كلوب... بطل ملحمة تتويج ليفربول بعد انتظار 30 عاماً

شخصيته وتعاقداته الذكية قادت الفريق لحصد لقبي دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي

جماهير ليفربول كست المدينة باللون الأحمر بعد إنهاء انتظار 30 عاماً للقب الدوري (رويترز)
جماهير ليفربول كست المدينة باللون الأحمر بعد إنهاء انتظار 30 عاماً للقب الدوري (رويترز)
TT

كلوب... بطل ملحمة تتويج ليفربول بعد انتظار 30 عاماً

جماهير ليفربول كست المدينة باللون الأحمر بعد إنهاء انتظار 30 عاماً للقب الدوري (رويترز)
جماهير ليفربول كست المدينة باللون الأحمر بعد إنهاء انتظار 30 عاماً للقب الدوري (رويترز)

يُعد فوز ليفربول ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، للمرة الأولى منذ 30 عاماً، تتويجاً لرحلة مثيرة. فمنذ تعيينه مدرباً للفريق عام 2015، نجح الألماني يورغن كلوب الذي يتمتع بكاريزما قوية في تحويل ليفربول من فريق ينافس على أحد المراكز المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا إلى فريق يحرز اللقب القاري الأهم العام الماضي، قبل أن يقوده إلى إحراز اللقب المحلي الغائب عن خزائنه منذ عام 1990. لكن نجاح «الريدز» على أرض الملعب أصبح ممكناً من خلال كثير من العمل البارع على التعاقدات وراء الكواليس. ومن بين 18 لاعباً اختارهم كلوب ضمن تشكيلته الرسمية الأولى، قبل أقل من 5 أعوام، لم يبقَ هذا الموسم سوى جيمس ميلنر وآدم لالانا والبلجيكي ديفوك أوريغي، وجميع هؤلاء لعبوا أدواراً هامشية ليس إلا.
وجاء بناء تشكيلة ليفربول الحائزة على اللقب التاسع عشر في تاريخه بعد مسار رصين. ففي الفترة الانتقالية الأولى بعد قدومه، حصل كلوب على خدمات السنغالي ساديو مانيه والهولندي جورجينيو فينالدوم للمساعدة في ضمان العودة إلى دوري الأبطال، لينضم إليهما في العام التالي النجم المصري محمد صلاح وأندي روبرتسون وأليكس أوكسلاند - تشامبرلاين، ثم ضم الألماني في يناير (كانون الثاني) 2018 الهولندي الآخر فرجيل فان دايك، أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي وأوروبا في الموسم الماضي، الذي أضحى حينها أغلى مدافع في العالم، بعدما اشتراه الفريق الإنجليزي مقابل 75 مليون جنيه إسترليني (93 مليون دولار).
وبفضل النجاعة التهديفية لصلاح، والتأثير الفوري لفان دايك، والنضج المتزايد للظهيرين روبرتسون وخريج أكاديمية الفريق ترينت ألكسندر أرنولد، وصل ليفربول إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا 2018، لكنه خسر أمام ريال مدريد الإسباني (1-3)، بعد خطأين فادحين من الحارس الألماني لوريس كاريوس، لكن ذلك أظهر إصرار الفريق على العودة للألقاب الكبرى. وكانت تلك آخر مباراة يخوضها كاريوس مع الفريق الأحمر الذي تعاقد مع حارس المرمى البرازيلي أليسون بيكر، من فريق روما الإيطالي. ثم أضاف ليفربول إلى لائحة لاعبيه الطويلة في صيف عام 2018، البرازيلي فابينيو، والغيني نابي كايتا، والسويسري شيردان شاكيري، لينفق على هذه الصفقات ما يزيد على 160 مليون جنيه إسترليني، مما دفع البرتغالي جوزيه مورينيو آنذاك للقول: «ربما سيُطلب منهم في هذا الموسم أخيراً أن يفوزوا باللقب»، لكن هذا الفوز تحقق بالفعل بعد عامين.
وفي الموسم الماضي، لم تكن الـ97 نقطة كافية لليفربول حتى يفوز باللقب بسبب مستوى مانشستر سيتي المذهل الذي حافظ على لقبه بتقدمه بفارق نقطة واحدة فقط. وما أخفق ليفربول بتحقيقه أمام ريال مدريد، نجح به في العاصمة الإسبانية أمام توتنهام الذي الفوز عليه في نهائي دوري الأبطال في الموسم الماضي بثنائية نظيفة، بعد تفوق على برشلونة الإسباني في إياب نصف النهائي (4-صفر)، رغم غياب هدافه صلاح، والبرازيلي روبرتو فيرمينو، المصابين.
وأضاف رجال كلوب لقب كأس العالم للأندية الذي أقيم في العاصمة القطرية الدوحة في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، بعد فوزهم في المباراة النهائية على فلامينغو البرازيلي بهدف لفيرمينو. وأعطى الفوز الأوروبي لليفربول زخماً تواصل معه في الموسم الحالي، لكن تتويجه المبكر باللقب تأجل بسبب تعليق الدوري في إنجلترا نتيجة تفشي وباء فيروس «كورونا المستجد».
وأصبح فريق كلوب الأسرع تتويجاً، إذ ضمن فوزه باللقب قبل 7 مراحل من نهايته، ليتخطى أندية مانشستر يونايتد (1907-1908 و2000-2001)، وجاره السيتي (1917-1918)، وإيفرتون (1984-1985) التي حسمت اللقب قبل 5 مراحل. ولكن في عصر الإنفاق الهائل للأندية الأخرى، فإن نجاح ليفربول لا يُعَد تفوقاً على منافسيه في هذا الإطار، بل كان أكثر فاعلية في تحقيق أهدافه. فوفقاً لاختصاصيي انتقالات اللاعبين، فإن ميزان إنفاق ليفربول (الفارق المالي في عملية شراء وبيع اللاعبين) على مدى السنوات الخمس الماضية بلغ 109 ملايين جنيه إسترليني، وهو أقل من فرق مثل بورنموث وأستون فيلا وبرايتون.
وظهرت حنكة كلوب في أداء مهمته بعد رحيل فيليب كوتينيو إلى برشلونة، مقابل 142 مليون جنيه إسترليني في يناير (كانون الثاني) 2018، وهو ما لم يعرقل تقدم فريقه. وقد لعب المدير الرياضي للفريق، مايكل إدواردز، دوراً كبيراً في منح كلوب الموارد التي يريد العمل بها، من خلال استخراج أقصى قيمة من المغادرين. وقد ساعد بيع الفرنسي مامادو ساخو ودومينيك سولانكي وداني وارد وداني إينغز وكريستيان بنتيكي وجوردون إبي في المساهمة بمبلغ 120 مليون جنيه إسترليني أخرى.
وقال كلوب عندما وقع على تمديد عقده حتى عام 2024، في وقت سابق من هذا الموسم: «يجب أن أسلط الضوء أيضاً على دور مديرنا الرياضي، مايكل إدواردز، في هذه الرحلة حتى الآن.
كانت إسهاماته وتعاونه بالأهمية نفسها لأي شخص آخر في الوصول بنا إلى وضع يسمح لنا بالمنافسة على أهم ألقاب اللعبة».
ويبدو أن ليفربول يخطط للبقاء على رأس هرم الكرة الإنجليزية، لا سيما بعدما وقع عدد كبير من اللاعبين الأساسيين، من بينهم صلاح وماني وفيرمينو وروبرتسون وألكسندر أرنولد وجوردان هندرسون على تمديد عقودهم في العامين الماضيين. ورأى قائد منتخب إنجلترا السابق، واين روني، الذي لعب في صفوف أكبر منافسين لليفربول، وهما الجار إيفرتون والخصم الأزلي مانشستر يونايتد، الأحد، أن «تشكيلة ليفربول شابة، وجميع اللاعبين الأساسيين مرتبطين بعقود طويلة؛ لديهم إمكانات هائلة للفوز بمزيد من البطولات».
وعد كلوب أنه «بالنسبة لأي شخص في كرة القدم يطمح إلى المنافسة في بيئة كل عنصر من عناصر التنظيم فيها في أفضل حالاته -بدءاً من دعم المشجعين وصولاً لرؤية المالكين- لا يمكن أن يكون هناك مكان أفضل من هنا (ليفربول)».


