تنامي توطين المحتوى المحلي السعودي في صناعة المنتجات الصحية

TT

تنامي توطين المحتوى المحلي السعودي في صناعة المنتجات الصحية

أكدت هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية، أمس، على استمرارية المملكة الدفع في تنفيذ استراتيجية توطين المنتجات الحيوية الضرورية خاصة الصحية والطبية، في وقت تم توقيع اتفاقية بين شركة أدوية سدير للأدوية «سدير فارما» و «شركة سيبلا ليمتد» لتوطين جملة من التقنيات في المجالات التنفسية وأجهزة الاستنشاق.
وشدد الدكتور غسان الشبل، رئيس هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية، لدى مؤتمر افتراضي أمس بمناسبة توقيع اتفاقية توطين المنتجات التنفسية بالرياض أمس، على استمرارية الدولة في تنفيذ استراتيجيتها الرامية لتعزيز المحتوى وتوطين الصناعات والمنتجات الحيوية، من خلال إطلاق شراكات كبيرة من جميع الجهات ذات الصلة من القطاعين العام والخاص والقطاع الخاص وتوطين صناعة المنتجات التنفسية.
ولفت الشبل إلى أهمية الإسهامات التي تقوم بها الشركات العالمية الكبيرة من خلال استثماراتها الكبيرة والمهمة في السوق السعودية والممكنة لتحقيق قدر كبير من الرؤية السعودية 2030، مشيراً إلى أن الدور الذي تقوم به شركة سدير فارما في توطين المنتجات التنفسية في مثل هذه الظروف التي أفرزتها الجائحة يعتبر إسهاما مهما وحيويا للغاية يلبي جزءا من التطلعات والتوجهات العامة. وأوضح الشبل أن المنتجات الصحية والطبية كالمنتجات التنفسية، تعتبر من المجالات الحيوية التي تتجه الدولة لتوطينها، وفقاً للرؤية 2030، مشيراً إلى أن وزارة الصحة السعودية من أوائل الجهات الحكومية التي تدعم الهيئة في مخططاتها وبرامجها خاصة فيما يتصل بتوطين الصناعات والمنتجات المتعلقة بالرعاية الصحية والطبية في ظل الظروف المعقدة التي أفرزتها جائحة كورونا وكشفت إلى أي حد هناك ضرورة لتوطين مثل هذه الصناعات التي تتعلق بصحة الإنسان كمورد بشري يعتبر ذا أولوية أولى في قائمة اهتمامات الدولة.
ولفت إلى أن هناك العديد من الفرص المتاحة لجذب الاستثمار وصنع الشراكات الجادة للإسهام في دعم التوجه الحكومي لتوطين الصناعات وتعزيز المحتوى المحلي، متفائلاً بأن تتقدم الدولة خطوات كبيرة لاختراق الأسواق العالمية بالواردات والمنتجات الوطنية ذات القيمة والجودة العالية وفق أفضل المعايير والمقاييس الدولية، كمعزز للتنويع الاقتصادي ومدرة للدخول العالية للخزينة السعودية.
وفي هذا الجانب، وقعت شركة أدوية سدير للأدوية «سدير فارما» مع شركة سيبلا ليمتد اتفاقية لتوطين أحدث التقنيات في صناعة أدوية الربو وغيره من أمراض الجهاز التنفسي من خلال تصنيع أجهزة الاستنشاق والرذاذ الأنفي ذات التقنيات العالية وما يصاحبه من تدريب للكفاءات الوطنية للارتقاء بجودة الصناعة الدوائية، حيث من المؤمل أن يتم بناء المصنع مع بداية العام المقبل، وفق الدكتور مصطفى الجاسر مدير إدارة التطوير بسدير فارما في تصريح لـ«الشرق الأوسط».
وتتجه الجهات المعنية السعودية نحو المزيد من توقيع مثل هذه الاتفاقيات التي وقعت أمس بالرياض، وفق خطة استراتيجية لتوفير المعدات والمنتجات الطبية والصحية مثل المنتجات التنفسية تلحقها اتفاقيات مثيلة لإنتاج مستلزمات وأدوات الوقاية أو العلاج من جائحة كورونا ومثيلاتها، مع العزم على توطينها وتعزيز المحتوى المحلي وزيادة الصادر منها إلى الأسواق العالمية.


مقالات ذات صلة

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات اقتصادية محبِطة قد تشير إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي. وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.2 في المائة خلال التعاملات المبكرة، متجهاً نحو خَسارته الثالثة في الأيام الأربعة الماضية، وهو ما يشير إلى تعثر ملحوظ بعد ارتفاعه الكبير، هذا العام.

