وفيات «كوفيد ـ 19» في البرازيل تتجاوز 50 ألفاً

ارتفاع الحالات في الأرجنتين... والوباء ينتشر في 20 ولاية أميركية

يدفنون ضحية من ضحايا فيروس «كورونا» في مقبرة بمدينة ليما عاصمة البيرو (رويترز)
يدفنون ضحية من ضحايا فيروس «كورونا» في مقبرة بمدينة ليما عاصمة البيرو (رويترز)
TT

وفيات «كوفيد ـ 19» في البرازيل تتجاوز 50 ألفاً

يدفنون ضحية من ضحايا فيروس «كورونا» في مقبرة بمدينة ليما عاصمة البيرو (رويترز)
يدفنون ضحية من ضحايا فيروس «كورونا» في مقبرة بمدينة ليما عاصمة البيرو (رويترز)

واصل فيروس «كورونا» المستجد انتشاره في الأميركتين، لا سيما في البرازيل التي تجاوزت رسمياً 50 ألف حالة وفاة يوم الأحد، ما يمثّل ضربة لبلد يواجه بالفعل أكثر من مليون حالة إصابة، وتزايد عدم الاستقرار السياسي، واقتصاداً متعثراً. وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن أميركا اللاتينية، وهي بؤرة الوباء حالياً، دخلت يوم الأحد في فصل الشتاء، في حين يبدو أن الحرارة المنخفضة مواتية لتفشي الفيروس.
وتجاوزت البرازيل ثاني دول العالم الأكثر تضرراً جراء «كوفيد - 19» بعد الولايات المتحدة، عتبة خمسين ألف وفاة ومليون إصابة. ومدينتا ساو باولو وريو دي جانيرو هما الأكثر تأثراً.
وفي سائر دول أميركا اللاتينية، تجاوزت الحصيلة في الأيام الأخيرة عشرين ألف وفاة في المكسيك وألف وفاة في الأرجنتين وثمانية آلاف وفاة في البيرو. وتقرر عدم إعادة فتح موقع ماتشو بيتشو العائد لحضارة الإنكا، ويعتبر معلماً سياحياً رئيسياً في البيرو، في الأول من يوليو (تموز). وكان المرشدون السياحيون الذين يخشون العدوى، أعلنوا نيتهم التظاهر ضد إعادة الفتح.
وكانت البرازيل قد أعلنت عن أول حالة إصابة بفيروس «كورونا» المستجد في 26 فبراير (شباط). ومنذ وصوله إلى البرازيل أدت سرعة انتشار الفيروس إلى تآكل الدعم للرئيس جايير بولسونارو، وإثارة مخاوف من حدوث انهيار اقتصادي بعد نمو ضعيف على مدى سنوات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وواجه بولسونارو الذي يطلق عليه أحياناً لقب «ترمب الاستوائي» انتقادات على نطاق واسع بسبب أسلوب معالجته للأزمة. وما زالت البرازيل بلا وزير صحة دائم بعد استقالة اثنين منذ أبريل (نيسان) عقب خلافات مع الرئيس.
ورفض بولسونارو التباعد الاجتماعي ووصفه بأنه إجراء يقضي على الوظائف وأكثر خطورة من الفيروس نفسه. وشجع أيضاً عقارين مضادين للملاريا بوصفهما علاجاً لـ«كورونا» وهما الكلوروكين والهيدروكسي كلوروكوين رغم عدم وجود أدلة تذكر على ذلك، بحسب الوكالة الفرنسية. وقال بولسونارو يوم الأحد إن الجيش ينفذ إرادة الشعب، وإن مهمته هي الدفاع عن الديمقراطية، مما يذكي نقاشاً محتدماً حول دور القوات المسلحة في ظل مخاوف من عدم الاستقرار السياسي. وجاءت تصريحاته في وقت احتشد فيه أنصاره ومعارضوه في مدن بأنحاء البلاد في دلالة واضحة على الاستقطاب في كبرى دول أميركا اللاتينية.
وفي بوينس آيرس، أعلنت الأرجنتين الأحد أنّ حصيلة الوفيات الناجمة عن وباء «كوفيد-19» تخطّت الألف وفاة، في حين تجاوز عدد المصابين بالفيروس 40 ألفاً. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «تيلام» عن وزارة الصحّة أنّ العدد الإجمالي للمصابين بالفيروس بلغ 41191 شخصاً، توفي منهم أكثر من ألف شخص.
