أشادت وزارة الخارجية الأميركية في تقريرها السنوي عن مكافحة الإرهاب لعام 2019، بالمملكة العربية السعودية، وجهودها في مكافحة الإرهاب في المنطقة، في حين حذرت من استمرار الأنشطة الإرهابية حول العالم، ومواصلة إيران دعمها للميليشيات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، على الرغم من خسارة تنظيم «داعش» الإرهابي لزعيمه أبو بكر البغدادي، والعديد من المساحات التي استولى عليها في العراق وسوريا.
وقال التقرير السنوي الأميركي إن السعودية واصلت العمل بشكل وثيق مع المسؤولين الأميركيين لنشر استراتيجية شاملة وممولة جيداً، في مكافحة التطرف الإرهابي والتجنيد.
وأفاد التقرير بأن السعودية حافظت على وتيرة تعاون عالية مع الشركاء الأميركيين والدوليين في مجموعة من المجالات... بما فيها مشاركة المعلومات الإرهابية ومراقبة فرق الإرهاب، وأمن الحدود، ومكافحة الأنظمة الجوية غير المأهولة.
وأوضح التقرير أن السعودية هي الدولة الأولى في الشرق الأوسط التي لاحقت على تعطيل ودعم العقوبات الأميركية والدولية المفروضة على شبكات تمويل الإرهابيين، مع التركيز بشكل كبير على الكيانات التي تدعم إيران، مثل جهاز «الحرس الثوري» الإيراني، و«حزب الله» اللبناني، وغيرهما من المجموعات الإيرانية النشطة في الخليج. وبين التقرير أن النظام الإيراني واصل مع وكلائه التخطيط لشن هجمات إرهابية على العالم، مشيراً إلى أن إيران و«داعش» و«القاعدة» عانت من انتكاسات خطيرة، في عام 2019. شمل ذلك قتل كثير من كبار القادة، وفرض عقوبات صارمة ضد «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» اللبناني، ومؤيديه ومموليه على حد سواء.
وحذرت الخارجية الأميركية من أن «التهديدات الإرهابية الخطيرة استمرت» طوال العام الماضي، وقابلت الولايات المتحدة تلك الأنشطة الإرهابية بفرض عقوبات ضد إيران وعملائها في المنطقة.
وأشار التقرير السنوي للخارجية الأميركية إلى زيادة في الجماعات المتطرفة المنتسبة لـ«داعش» في أفريقيا وجنوب شرقي آسيا، بالإضافة إلى ذلك، ارتفاع الهجمات ذات الدوافع العنصرية القاتلة التي يدعيها أو يُنسب إليها المتعصبون البيض، واستمرار التهديد من فلول شبكة «القاعدة» التابعة لأسامة بن لادن.
وبصرف النظر عن الجماعات المتطرفة، قال التقرير إن الهجمات التي يرتكبها القوميون البيض تثير القلق بشكل خاص، مضيفاً: «التهديد الذي يشكله الإرهاب بدوافع عنصرية أو عرقية، خصوصاً الإرهاب الأبيض المتعصب، ظل يمثل تحدياً خطيراً للمجتمع العالمي».
وأشار التقرير إلى العديد من هذه الهجمات في عام 2019. بما في ذلك في نيوزيلندا وألمانيا والولايات المتحدة.
بدوره، قال المنسق الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية، ناثان سيلز، إن رفع السودان أو أي دولة أخرى من قائمة الدول الراعية للإرهاب يتطلب تنفيذ العديد من الإجراءات والسياسات الداخلية، للتأكد من عدم دعم الإرهاب في المستقبل.
وأضاف سيلز خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف: «بالنسبة للسودان فإن أميركا واضحة بتنفيذ العقوبات على الحكومة السابقة برئاسة البشير الديكتاتوري، ونريد الحكومة الحالية المضي قدماً في عمليات أكثر استقراراً وديمقراطية والحفاظ على حقوق الإنسان، نريد أن نرى زمن البشير ولّى».
وفِي رد على سؤال «الشرق الأوسط» حول تلاعب بعض الدول في القوانين الدولية، وتمويل الجماعات الإرهابية مالياً ومعنوياً، قال سيلز إن محاصرة دعم الإرهابيين بالمال أحد اهتمامات الإدارة الأميركية، وهو مهم. نحن لا نريد وقف العمليات الإرهابية فقط، بل نريد أن نوقف الماكينة المالية التي تدعم الإرهابيين.
وضرب مثالاً على حديثه بالعقوبات الأميركية على إيران، التي يقول إنها لم تعمل على توفير الحياة الجميلة لمواطنيها في الداخل، بل دعمت الإرهابيين والميليشيات الإرهابية حول العالم.
وأضاف سيلز: «(حزب الله) في لبنان والميليشيات العراقية أيضاً تعيش على الدعم الإيراني، ونحن أيضاً صنّفنا بعض الجمعيات والأفراد الذين يدعمون الإرهاب، وسنواصل عمل ذلك، ونحن نرى نتائج إيجابية مع الوقت في محاصرة الأموال الذاهبة للإرهابيين».
وأشار سيلز إلى أن موقف الولايات المتحدة واضح من الاتفاقية مع «طالبان»، مطالباً جماعة «طالبان» باحترام الاتفاق الذي أبرموه مع أميركا في الأشهر الماضية، مفيداً بأنهم وعدوا بقطع كل العلاقات مع الجماعات الإرهابية، وهذا ما نريد منهم، وسنواصل مراقبة ذلك.
وحول مكافحة الإرهاب وسط أفريقيا والساحل، قال سيلز إن منطقة الساحل مهمة بالنسبة لنا، خصوصاً فرنسا، وما يحصل هناك هو بعض الدول ليس لديها سيطرة على أراضيها، وحدودها، والإرهابيون لديهم فرص للتوسع وتنفيذ العمليات.
ولفت سيلز إلى أن «فرنسا تعمل على تأهيل تلك الدول لمواجهة الإرهاب وواشنطن تساعدها في تحقيق ذلك، والتشديد في تقوية الحدود، ونريد منهم الوصول إلى مرحلة الاعتماد على أنفسهم في تنفيذ ذلك».
ونوه سيلز: «جميعنا مهتمون بمحاصرة الجماعات الإرهابية منها اليسارية واليمينية، التي لديها تفوق عرقي، وتم تصنيف منظمة روسية إرهابية تعمل على تأهيل وتدريب أفراد وجماعات لعمل عمليات عسكرية في أوروبا وحول العالم، ونعمل على مراقبة العديد من تلك المنظمات التي تدعو إلى التطرف والتعصب العرقي».
الخارجية الأميركية تشيد بجهود السعودية في مكافحة الإرهاب في المنطقة
تقريرها السنوي لعام 2019 أكد مواصلة إيران دعم الميليشيات وأشار إلى انتكاسات لـ «القاعدة» و«داعش»
الخارجية الأميركية تشيد بجهود السعودية في مكافحة الإرهاب في المنطقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة