العراق والأردن يدرسان مشاريع للكهرباء والنفط

وزير الخارجية العراقي والأردني خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك في بغداد أمس (أ.ب)
وزير الخارجية العراقي والأردني خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك في بغداد أمس (أ.ب)
TT

العراق والأردن يدرسان مشاريع للكهرباء والنفط

وزير الخارجية العراقي والأردني خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك في بغداد أمس (أ.ب)
وزير الخارجية العراقي والأردني خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك في بغداد أمس (أ.ب)

بحث العراق والأردن تطوير مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري ومد خط أنابيب لتصدير النفط العراقي عبر الأراضي الأردنية وإعداد شبكة لتجهيز العراق بالطاقة الكهربائية وتبادل المعلومات لمحاربة تنظيم «داعش»، خلال زيارة لوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى بغداد، أمس، التقى خلالها الرئيس العراقي ورئيس الوزراء ووزير الخارجية.
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في مؤتمر صحافي في ختام المباحثات مع الصفدي إن «زيارة الوزير الأردني للعراق تم خلالها بحث العلاقات الثنائية ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين والتنسيق والعمل المشترك وتبادل المعلومات بين الجانبين لمحاربة تنظيم داعش». وأضاف: «تم بحث تنفيذ مشاريع الطاقة الكهربائية والنفط الخام والعلاقات التجارية وسبل تطويرها كما تم مناقشة تجربة الأردن في إدارة أزمة كورونا». وأوضح أنه تم «الاتصال بوزير خارجية مصر خلال المباحثات بهدف تعميق العلاقات بين العراق والأردن ومصر والتخطيط لعقد اجتماعات بين الدول الثلاث».
وأكد وزير خارجية الأردن أن زيارته للعراق «تأتي في إطار السعي المتبادل بين البلدين لمكافحة فيروس كورونا والتضامن مع العراق في محاربة الإرهاب وإعادة أعمار العراق». وأضاف أن الأردن «يتطلع إلى مزيد من التعاون في مجال الربط الكهربائي وتجهيز العراق بالطاقة الكهربائية، ومد خط أنابيب لنقل النفط الخام من العراق عبر الأردن إلى الأسواق العالمية وإنشاء مدينة صناعية مشتركة بين البلدين».
وشدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على أهمية العلاقات العراقية - الأردنية، والتعاون في المجالات الاقتصادية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وقال الكاظمي خلال استقباله وزير خارجية الأردن إن العلاقات بين البلدين «ستشهد تفعيلاً سريعاً يوازي حجم التحديات التي تواجه البلدين، لا سيما التعاون في مجال مكافحة جائحة كورونا وباقي الملفات الاستراتيجية الثنائية».
وكان الرئيس العراقي برهم صالح أكد أهمية تعزيز المشتركات والروابط التاريخية والثقافية مع الأردن. وأعرب، خلال استقباله الصفدي، أمس، عن تطلع العراق إلى «بناء علاقات متطورة من خلال رفع مستوى التعاون مع الأردن في المجالات كافة خدمة للمصالح المشتركة». وشدد على ضرورة توحيد الجهود والعمل جنباً إلى جنب وتبادل الخبرات الطبية بين العراق والأردن من أجل الحد من تداعيات تفشي جائحة «كورونا» وتجاوز آثارها على الصعيدين الصحي والاقتصادي.
من جهة أخرى، صوّت البرلمان العراقي في جلسة اعتيادية، أمس، على مشروع قانون الاقتراض المحلي والخارجي لتمويل العجز المالي في الموازنة، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وذكرت الدائرة الإعلامية في البرلمان العراقي في بيان مقتضب أنه وبمقتضى هذا القانون سيكون بوسع الحكومة اقتراض مبلغ 5 مليارات دولار من البنوك الخارجية و15 مليار دينار عراقي من البنوك المحلية. ومن المفترض أن تؤمن هذه القروض رواتب موظفي الدولة للشهرين المقبلين بسبب العجز المالي الذي تواجهه البلاد جراء تدني أسعار النفط في السوق العالمية بسبب تفشي فيروس «كورونا».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.