سمية الخشاب: «الإفلاس الفكري للمؤلفين» أبعدني عن السينما

قالت لـ «الشرق الأوسط» إنها لا تستطيع الاستغناء عن السوشيال ميديا

الفنانة المصرية سمية الخشاب
الفنانة المصرية سمية الخشاب
TT

سمية الخشاب: «الإفلاس الفكري للمؤلفين» أبعدني عن السينما

الفنانة المصرية سمية الخشاب
الفنانة المصرية سمية الخشاب

رغم الانتعاشة التي حققتها السينما المصرية خلال السنوات الأخيرة، وتحقيق بعض أفلامها إيرادات كبيرة تجاوزت حاجز الـمائة مليون جنية لأول مرة داخل مصر، فإن الفنانة المصرية سمية الخشاب ترى أن السينما المحلية تعاني من «إفلاس فكري»، وأكدت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أن غيابها عن الشاشة الذهبية في السنوات الخمس الأخيرة يعود إلى «ضعف مستوى الأفكار المعروضة عليها» ووصفتها بأنها «غير مناسبة» لأنها تحصرها في شخصيات وأنماط مكررة.
وأشارت سمية الخشاب إلى أهمية منصات «السوشيال ميديا» في حياة الفنانين في الوقت الراهن، معتبرة «تيك توك» من أقرب المنصات إلى قلبها، لأنها تبعث على التفاؤل وحب الحياة.
كما أوضحت سبب اكتفائها بطرح الأغنيات الـ«سينغل» أخيراً، بعد تقديمها ألبوماً غنائياً وحيداً خلال مشوارها الغنائي، وإلى نص الحوار...
> تعودين إلى السينما بعد فترة غياب عبر فيلم «صابر وراضي» مع أحمد آدم لماذا؟
- كنا نخطط لبدء تصوير الفيلم في الأيام الجارية، لكن تأجل التصوير بسبب جائحة كورونا، ووافقت على المشاركة في الفيلم بعد مكالمة هاتفية من الفنان أحمد آدم الذي أراه فناناً مميزاً ومختلفاً وأحب العمل معه، حيث سبق وجمعني به فيلم «الرجل الأبيض المتوسط» في بداية الألفية الجديدة، ومن المتوقع أيضاً أن نتشارك بطولة مسرحية جديدة لكن مازلنا في مرحلة التحضير لها أيضاً.
> ولماذا لم تبدأوا التصوير مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية على غرار مسلسلات رمضان؟
- هذا غير مطروح إطلاقاً، لأن الوضع لا يستحق المجازفة بصحتنا وصحة العاملين في التصوير، فأنا ضد المجازفة بكل الأشكال، وأفضل أن ننتظر شهرين حتى تتضح الأمور أكثر، والفيلم كوميدي اجتماعي ودوري سيكون مختلفاً فيه.
> وما سبب غيابك عن السينما منذ فيلم «الليلة الكبيرة» عام 2015؟
- وأين هي السينما أساساً طوال السنوات السابقة؟، فلم يكن يوجد سوى عدد محدود من الأفلام على مدار العام، وحتى عندما نشط الإنتاج إلى حد ما، كان أيضاً بعدد محدود من الأعمال، فالحياة السينمائية كانت تعاني بشدة، وهو ما جعل عدداً من الفنانين يعانون من هذا الوضع، وأنا منهم بالطبع، فضلاً عن عدم وجود السيناريوهات أو الأفكار التي تشجع أساساً على قبولها، فكل ما عُرض علي كان دون المستوى وبعضها الآخر مبتذل ومكرر، لا يصح أن أجازف من خلاله بتاريخي الفني، وأكثر ما لاحظته أخيراً هو الإفلاس الفكري للمؤلفين بشكل واضح، وقد قدمت علامات جيدة بأدوار لا تنسى في السينما في أفلام مهمة مثل «الريس عمر حرب» و«حين ميسرة» وغيرها.
> وهل كان ذلك سبب ابتعادك عن الدراما التلفزيونية أيضاً خلال السنوات الأخيرة؟
- نعم، فالموضوعات مكررة ويرغب صناعها في حصري بقوالب نمطية، وبسبب هذا فكرت في ضرورة البحث عن فكرة جيدة والعمل على السيناريو الخاص بها بنفسي بدلاً من انتظار المعروض، وفكرت في العمل مع ورشة سيناريو احترافية كي أخرج بفكرة مختلفة، فأنا لم أختر البعد عن التمثيل أبداً.