وفي المقابل، ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 23 نقطة، أو 0.1 في المائة، في حين انخفض مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.4 في المائة، مقارنةً بأعلى مستوى سجله في اليوم السابق، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وتأثرت الأسواق بتقرير يُظهر ارتفاعاً في عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة، الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى تحديث آخر أظهر أن التضخم على مستوى الجملة، قبل أن يصل إلى المستهلكين الأميركيين، كان أعلى من المتوقع في الشهر الماضي.

وعلى الرغم من أن هذه التقارير لا تشير إلى كارثة وشيكة، فإنها تثير القلق بشأن بعض الآمال التي كانت تدعم مؤشرات الأسهم، وخاصة «ستاندرد آند بورز 500» الذي وصل إلى أعلى مستوى له، هذا العام، حيث كانت السوق تُعوّل على تباطؤ التضخم بما يكفي لإقناع بنك الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة، مع بقاء الاقتصاد قوياً بما يكفي لتفادي الركود.

ومن بين التقريرين، قد يكون التحديث الأكثر تأثيراً هو الأضعف لسوق العمل، وهو ما يَعدُّه كريس لاركين، المدير الإداري للتداول والاستثمار في «إي تريد» من «مورغان ستانلي»، عاملاً مهماً في حسم مسار السوق. ولفت إلى أن ارتفاع أسعار البيض ربما يكون السبب وراء أرقام التضخم التي جاءت أعلى من المتوقع. وأضاف لاركين أن «أسبوعاً واحداً من البيانات الضعيفة لا ينفي الاتجاه العام القوي لسوق العمل، لكن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون حذراً في التعامل مع أي إشارات على ضعف سوق الوظائف».

ويتوقع المستثمرون بشكل شبه مؤكَّد أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض سعر الفائدة الرئيسي، في اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل، ما يمثل التخفيض الثالث على التوالي، بعد أن بدأ خفض الفائدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعدما كانت عند أعلى مستوياتها منذ عقدين. ويأمل البنك أن يسهم هذا التخفيض في دعم سوق العمل المتباطئة مع السعي لتحقيق هدف التضخم البالغ 2 في المائة. إلا أن هذه الخطوة قد تثير أيضاً القلق بشأن تعزيز التضخم في المستقبل.

في سياق مماثل، كان هذا التوجه في السياسة النقدية مواكباً لخطوات مماثلة اتخذتها بنوك مركزية أخرى. فقد قام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، كما كان متوقعاً، بينما خفَّض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، في خطوة حادة تعكس التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة. من جانب آخر، أشار البنك المركزي السويسري إلى أن الوضع الاقتصادي العالمي يشوبه عدم اليقين، ولا سيما مع تأثيرات السياسة الاقتصادية المرتقبة تحت إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إضافة إلى التقلبات في السياسة الاقتصادية بأوروبا.

على صعيد الأسهم، تراجعت أسهم شركة «أدوبي» بنسبة 11.4 في المائة، على الرغم من إعلانها أرباحاً تفوق توقعات المحللين للربع الأخير، حيث قدمت الشركة توقعات لأرباح وإيرادات في سنتها المالية المقبلة التي جاءت أقل قليلاً من تقديرات السوق. في المقابل، ارتفعت أسهم «كروغر» بنسبة 2.9 في المائة، بعد أن أعلنت عودتها لشراء أسهمها مرة أخرى، بعد إلغاء محاولتها السابقة للاندماج مع «ألبرتسونز». ووافق مجلس إدارة «كروغر» على برنامج لإعادة شراء أسهم بقيمة تصل إلى 7.5 مليار دولار، ليحل محل تفويض سابق كان بقيمة مليار دولار فقط.

وفي أسواق الأسهم العالمية، ظلت المؤشرات الأوروبية مستقرة إلى حد ما، بعد قرار البنك المركزي الأوروبي خفض أسعار الفائدة، بينما كانت الأسواق الآسيوية أكثر قوة، فقد ارتفعت مؤشرات الأسهم في هونغ كونغ بنسبة 1.2 في المائة، وفي شنغهاي بنسبة 0.8 في المائة، في حين سجل مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية زيادة بنسبة 1.6 في المائة، محققاً ثالث مكاسبه المتتالية، مع تراجع الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد، الأسبوع الماضي، حين أعلن رئيسها، لفترة وجيزة، الأحكام العرفية.

وفي سوق السندات، ارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.29 في المائة، مقارنةً بـ4.27 في المائة بنهاية يوم الأربعاء، في حين انخفض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين إلى 4.15 في المائة، من 4.16 في المائة.