ازدياد حالات «كورونا» يعيد الذعر إلى سوريا

إصابات ضمن الكوادر الطبية... والعدد الأكبر في دمشق وريفها

ممرضة تقيس حرارة طفلة (الشرق الأوسط)
ممرضة تقيس حرارة طفلة (الشرق الأوسط)
TT

ازدياد حالات «كورونا» يعيد الذعر إلى سوريا

ممرضة تقيس حرارة طفلة (الشرق الأوسط)
ممرضة تقيس حرارة طفلة (الشرق الأوسط)

بعد انحسار استمر لنحو شهر، عاد الذعر من تفشي انتشار فيروس «كورونا المستجد» ليسيطر على السوريين، مع ارتفاع عدد الإصابات المسجلة، والإعلان عن إصابة سبعة أطباء وثلاث ممرضات في مستشفيات حكومية في العاصمة دمشق، وسط تحذيرات من احتمال إعادة فرض إجراءات الحظر العامة، في حال تواصل ازدياد عدد الإصابات في مختلف أنحاء البلاد.
وأعلنت وزارة الصحة في دمشق أمس (الخميس) تسجيلها 11 إصابة جديدة بفيروس «كورونا» لأشخاص مخالطين، ما يرفع عدد الإصابات المسجلة في البلاد إلى 242. وقالت الوزارة في بيان رسمي لها، إن حالتين تم شفاؤهما من الفيروس، ما يرفع عدد حالات الشفاء إلى 96.
وكانت الحكومة قد رفعت الحظر الصحي مع نهاية شهر رمضان الماضي في 13 مايو (أيار) الماضي، وعادت حركة النقل وفتحت الجامعات والمعاهد والمدارس، والمقاهي، والمطاعم، بشروط تضمن التباعد الصحي، مع استمرار حملات التوعية الصحية للحد من انتشار الفيروس، إلا أن ذلك لم يمنع من تسجيل إصابات جديدة. وبحسب مصادر طبية في دمشق، فإن «الحالات السابقة التي سجلت خلال فترة الحظر أغلبها قادمة من خارج البلاد، في حين أن الإصابات المسجلة منذ عشرة أيام هي لحالات داخل البلاد، ما يجعل الأمر خطيراً في حال عدم القدرة على احتواء تفشي الوباء».
وقالت المصادر الطبية إن «الحالات المعلن عنها للإصابات ضمن الطواقم الطبية هي: طبيبان وممرضة أصيبوا بفيروس «كورونا» في مشفى المجتهد الحكومي بعد مخالطتهم لحالات مؤكدة، كما أصيب طبيبان في مشفى المواساة الجامعي وثلاث ممرضات، إحداهن بمشفى التوليد الجامعي، وطبيبان من أعضاء نقابة الأطباء».
ومع ظهور إصابات ضمن الكوادر الطبية في المستشفيات الحكومية، أوقفت كلية الطب البشري في جامعة دمشق أول من أمس (الأربعاء) التدريبات السريرية للطلاب في المستشفيات التعليمية بدمشق «بهدف الحفاظ على سلامة الطلاب، بعد ظهور إصابات بـفيروس (كورونا) لحالات مخالطة مع ممرضات من الكوادر الطبية»، وفقاً لتصريح عميد كلية الطب نبوغ العوا لإذاعة محلية، مبيناً أن الحالات «قليلة جداً، ولكن بهدف السيطرة على الوضع اتخذت كلية الطب هذا الإجراء».
ويظهر التوزع الجغرافي للإصابـات المؤكدة بفيروس «كورونا» في المحافظات السورية حسب أرقام وزارة الصحة، أن الحصة الأكبر للعاصمة دمشق؛ حيث يوجد حوالي 117 حالة، منها 60 حالة نشطة، و52 شفاء، و5 وفيات. تليها محافظة ريف دمشق، وسجلت فيها 86 حالة، 49 منها نشطة، و36 شفاء، وحالة وفاة واحدة. ثم محافظة القنيطرة وسُجلت فيها 17 حالة، 16 حالة نشطة ووفاة واحدة. تليها حمص وفيها 5 إصابات شفي منها 4. ثم درعا وفيها حالتان شفيت منهما واحدة، وكذلك محافظة السويداء. وفي حماة إصابة واحدة وكذلك في اللاذقية؛ بينما لم تسجل أي إصابة في محافظـات: حـلـب، وطرطوس، والحسـكة، ودير الزور، والرقـة، وإدلـب.
وبلغ عدد الإصابات المسجلة بفيروس «كورونا» في سوريا 242 إصابة، شفي منها 96 حالة وتوفيت 7 حالات.
ويشار إلى أنه قبل يومين تسلمت وزارة الصحة في دمشق دفعة جديدة من المساعدات الطبية مقدمة من الحكومة الصينية، تتضمن عدداً من أطقم التحاليل المخبرية للكشف عن الإصابة بمرض فيروس «كورونا» المستجد ووسائل حماية طبية فردية وكمامات، وأجهزة قياس درجات الحرارة.
السفير الصيني لدى دمشق فنغ بياو أكد أن الصين ستتقاسم الخبرة مع سوريا في مكافحة «كوفيد- 19». وتعد هذه الدفعة من المساعدات الطبية الصينية إلى دمشق هي الثالثة، منذ وصول أول دفعة في 15 أبريل (نيسان) الماضي، والثانية في 4 يونيو (حزيران) الجاري.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».