> وما سبب نشاطك الكبير عبر منصات التواصل الاجتماعي خصوصاً «إنستغرام» و«تيك توك»؟
- أوجد بشكل مكثف بالفعل عبر «السوشيال ميديا»، والمعجبون بي يزيدون يوماً بعد يوم، ويحمسونني للغاية، وأغلبهم يتمتع بأخلاق جيدة، ويتفاعلون مع كل أنشطتي وأجدهم دوماً متذكرين لكل أدواري، وأتعمد الرد على تعليقاتهم لأني أحترم جمهوري، وأفرغ نفسي يومياً لساعات محددة كي أتفاعل معهم، حيث أجد أن «السوشيال ميديا» أصبحت مهمة للغاية في الوقت الحالي، ولا غنى عنها، ولا يمكنني العيش من دونها، لأنها قربت المسافات بين الناس، ومن أقرب المنصات لقلبي هو «تيك توك» لأنه منصة مبهجة خفيفة الظل وتصنع حالة من التفاؤل وحب الحياة، وقد ساهم في تنمية مواهبي وتعلمت المونتاج بسببه.
> بعض الفنانين المصريين يعتمدون على «السوشيال ميديا» حالياً لتسويق أنفسهم، ما رأيك؟
- هذه المواقع أصبحت مهمة للغاية للفنانين، فشركات الإنتاج والإعلانات كثيراً ما ترشح فناناً لدور ما أو الظهور في إعلان معين بسبب عدد المتابعين الكبير له عبر السوشيال ميديا، وأعترف أن هذا سلاح ذو حدين، لأن كثرة عدد المتابعين لشخص معين لا تعني بالضرورة أنه موهوب، ولكن أكثر ما يهم الشركات أن يصل منتجهم لأكبر عدد ممكن من الناس، ولذلك يبحثون عمن يتابعهم أكبر عدد من المتابعين في النطاق المستهدف بالنسبة له حتى بصرف النظر عن تركيبته النفسية أو موهبته سواء ضعيفة أو قوية وخلافه، ومع الأسف المعادلة أصبحت صعبة وتقوم على الإجابة على تساؤل واحد وهو (من أكثر شخص لديه معجبون ومتابعون)، وهذا بالطبع مبدأ مرفوض تماماً، والمسألة أصبحت صعبة بالنسبة للموهوبين بحق لأنه أصبح لزاماً عليهم الوجود بقوة ليحافظوا على ما وصلوا له، خصوصاً مع تغير معطيات العصر، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح، فأنا متأكدة من أن كل شيء سيعود إلى أصله لأن المواهب غير المكتملة سيتكشف أمرهم لاحقاً عندما يجسدون بطولات ولا تلقى أي نجاح بسبب ضعف موهبتهم الفنية.
> وما صحة تحضيرك لأغنية جديدة باللهجة العراقية؟
- هذا غير صحيح رغم أنني أتمنى الغناء باللهجة العراقية، ولكن هذا الخبر حقق انتشاراً عقب غنائي لمقطع من أغنية «سر الحياة» للفنانة العراقية أصيل هميم، لأنها ذات صيت وصوت عذب، ومختلفة، وقد أديتها احتراماً لجمهوري من العراق الذين يتابعونني بحساباتي الرسمية.
> ولماذا تتباعد الفترات الزمنية بين كل أغنياتك الـ«سينغل»؟
- قبل عدة أشهر طرحت أغنية «أنا عربية» لأني أردت تسليط الضوء على قيمة المرأة العربية وتميزها عن باقي نساء العالم، وقبلها في 2019 طرحت أغنية «بتستقوى»، التي تناولت قضية العنف ضد المرأة وحققت صدى واسعاً، والفترة الزمنية بين كل واحدة وأخرى كانت معقولة لأن كل منها تستغرق وقتاً في التحضير، وأنا أحب أن أعطي لكل عمل حقه.
> وهل تنوين إصدار ألبوم غنائي ثانٍ خلال الشهور المقبلة؟
- في الحقيقة لا، أنا لم أعلن أبداً عن تقديمي ألبوماً ثانياً، لأني أحب للغاية الأغاني الـ«سينغل»، فقد قدمت ألبوماً واحداً في حياتي منذ 9 سنوات، وأعتقد أن فكرة عمل ألبوم كامل غير عملية، والاتجاه الآن نحو الـ«سينغل»، فتجهيز الألبوم يستغرق سنة على الأقل، وعندما يُطرح تكون موضة أغاني معينة فيه قد انتهت وتصبح بلا قيمة، لذلك فمن الأفضل طرح الـ«سينغل» الذي يتميز بالطزاجة والوجود الدائم لدى الجمهور.



طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
TT

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)

يرتبط اسم الشاعر طوني أبي كرم ارتباطاً وثيقاً بالأغنية الوطنية اللبنانية، وله تاريخٌ طويلٌ في هذا الشأن منذ بداياته. قدّم أعمالاً وطنية لمؤسسات رسمية عدة في لبنان. أخيراً وبصوت الفنان ملحم زين قدّم أغنية «مرفوعة الأرزة» من كلماته وألحانه، التي لاقت انتشاراً واسعاً، كون شركة «طيران الشرق الأوسط» اعتمدتها في رحلاتها خلال إقلاعها أو هبوطها.

الشاعر طوني أبي كرم ألّف ولحّن أكثر من أغنية وطنية

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» يعدّ طوني أبي كرم أن كتابة الأغنية الوطنية يجب أن تنبع من القلب. ويتابع: «الجميع يعلم أنني أنتمي فقط إلى لبنان بعيداً عن أي حزب أو جهة سياسية. وعندما أؤلّف أغنية وطنية تكون مولودة من أعماقي. فأنا جزء لا يتجزّأ من هذا الوطن. وعندما ينساب قلمي على الورق ينطلق من هذا الأساس. ولذلك أعدّ الحسَّ الوطني حاجةً وضرورةً عند شاعر هذا النوع من الأغاني، فيترجمه بعفوية بعيداً عن أي حالة مركّبة أو مصطنعة».

أولى الأغاني الوطنية التي كتبها الشاعر طوني أبي كرم كانت في بداياته. حملت يومها عنوان «يا جنوب يا محتل» بصوت الفنان هشام الحاج، ومن ثم كرّت سبحة مؤلفاته لأغانٍ أخرى. حقق أبي كرم نجاحات واسعة في عالم الأغنية كلّه. وأسهم في انطلاقة عدد من النجوم؛ من بينهم مريام فارس وهيفاء وهبي، وتعاون مع إليسا، وراغب علامة، ورامي عيّاش، ونوال الزغبي وغيرهم.

في عام 2000 سجّل طوني أبي كرم الأوبريت الوطني «الصوت العالي» مع 18 فناناً لبنانياً. ويروي لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الأغنية شاركت فيها مجموعة من أشهَر الفنانين اللبنانيين. وقد استغرقت تحضيرات طويلة لإنجازها تطلّبت نحو 6 أشهر. ورغبتُ في تقديمها لمناسبة تحرير الجنوب. وأعدّها تجربةً مضنيةً، ولن أعيدها مرة ثانية».

