لماذا أصبحت مصانع اللحوم بؤراً لتفشي «كورونا»؟

موظفان يبيعان اللحوم في أحد أسواق بكين (أ.ف.ب)
موظفان يبيعان اللحوم في أحد أسواق بكين (أ.ف.ب)
TT

لماذا أصبحت مصانع اللحوم بؤراً لتفشي «كورونا»؟

موظفان يبيعان اللحوم في أحد أسواق بكين (أ.ف.ب)
موظفان يبيعان اللحوم في أحد أسواق بكين (أ.ف.ب)

أثبتت نتائج الاختبارات إصابة مئات العاملين بفيروس «كورونا» في المجازر ومصانع تجهيز اللحوم، خصوصاً في بريطانيا، وفقاً لـ«هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)»، وذلك بعدما كان هناك أيضاً تفشٍّ كبير للفيروس في هذه المصانع في ألمانيا وفرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة.
ويقول بيف كلاركسون من نقابة «يونايت»: «حذر الاتحاد مراراً وتكراراً من احتمال تفشي (كورونا) في مصانع معالجة اللحوم بجميع أنحاء المملكة المتحدة».
وعادةً؛ يصاب الأشخاص بالفيروس من الرذاذ الذي ق ينجم عن سعال أو عطسة شخص مصاب. وقد تأتي العدوى من خلال الاتصال الوثيق مع المصاب أو عن طريق لمس الأسطح الملوثة بالفيروس. ووفقاً لأستاذ علم الأورام الجزيئي بجامعة «وارويك»، لورانس يونغ، فإن «المصانع، وعلى وجه الخصوص تلك التي تكون باردة ورطبة، بيئات مثالية لانتشار فيروس (كورونا)». وتابع: «من المرجح أن تنتشر القطرات التي تحتوي على الفيروس من الأفراد المصابين وتستقر وتبقى على قيد الحياة»، وأن هناك عاملاً آخر محتملاً في أماكن العمل الباردة هذه هو الآلات الصاخبة التي تتطلب من الناس التحدث بصوت أعلى أو الصراخ، مما يمكن أن يزيد من انتشار القطرات الملوثة.

ماذا عن ظروف العمل؟
من الصعب إجبار العمال على ترك مسافة آمنة (مترين) بعضهم من بعض عندما يعملون على خطوط إنتاج سريعة الحركة. كما أن غياب ضوء النهار قد يساعد أيضاً على بقاء الفيروس.
وقالت تارا سميث، أستاذة علم الأوبئة في جامعة «كنت ستيت» بولاية أوهايو: «عندما يكون هناك أشخاص يقفون بعضهم إلى جانب بعض ويعملون بكثافة ويتنفسون بشكل كبير، فتوجد فرصة نشر الفيروس من شخص مصاب إلى كثير من الأشخاص القريبين منه».
ولا يوجد دليل على أن منتجات اللحوم نفسها يمكن أن تكون مصدراً لعدوى «كوفيد19» في هذه المصانع.
كما قالت «وكالة معايير الغذاء» إنه من غير المحتمل أن يصاب الأشخاص بـ«كورونا» من الطعام.

ما الذي يجري فعله لحماية العمال؟
أصدرت الحكومة مبادئ توجيهية بشأن العمل بأمان في تصنيع الأغذية؛ بما في ذلك إبقاء العمال على بعد مترين على الأقل عند الإمكان.
ومن بين الإرشادات المقترحة في المصانع التنظيف أكثر من المعتاد، وعزل الموظفين الذين يعانون من الأعراض، وتنظيم أوقات الراحة.
كما يقترح توفير معدات حماية شخصية إضافية، مثل الأقنعة الواقية، فعادة ما يرتدي الموظفون في مرافق تجهيز اللحوم معدات الوقاية الشخصية، ولكن هذا لا يشمل بالضرورة الأقنعة.


مقالات ذات صلة

علماء يحاولون كشف لغز الحوت الأندر في العالم

يوميات الشرق العلماء الدوليون ألكسندر ويرث (من اليسار) وجوي ريدنبرغ ومايكل دينك يدرسون حوتاً ذكراً ذا أسنان مجرفية قبل تشريحه في مركز إنفيرماي الزراعي «موسغيل» بالقرب من دنيدن بنيوزيلندا 2 ديسمبر 2024 (أ.ب)

علماء يحاولون كشف لغز الحوت الأندر في العالم

يجري علماء دراسة عن أندر حوت في العالم لم يتم رصد سوى سبعة من نوعه على الإطلاق، وتتمحور حول حوت مجرفي وصل نافقاً مؤخراً إلى أحد شواطئ نيوزيلندا.

