الجزائر تبحث العودة إلى الحظر الكامل

ضغط كبير على المصحات بسبب ارتفاع الإصابات بالفيروس

رش مواد معقمة في مسجد بالعاصمة الجزائرية الشهر الماضي في إطار جهود التصدي لانتشار فيروس «كورونا» (أ.ف.ب)
رش مواد معقمة في مسجد بالعاصمة الجزائرية الشهر الماضي في إطار جهود التصدي لانتشار فيروس «كورونا» (أ.ف.ب)
TT

الجزائر تبحث العودة إلى الحظر الكامل

رش مواد معقمة في مسجد بالعاصمة الجزائرية الشهر الماضي في إطار جهود التصدي لانتشار فيروس «كورونا» (أ.ف.ب)
رش مواد معقمة في مسجد بالعاصمة الجزائرية الشهر الماضي في إطار جهود التصدي لانتشار فيروس «كورونا» (أ.ف.ب)

تبحث الحكومة الجزائرية، اليوم، إمكان العودة إلى الحجر الصحي الشامل، بعد 15 يوماً من رفعه، وذلك بسبب ارتفاع الإصابات بـ«كوفيد - 19» في الأيام الأخيرة، كان آخرها الخميس، حيث بلغت 240 حالة جديدة و7 وفيات.
وتجتمع «اللجنة العلمية» المكلفة بمتابعة تطور الوباء، برئاسة وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد، لرفع تقرير إلى السلطات العليا حول «الوضعية الوبائية» التي باتت مصدر قلق بالغ للحكومة. ويعود لرئيس الدولة وحده قرار العودة إلى الحجر الشامل، حسب عضو بـ«اللجنة العلمية»، تحدثت معه «الشرق الأوسط»، وقد أكد أن «عدم تقيد المواطنين بشروط التباعد الجسدي، وبخاصة ارتداء القناع الواقي، يدفعنا إلى أن نوصي السلطات بالصرامة في الحجر وذلك بمنع المواطنين من مغادرة بيوتهم إلا للضرورة القصوى».
وتعاني الطواقم الطبية بمستشفيات الولايات، التي شهدت ارتفاعاً في معدلات الإصابة، من ضغط شديدة بسبب استقبال العشرات منهم لتلقي العلاج. وذكر شكري مراد، ممرض بعيادة حكومية ببسكرة (جنوب البلاد) في اتصال هاتفي، أن الأطباء بها استقبلوا 20 مصاباً بالفيروس في الـ48 ساعة الماضية، وأن هذا العدد يفوق طاقة العيادة من حيث وسائل الرعاية الصحية المتوافرة بها، وعدد الأطباء والأعوان شبه الطبيين أيضاً.
وتواجه مصحات ولاية سطيف بشرق البلاد، نفس الظروف. فقد أعلن أول من أمس عن إحصاء 55 إصابة جديدة، وهي الأعلى في التقرير اليومي عن انتشار الوباء في الولايات الـ48. وفاقت الإصابات 12 ألفاً والوفيات 800. منذ بداية تفشي الوباء قبل 4 أشهر. وهذه الأرقام هي الأعلى بالمنطقة المغاربية.
من جهته، صرّح الطبيب بركاني بقاط عضو «اللجنة العلمية» ورئيس «عمادة الأطباء»، للإذاعة الحكومية أمس، بأن استئناف دوري كرة القدم «غير وارد البتة لأن في ذلك خطراً كبيراً على المجتمع»، مشيراً إلى أن أطباء باتحاد الكرة وبالنوادي، اتصلوا بـ«اللجنة» بغرض الترخيص بالعودة إلى التدريب بالملاعب «لكننا قدّرنا أن الوضع لا يسمح بتجمع اللاعبين، أما استئناف المنافسة فهو غير ممكن إطلاقاً في الوقت الحالي». وكان اتحاد الكرة قد أعلن عزمه السماح للفرق الكروية بالعودة إلى التدريبات، المتوقفة منذ 16 مارس (آذار) الماضي، بعد رفع الحجر الصحي.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.