عدم تكرار هذه التجربة يعود إلى الجهد الذي بذله أبي كرم لجمع الـ18 فناناً في أغنية واحدة. «هناك مَن تردَّد في المشاركة، وآخر طالب بأداء مقطع غير الذي اختير له. أسباب عدة نابعة من الفنانين المشاركين أخّرت في ولادتها. وما سهّل مهمتي يومها هو الفنان راغب علامة. طلبت منه أن يرافقني إلى استوديو التسجيل لبودي نعوم، فوضع صوته على مقطع من الأغنية من دون أن أشرح له حقيقة الوضع. وعندما سمع الفنانون الآخرون أن راغب شارك في الأغنية، تحمَّسوا واجتمعوا لتنفيذها وغنائها».

أكثر من مرة تمّ إنتاج أوبريت غنائي عربي. وشاهدنا مشارَكة أهم النجوم العرب فيها. فلماذا يتردَّد الفنان اللبناني في المقابل في المشارَكة بعمل وطني جامع؟ يوضح الشاعر: «هذا النوع من الأغاني ينجز بوصفه عملاً تطوعياً. ولا يندرج على لائحة تلك التجارية. فمن المعيب أن يتم أخذ أجر مالي، فلا المغني ولا الملحن ولا الكاتب ولا حتى مخرج الكليب يتقاضون أجراً عن عملهم. فهو كناية عن هدية تقدّم للأوطان. ولا يجوز أخذ أي بدل مادي بالمقابل. ولكن في بلدان عربية عدة يتم التكفّل بإقامة الفنان وتنقلاته. فربما ذلك يشكّل عنصر إغراء يحثّهم على المشارَكة، مع الامتنان».

ويذكر طوني أبي كرم أنه في إحدى المرات فكّر في إعادة الكرّة وتنفيذ أغنية وطنية جماعية، فيقول: «ولكني ما لبثت أن بدّلت رأيي، واكتفيت بالتعاون مع الفنان راغب علامة وحده بأغنية من ألحانه (بوس العلم وعلّي راسك)».

يشير الشاعر طوني أبي كرم إلى أن غالبية الأغاني الوطنية التي كتبها وُلدت على خلفية مناسبة ما، ويوضح: «في أغنية (ممنوع اللمس) مع عاصي الحلاني توجّهنا إلى مؤسسة الجيش في عيدها السنوي. وكذلك في أغنية (دايماً حاضر) مع الفنان شربل الصافي لفتح باب التطوع في الجيش».

وعمّا إذا كان يختار صوت الفنان الذي سيؤدي الأغنية قبل الكتابة يقول: «لا، العكس صحيح، فعندما تولد الفكرة وأنجز الكلام، أختار الصوت على أساسهما. قد أقوم ببعض التعديلات بعدها، ولكنها تكون تغييرات قليلة وليست جذرية».

يستغرق وقت كتابة كلام الأغنية، كما يذكر الشاعر أبي كرم، نحو 15 دقيقة. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «لأنها تنبع من القلب أصبّ كلماتها بسرعة على الورق. فما أكتبه يصدر عن أحاسيسي الدفينة، وعن مشهد أو تجربة وفكرة عشتها أو سمعت بها. ولذلك تكون مدة تأليف الأغنية قليلة. فهي تخرج من أعماقي وأكتبها، وفي حال طُلب مني بعض التبديلات من قبل الفنان لا أمانع أبداً، شرط أن يبقى ثابتاً عنوانُها وخطُّها وفحواها».

وعمَّا يمكن أن يكتبه اليوم في المرحلة التي يعيشها لبنان، يقول: «أعدّ نفسي شخصاً إيجابياً جداً بحيث لا يفارقني الأمل مهما مررت بمصاعب. ولكن أكثر ما تؤذي الإنسان هي إصابته بخيبة أمل، وهي حالات تكررت في بلادنا وفي حياتنا نحن اللبنانيين. فكنا نتفاءل خيراً ليأتي ما يناقض ذلك بعد فترة قصيرة. وهو ما يولّد عندنا نوعاً من الإحباط. اليوم لا نفقد الرجاء ولكن لا يسعنا التوسّع بأفكار إيجابية. وعلى أمل عدم إصابتنا بخيبة أمل جديدة، سأتريث في الكتابة في هذه المرحلة».