مقالات ذات صلة

ماريسكا: تشيلسي يجب أن يتعلم كيفية التعامل مع المواقف العصيبة

رياضة عالمية إنزو ماريسكا (رويترز)

ماريسكا: تشيلسي يجب أن يتعلم كيفية التعامل مع المواقف العصيبة

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن فريقه يجب أن يدير المباريات بشكل أفضل، ويتعلم كيفية التعامل مع المواقف العصيبة، بعد طرد مارك كوكوريا في نهاية الفوز 2-1.

«الشرق الأوسط» (تشيلسي)
رياضة عالمية راسل مارتن (رويترز)

خماسية توتنهام تُطيح بمدرب ساوثامبتون من منصبه

أعلن ساوثامبتون إقالة مدربه راسل مارتن، بعد فترة وجيزة من الخسارة 5-0 أمام توتنهام هوتسبير في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، أمس الأحد.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية محمد صلاح (إ.ب.أ)

محمد صلاح ينعى الممثل نبيل الحلفاوي

نشر محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي وقائد منتخب مصر (الفراعنة) رسالة حزينة، نعى بها الممثل المصري القدير نبيل الحلفاوي الذي توفي، اليوم (الأحد).

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية فرحة لاعبي مانشستر يونايتد بهدف قائد الفريق برونو في مرمى السيتي (رويترز)

البريمرليغ: يونايتد يعتلي قمة مانشستر في دقيقتين 

قلب مانشستر يونايتد الطاولةَ على مضيفه مانشستر سيتي وهزمه بنتيجة 2-1 بسيناريو درامي في ديربي المدينة بقمة منافسات الجولة السادسة عشرة بالدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (رويترز)

مدرب يونايتد يستبعد راشفورد وغارناتشو من قمة سيتي

لم يدفع روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، بالمهاجمين ماركوس راشفورد وأليخاندرو غارناتشو في التشكيلة الأساسية أمام منافسه المحلي مانشستر سيتي في قمة المدينة.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.