«الشرق الأوسط» (ويلنغتون (نيوزيلندا))
يوميات الشرق صورة تعبيرية لديناصورين في  بداية العصر الجوراسي (أ.ب)

أمعاء الديناصورات تكشف كيفية هيمنتها على عالم الحيوانات

أظهرت دراسة حديثة أن عيَّنات من البراز والقيء وبقايا أطعمة متحجرة في أمعاء الديناصورات توفّر مؤشرات إلى كيفية هيمنة الديناصورات على عالم الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
يوميات الشرق بإمكان الجميع بدء حياة أخرى (أ.ب)

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

بعد قضاء شهرين في شقّة صغيرة ببيروت مع جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان، وصلت أنثى شبل الأسد إلى محمية للحيوانات البرّية بجنوب أفريقيا... هذه قصتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق الضوء الاصطناعي يهدد قدرة النحل على تلقيح المحاصيل (رويترز)

الضوء الاصطناعي يهدد نوم النحل

توصَّل الباحثون إلى أن الضوء الاصطناعي يمكن أن يعطل دورات النوم لدى نحل العسل، وهو ما يؤثر سلباً على دوره الحيوي بصفته مُلقحاً للنباتات والمحاصيل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

ريهام عبد الغفور تُحيي الذكرى الأولى لوفاة والدها بمشاعر الفقد

ريهام عبد الغفور مع والدها الفنان الراحل أشرف عبد الغفور (إنستغرام)
ريهام عبد الغفور مع والدها الفنان الراحل أشرف عبد الغفور (إنستغرام)
TT

ريهام عبد الغفور تُحيي الذكرى الأولى لوفاة والدها بمشاعر الفقد

ريهام عبد الغفور مع والدها الفنان الراحل أشرف عبد الغفور (إنستغرام)
ريهام عبد الغفور مع والدها الفنان الراحل أشرف عبد الغفور (إنستغرام)

أحيت الفنانة المصرية ريهام عبد الغفور، الذكرى الأولى لرحيل والدها الفنان أشرف عبد الغفور، الذي رحل عن عالمنا في 3 ديسمبر (كانون الأول) 2023، بكلمات مؤثرة مشحونة بمشاعر الفقد.

وكتبت ريهام على صفحتها بـ«إنستغرام» في الذكرى الأولى لرحيل والدها: «في مثل هذا اليوم فهمت معني كلمة ظهري اتكسر».

مضيفة: «فهمت معنى كلمة خوف، فهمت ماذا يعني أن يكبر الإنسان فجأة، فهمت كلمة أن الحياة لم يعد لها طعم، فهمت معنى عدم الشعور بالأمان، فهمت معنى الوجع، كل يوم يا أبي أتأكد أن الخسارة كبيرة وغير محتملة، كل يوم أنتظرك ترجع لكي أحكي لك».

واختتمت رسالتها قائلة: «بحبك يا أحن وأطيب وأكرم وأعظم أب وحشتني يا حبيبي ووحشني إحساسي وأنت جنبي، ربنا يسعدك في الجنة يا رب»، وطلبت من متابعيها الدعاء لأبيها.

وتوالت التعليقات على منشور الفنانة المصرية التي تدعو لوالدها بالرحمة والمغفرة وتعزيها وتدعو لها بالصبر، ومن بينهم كندة علوش التي كتبت «حبيبتي يا ريكو ربنا يرحمه ويصبر قلبك»، والفنانة رانيا يوسف التي كتبت «الله يرحمه»، والفنانة مريهان حسين التي كتبت «ربنا يرحمه ويغفر له ويصبر قلبك»، ووصف متابعون الفنان الراحل بـ«المحترم الراقي»، فيما عبّر متابعون عن تأثرهم بكلمات ريهام عبد الغفور لدرجة البكاء.

ريهام عبد الغفور تحيي ذكرى والدها (إنستغرام)

ورحل الفنان أشرف عبد الغفور في 3 ديسمبر 2023 في حادث مروري بطريق «القاهرة الإسكندرية الصحراوي»، عن عمر ناهز 81 عاماً، واشتهر بتقديم الأدوار التاريخية والدينية في المسرح والدراما، ومن بين أعماله المسرحية «وطني عكا» و«مصرع جيفارا» و«النار والزيتون» و«الملك لير»، وشارك في العديد من الأعمال السينمائية من بينها أفلام «الشيطان» و«دعوة للحياة» و«الشوارع الخلفية».

كما قدم للدراما مسلسلات «فارس بلا جواد» و«حضرة المتهم أبي» و«يتربى في عزو»، بالإضافة إلى الأعمال التاريخية والدينية التي اشتهر بها مثل مسلسلات «محمد رسول الله» و«الإمام مالك» و«عظماء في التاريخ» و«هارون الرشيد». وانتُخب عبد الغفور لمنصب نقيب المهن التمثيلية في مصر بين عامي 2011 - 2015.

ووصف الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين، الفنان أشرف عبد الغفور بأنه «واحد من أهم أعمدة المسرح والتلفزيون خلال الـ30 عاماً الماضية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أن يتخرج عبد الغفور في معهد الفنون المسرحية عام 1963 عمل في مسرحية (جلفدان هانم) ونجح فيها وترشح لأعمال أخرى».

ويضيف: «رغم أن أعماله في السينما لم تكن كثيرة، لكنه في التلفزيون كان متميزاً جداً وتحديداً في الثمانينات، إذ بدأ يقدم الدراما الدينية التي أظهر فيها إجادته للغة العربية الفصحى، فكان قاسماً مشتركاً في كثير من الأعمال الدينية والتاريخية».

وأشار إلى أن «الفنان الراحل له تاريخ كبير وينبغي أن يتم تكريمه بما يليق به، خصوصاً أنه تولى مسؤولية نقابة الممثلين في فترة حرجة، وحقق نقلة كبيرة في النقابة حتى إنه وضع اللبنة الأساسية لدار المسنين الخاصة بالنقابة، وستظل سيرته موجودة بيننا». وفق تعبيره.