البركاني: «اجتماع الرياض» لتجاوز خلافات «الشرعية»

أكد لـ«الشرق الأوسط» عدم القبول بالتفريط في شبر واحد من الأراضي اليمنية

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وإلى يمينه رئيس البرلمان سلطان البركاني (واس)
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وإلى يمينه رئيس البرلمان سلطان البركاني (واس)
TT

البركاني: «اجتماع الرياض» لتجاوز خلافات «الشرعية»

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وإلى يمينه رئيس البرلمان سلطان البركاني (واس)
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وإلى يمينه رئيس البرلمان سلطان البركاني (واس)

قال رئيس البرلمان اليمني سلطان البركاني إن «الآمال تتجه نحو الرياض» لطي صفحة الخلافات بين قوى الشرعية اليمنية وتجاوزها، مبيناً أن القيادات اليمنية ستعمل بدعم من السعودية، على تنفيذ «اتفاق الرياض» بحذافيره «وستعود المياه إلى مجاريها».
وأوضح البركاني لـ«الشرق الأوسط» أن اجتماع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي برئيس البرلمان ونوابه ومستشاريه ورؤساء الكتل والأحزاب، إضافة إلى التحالف، «سيزيل الخطر من أجل ترجمة التحالف لمواجهة الحوثيين والمشروع الإيراني».
وأضاف أن زيارة أعضاء البرلمان «أمر طبيعي وليس فيها ما يدعو إلى الشك لدى البعض الذين حاولوا التأويل والتفسير، نحن حلفاء وذهابنا إلى المملكة من أجل مصلحة اليمن التي تعمل الرياض ليل نهار من أجله. هذا هو الشيء الطبيعي ووجودنا في هذا الظرف غاية في الأهمية».
وتابع البركاني أن «اتفاق الرياض» يعالج ما يخص المحافظات الجنوبية والشرقية والخلاف مع المجلس الانتقالي، «وتم توقيعه وباركه العالم ولم نعد بحاجة لتوقيع اتفاقات أخرى كما يشيع البعض، لكننا سنعمل مع القيادة السعودية على ترجمته على أرض الواقع ومع القيادة الشرعية برئاسة الرئيس هادي والحكومة، وستتم لقاءات من أجل ذلك، وليس في ذلك ضرر أبداً».
وشدد على أن «قناعتنا وتحالفنا لمواجهة الحوثي واستعادة الدولة اليمنية والشرعية والوحدة والديمقراطية، لكن البعض يحاول التوهان في صغائر الأمور ويترك عظائمها». ووجه «تحية إكبار لأشقائنا في المملكة الذين يسهرون الليل والنهار من أجل اليمن وإنهاء التوتر في هذه المنطقة أو تلك ويعملون معنا في عدن ومختلف المناطق، وذلك واجبهم الأخوي كوننا جيراناً وتربطنا القربى والجوار واللغة والدين، وهذا مقدر منا كيمنيين».
وأكد البركاني أن «الجميع سيعمل كفريق عمل واحد من أجل تحقيق ما تم الاتفاق عليه وتنفيذه وتحويله إلى واقع عملي، ومن أجل ترجمة التحالف لمواجهة الحوثيين والمشروع الإيراني. هذه القضايا التي سنبحثها والتي سنعمل من أجلها».
وشدد على ضرورة تجاوز الاختلافات بين قوى الشرعية، قائلاً: «هذه قضية رئيسية تؤرق الجيران وتهمنا نحن كيمنيين بأن نعمل على تجاوزها وحلها بشكل سريع، ولن نعود من الرياض إلا وقد تجاوزنا هذا الخطر، وتم تنفيذ اتفاق الرياض بحذافيره ونصوصه وبنوده على واقع الأرض وعادت المياه إلى مجاريها. هذه خلاصة ما سنعمل عليه وما جئنا من أجله».
وطالب رئيس البرلمان أبناء الشعب اليمني بتقدير الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، قائلاً: «أرجو أن تقدروا الظروف التي يمر بها البلد وأننا في وضع استثنائي تماماً ولسنا في وضع طبيعي حتى نطلب المستحيلات. العتاب نقبله لكن لا نقبل الاتهامات والتجريح والتشهير وسوء الظن. الحوثي مهيمن على جزء كبير من البلد ومعظم السكان، ولديه دولة ترعاه وإرهابه وتحاول أن يكون لها موطئ قدم في المنطقة وتكون السيد بأذرعها في لبنان وسوريا واليمن وتريد الخليج والقرن الأفريقي».
ورأى أن «على اليمنيين أن يقدروا حجم هذا الخطر... التحالف والأشقاء عملوا معنا ولا نجحدهم، والمملكة عملت بشكل صادق مع اليمن ومرتبطة بشكل أخوي مع اليمن ويهمها أمنه واستقراره ووحدته وسلامة أراضيه، ولن يُفرَط بشبر واحد من الأراضي اليمنية لا من قريب ولا من بعيد».
وقال: «أرجو ألا يساء الظن بقيادة الدولة ولا البرلمان ولا الحكومة لأنهم جادون في إسقاط المشروع الحوثي وإعادة اليمن لإطاره العربي والدولي، وسيتحقق ذلك. نحن في وضع صعب لكننا سنتجاوز ذلك بفضل الرجال ووقفة الأشقاء معنا».
ووصف رئيس البرلمان القيادات التي وصلت الرياض أول من أمس بـ«رجال الدولة الذين يعرفون واجبهم واعتزازهم بأرضهم وبلدهم»، مطالباً بـ«عدم المزايدة عليهم أو إلصاق التهم بهم... من عملوا عشرات السنين في خدمة الأوطان لا يمكن إلا أن يكون الوطن يغلي في دمائهم وعروقهم. ومن وقت لآخر هناك ضرورات ولا تعني أن يباح فيها المحظور. قد لا يسمعون صوتاً من أجل مصلحة الأوطان، لأن الضجيج والصراخ لا ينفع، وإنما العمل الجاد والمثمر».


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».