوهموا الركاب الساعين لبلوغ أوروبا بأنهم ينقلونهم إلى مقار منظمة غير حكومية.
وتابع «لكن أبواب جهنم فتحت علينا عندما وصلنا إلى اليابسة. أولاً جردونا من كل ما نملك ثم اقتادونا عراة إلى منزل أنشأوا فيه ثماني زنزانات على الأقل يحرسها مسلحون. كنا أربعين شخصا في كل زنزانة. في الصباح نحصل على قطعة خبز ومساء على كمية صغيرة من المعكرونة. واستمر الوضع على هذه الحالة لشهر ونصف». وأضاف «كنا نتعرض للضرب، فور دخول الحارس إلى الزنزانة كان على الجميع الوقوف احتراما وإلا نتعرض لتجاوزات».
وفي نهاية المطاف دفعت أسرته «كفالته» بقيمة 350 ألف فرنك (حوالي 530 يورو) للإفراج عنه. وخلال محاولته الثانية قبل خمسة أشهر، وعد المهرب باستخدام زورق يتسع لـ90 شخصاً، لكن فيه 158 شخصا بينهم العديد من النساء والأطفال في زورق مطاطي قديم طوله 12 مترا. وأبحر القارب عند قرابة الساعة الثالثة صباحا. ويقول أبيل «على مسافة 200 متر تمزق قاع الزورق لأنه كان مثقوبا، ووجدنا أنفسنا في البحر وأنقذت أطفالاً، لكن لو وقع الحادث على بعد كيلومتر إضافي لكنا قضينا جميعاً غرقا».
ولأنه رفض دفع مبلغ 1500 دينار إضافي (950 يورو) للانتقال إلى زورق جديد خسر مبلغ الـ2500 التي كان قد دفعها. ويقول أبيل هذه هي حياة المهاجرين في ليبيا، وهو لا يؤمن رغم العذابات التي عاناها بأن «كل الشعب الليبي شرير». ويبرز أحد أصابع يده اليسرى المشوه كلياً بسبب جلسة تعذيب تعرض لها بعد أن تجرأ وطلب إعادة ما دفعه.
وعبر أبيل الصحراء لبلوغ ليبيا بحثاً عن فرص عمل، وهو يحلم بعبور البحر بحثاً عن «الكرامة». وفي الأشهر الماضية «فقد الأمل» إلى أن جاء صديق مالي لقص شعره وأبلغه بأن زورقاً سيبحر من ليبيا مساء ذلك اليوم. وقال وهو يبتسم «قلت لنفسي إن الرابط وثيق بين الحياة والموت، ولا فوائد من دون مخاطرة». ووضع في حقيبة ظهر صغيرة غرضا واحدا هو آلة لقص الشعر آملا في أن يجد وظيفة في أوروبا لدى مصفف شعر. ويؤكد أبيل أنه عندما يصل إلى أوروبا سيسدد مبلغ الـ120 يورو الذي اقترضه من صديقه، وسيكون بذلك سدد دينه وطوى صفحة تجربته الليبية.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.