وقال مساعد وزير الصحة للاستراتيجيات الصحية أليخاندرو كوستا، بحسب ما نقلت عنه «تيلام»، إنّ معدّل الوفيات بالنسبة إلى عدد المصابين بلغ 2.4 في المائة، مشيراً إلى أنّ هذه النسبة تمثّل 21.9 وفاة لكل مليون نسمة.
وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن وتيرة تفشّي الوباء في الأرجنتين تسجّل ارتفاعاً مطّرداً. وبناء على نصيحة أطبائه قلّل الرئيس ألبرتو فرنانديز (61 عاماً) من أنشطته لتفادي الإصابة. وفي الأيام الأخيرة سجّلت إصابة العديد من الموظفين والمسؤولين السياسيين سواء في السلطة أو في المعارضة.
وتسارعت وتيرة انتشار «كوفيد - 19» في أميركا اللاتينية التي تعتبر البرازيل والمكسيك والبيرو وتشيلي أكثر الدول تضرراً فيها من الفيروس.
وفي مكسيكو سيتي، أفادت وكالة الأنباء الألمانية بأن عدد الإصابات المؤكدة بفيروس «كورونا» في المكسيك بلغ 180 ألفاً و545 حالة حتى صباح الاثنين بتوقيت المكسيك، بحسب بيانات جمعتها جامعة جونز هوبكنز الأميركية ووكالة بلومبرغ للأنباء. وبلغ العدد الإجمالي للوفيات نتيجة الإصابة بـ«كوفيد - 19» في المكسيك 21 ألفاً و825 حالة. وقد تعافى أكثر من 134 ألفاً من المرض، منذ تسجيل أول حالة إصابة في البلاد قبل نحو 16 أسبوعاً.
في غضون ذلك، سجّلت الولايات المتّحدة مساء الأحد 305 وفيات إضافيّة ناجمة عن وباء «كوفيد - 19» خلال 24 ساعة، وفق بيانات نشرتها في الساعة 20:30 بالتوقيت المحلّي (00:30 ت غ الاثنين) جامعة جونز هوبكنز التي تُعتبر مرجعاً في تتبّع الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس «كورونا» المستجدّ. ولاحظت وكالة الصحافة الفرنسية أن هذا هو اليوم العاشر على التّوالي الذي تنخفض فيه حصيلة الوفيات من جراء «كوفيد - 19» في البلاد إلى ما دون الألف، واليوم الثالث الذي تنخفض فيه إلى ما دون 400 وفاة منذ بلغ الوباء ذروته في منتصف أبريل. لكن على الرّغم من هذا الانخفاض تبقى الولايات المتّحدة وبفارق شاسع عن سائر دول العالم البلد الأكثر تضرّراً من جائحة «كوفيد - 19»، سواء على صعيد الإصابات (2.278.373 إصابة) أو على صعيد الوفيات (119.959 وفاة).
وبعدما كانتا البؤرة الأساسية لـ«كوفيد - 19» في الولايات المتحدة، نجحت نيويورك ونيوجيرسي في السيطرة على الوباء، لكنّه انتقل باتجاه الشمال الشرقي والغرب والجنوب وهو يتفشّى حالياً بوتيرة متسارعة في حوالى 20 ولاية أميركية.
ونجحت الولايات المتحدة لفترة وجيزة في خفض عدد الإصابات الجديدة إلى ما دون 20 ألف إصابة يومياً لكنّ هذا العدد عاود الارتفاع منذ أيام متخطّياً عتبة الـ30 ألف إصابة.
ومع تخفيف إجراءات الإغلاق تدريجياً في مختلف الولايات ونزول مئات آلاف المحتجين إلى الشوارع في سائر أنحاء البلاد للتظاهر ضد العنصرية، زادت المخاوف من أن تشهد الولايات المتحدة موجة ثانية من تفشّي الوباء، كما جاء في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. كما واجه الرئيس دونالد ترمب انتقادات حادّة لتنظيمه مساء السبت تجمّعاً انتخابياً في تولسا بولاية أوكلاهوما، هو الأول منذ تفشّى الوباء في البلاد في منتصف مارس (آذار)، وذلك بسبب مشاركة حشد من أنصار الرئيس الجمهوري فيه من دون أي احترام لقواعد التباعد الاجتماعي المفروضة لتفادي انتقال العدوى، مما دفع البعض لاعتبار هذا المهرجان الانتخابي بمثابة أفضل فاعلية ممكنة لنشر الفيروس على أوسع نطاق.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».