إنقاذ معطف نجيب محفوظ من التلف بعد عملية ترميم ناجحة

ابنته هدى لـ«الشرق الأوسط»: كان هدية من والدتي

أثناء عملية المعالجة الكيميائية للمعطف  -  المعطف الذي تم إنقاذه من الحشرات
أثناء عملية المعالجة الكيميائية للمعطف - المعطف الذي تم إنقاذه من الحشرات
TT

إنقاذ معطف نجيب محفوظ من التلف بعد عملية ترميم ناجحة

أثناء عملية المعالجة الكيميائية للمعطف  -  المعطف الذي تم إنقاذه من الحشرات
أثناء عملية المعالجة الكيميائية للمعطف - المعطف الذي تم إنقاذه من الحشرات

عمليات ترميم الآثار تتشابه مع العمليات الجراحية البشرية في العديد من الأمور، من بينها شدة التركيز، وأحياناً التوتر المصاحب لإجرائها، قبل الشعور في النهاية بالفرحة بنجاح العملية... هذه المراحل الثلاث مر بها فريق خبراء الترميم الذين نجحوا في إنقاذ معطف (بالطو) الأديب العالمي نجيب محفوظ، وتمكنوا من إجراء المرحلة الأولى من العملية التي وصفوها بـ«العاجلة» بنجاح مكنهم من إيقاف التلف وتلافي أسبابه، بينما قاموا بحفظ المعطف تمهيداً لإجراء عملية أخرى قريباً عقب عودة الحياة في المتاحف إلى طبيعتها، إذ ستحتاج العملية الجديدة إلى الكثير من الفحوصات والأشعة ووسائط تكنولوجية.
عقب الاتصالات والتنسيق بين كل من قطاع التنمية الثقافية بوزارة الثقافة التي يتبعها متحف نجيب محفوظ، ووزارة السياحة والآثار، وقع الاختيار لتولي مهمة إنقاذ المعطف على إدارة الترميم بمتحف النسيج المصري، كونه المتحف المتخصص والأول من نوعه في الشرق الأوسط، ويمتلك خبراؤه خبرة فريدة في التعامل مع قطع النسيج من مقتنيات المتحف التي يعود تاريخ بعضها إلى العصر الفرعوني، ورغم إغلاق المتاحف أبوابها أمام الزوار، ومخاطر العمل في هذه الأجواء قرر فريق الترميم التوجه إلى متحف أديب نوبل في تكية أبو الدهب، بحي الأزهر التاريخي، بحسب الدكتور أشرف أبو اليزيد مدير متحف النسيج المصري، والذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «أعضاء فريق الترميم بالمتحف أدركوا خطورة ترك المعطف من دون معالجة، والحاجة الملحة للتصرف، لذلك قرروا القيام بالمهمة برغم مخاطر الحركة والعمل في ظل جائحة كورونا، وزاد حماسهم وإصرارهم كوْنه معطف أديب نوبل».
فور وصول فريق خبراء الترميم إلى متحف نجيب محفوظ، تسلموا المعطف وقاموا بعملية توثيق فوتوغرافية دقيقة لحالته خلال الفحص بأنواع عديدة من الأشعة والمعدات والأجهزة العلمية التي حملوها معهم، وحدد الفريق إجراءات عاجلة لإنقاذ المعطف.
رشا شاهين، مدير إدارة الترميم بمتحف النسيج المصري، والتي قادت الفريق، تقول لـ«الشرق الأوسط» إن «فحص المعطف أكد أنه يعاني من حشره (العتة) التي تسببت في تآكل جزء صغير من الصوف، إضافة إلى وجود بقع عبارة عن مادة ملحية ناتجة عن العرق، حيث إنه لم يُغسل منذ أن ارتداه نجيب محفوظ آخر مرة، وقمنا بمعالجة انتشار العتة والحشرات بمواد كيميائية خاصة تقضي عليها تماماً وتمنع وجود أي حشرات وتوقف انتشارها، وقمنا كذلك بمعالجة أقمشته المتنوعة كيميائياً، وتغليفه بمادة حافظة إلى أن نتمكن من معالجة الجزء الذي تلف من الصوف».
وبحسب التوثيق الرسمي لمواصفاته وحالته، المعطف صناعة إيطالية، لونه بيح غامق، ومقاسه 44. ويتكون من صوف عالي الجودة يمثل 80 في المائة من مكوناته، و20 في المائة من الكشمير، مبطن من الداخل بالساتان، وياقته من الصوف، وهو من النوع متوسط الطول الذي ينزل خلال ارتدائه إلى تحت الركبة بنحو 20 سم.
وتشير شاهين إلى أن «المعطف التقط حشرة العتة من مصدر عدوى خارجي، يرجح أن يكون من ملابس أخرى مصابة، لكن الخطر زال، وقمنا بحفظه في متحفه إلى أن يتم نقله إلى مقر متحف النسيج مستقبلاً، حيث سيحتاج إلى خبراء من مركز البحوث بوزارة السياحة والآثار لإجراء مسحة، يتحدد على أساسها وسائل إصلاح الرقعة الصوفية التي أصابها العطب».
ولم يُعرض المعطف من قبل على الجمهور، إذ نُقل إلى المخزن عقب قيام هدى نجيب محفوظ ابنة الأديب العالمي بإهدائه إلى المتحف أخيراً ضمن مجموعة جديدة من مقتنياته الشخصية، التي ستضاف إلى المجموعات التي شكلت نواة تأسيس متحفه الذي افتتح في يوليو (تموز) 2019.
وكان المعطف هدية من زوجة الأديب العالمي، وفقاً لابنته هدى نجيب محفوظ، والتي تقول لـ«الشرق الأوسط» إن «المعطف كان هدية من والدتي، وقد أعطت المال لشقيقتي وقتها وكلفتها بشرائه خلال وجودها خارج مصر، ولم تكن هناك مناسبة للهدية، لكن والدي كان يرتديه دائماً في الشتاء حتى وفاته».
وتعود أصدقاء الأديب الكبير على رؤيته مرتدياً المعطف ليلاً في شهري ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) طوال السنوات الأخيرة من حياته، بحسب ما يتذكر الأديب يوسف القعيد، مدير متحف نجيب محفوظ، وأحد أصدقائه المقربين، والذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الأديب الكبير كان يرتدي المعطف في الشتاء، إذ كنا نلتقي ليلاً في مقهى (ريش) أو أماكن أخرى، وفي كل مرة يحدث جدل بيننا حول المعطف، فقد كنا نطلب منه خلعه خلال وجوده بداخل المقهى لنقوم بوضعه على الحامل (شماعة) وكان يحب أن يظل مرتدياً إياه، وكان أحياناً يصر ويرفض خلعه، وأحياناً أخرى يقبل ذلك».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.