فريق أميركي في إسرائيل لمناقشة «الضمّ»

لافتة تشير إلى مستوطنات يهودية قرب بيت لحم في الضفة (أ.ف.ب)
لافتة تشير إلى مستوطنات يهودية قرب بيت لحم في الضفة (أ.ف.ب)
TT

فريق أميركي في إسرائيل لمناقشة «الضمّ»

لافتة تشير إلى مستوطنات يهودية قرب بيت لحم في الضفة (أ.ف.ب)
لافتة تشير إلى مستوطنات يهودية قرب بيت لحم في الضفة (أ.ف.ب)

يُجري وفد «فريق السلام الأميركي»، برئاسة المبعوث الخاص آفي بيركوفيتش، مشاورات مع كبار المسؤولين في إسرائيل لفحص إمكانات تنفيذ خطوة الضم.
وكان باركوفيتش وصل إلى تل أبيب، الجمعة، بعد سلسلة مداولات أجريت في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، حول الضم. وقرر الأميركيون مواصلة المداولات مع المسؤولين الإسرائيليين؛ خصوصاً رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ورئيس الوزراء البديل، بيني غانتس، ووزير الخارجية، غابي أشكنازي، ورئيس الكنيست، ياريف لفين.
ويميل الأميركيون إلى عدم وقف الخطوة التي تعهد بها الرئيس ترمب عند إطلاق خطته قبل نصف سنة. ومع ذلك، وبسبب الحساسيات الكثيرة والتداعيات، لم يحسموا موقفاً حول هوية ومساحة المناطق التي ستخضع للضم وفرض السيادة الإسرائيلية. وأكدت مصادر إسرائيلية، أنه «سواء في الجانب الإسرائيلي أم في الجانب الأميركي، يجري فحص مخططات مختلفة، بدءاً من إمكانية إقرار تنفيذ الخطة كاملة، أي بسط السيادة على 30 في المائة من مساحة الضفة، وتشمل غور الأردن وشمال البحر الميت وجميع المستوطنات، دفعة واحدة، أو توزيعها على دفعات. إضافة إلى ذلك، ثمة تردد بالنسبة لغور الأردن، الذي من جهة يوجد عليه إجماع في الأحزاب الإسرائيلية، لكن المملكة الأردنية حساسة تجاهه وترفضه بالمطلق». وتابعت أن هناك اقتراحاً آخر يتحدث عن «الاكتفاء بالسيادة على المستوطنات الكبرى، والكتل الاستيطانية».
في شأن متصل، نشر المعهد اليهودي للأمن القومي (JINSA) في واشنطن، نهاية الأسبوع، ورقة موقف تدعو إلى فرض السيادة الإسرائيلية في غور الأردن، بدعوى أنه «اقتراح جيد للأردن أيضاً». ويقول خبراء المعهد في الورقة، إنه «رغم التوتر الذي ستثيره الخطوة في المدى القصير، فإنه في المدى البعيد يعزز تحويل الغور إلى منطقة أمان لكل من إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية، حتى للأمن القومي الأميركي». وحسب نص المعهد: «السيادة الإسرائيلية في غور الأردن ستشكل حدوداً أمنية يمكن الدفاع عنها أكثر بكثير من خطوط 67 وستساعد في الدفاع عن الأردن وعن السلطة الفلسطينية من الخطر الحقيقي الداهم في أن تسيطر (حماس) على الضفة الغربية مثلما فعلت في غزة».
وقال رئيس المعهد، مايكل ماكوفسكي، لصحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية، إنه يفهم مخاوف الأردن من السيادة الإسرائيلية في الغور، ولكنه «نشأت فرصة من الواجب استغلالها، وهي جيدة للأردن أيضاً».
وتوجّهت مديرة منتدى الشرق الأوسط في إسرائيل، نافا درومي، وهو أحد منابر اليمين الإسرائيلي، برسالة مفتوحة إلى نتنياهو تدعوه فيها إلى تحويل يوم الأربعاء، الأول من يوليو (تموز)، إلى يوم تاريخي ينفذ فيه وعده بفرض سيادة إسرائيل على مناطق في يهودا والسامرة (الفة الغربية). وقالت: «أعرف أن الحديث لا يدور عن عملية بسيطة بالطبع، لكن بالضبط في أوضاع كهذه نحتاج إلى قيادة تتحلى بالشجاعة، بالضبط مثل زعامة ديفيد بن غوريون في فترة إقامة الدولة. ففي حينه، شجّع البريطانيون الدول العربية على مهاجمة اليهود. ورغم أن بن غوريون فهم أن إسرائيل ستضطر إلى الوقوف أمام 5 جيوش عربية، مدعومة من الدولة العظمى البريطانية، فإنه لم يتراجع عن قرار إعلانه قيام الدولة». وأضافت نافا درومي: «الآن تقف إسرائيل أمام تحدٍ مشابه. جارد كوشنر يضع عقبات. وجو بايدن الذي يمكن أن يكون الرئيس القادم للولايات المتحدة، يحذر. ودول الخليج تهدد. وضباط كبار في جهاز الأمن، سابقون وحاليون، يعتبرون الضم كارثة. كل هذه التحديات معاً لا تقترب من قوة التهديدات التي وقفت أمام الدولة الفتية التي وقف على رأسها بن غوريون».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».