تصعيد مصري ـ إثيوبي يستبق مناقشة مجلس الأمن نزاع «سد النهضة»

القاهرة تهدد بـ«إجراء صريح»... وأديس أبابا تعلن أن «لا قوة تمنعنا من ملء الخزان»

تُصر إثيوبيا على ملء خزان السد كمرحلة أولى في يوليو (تموز) المقبل، من دون الاكتراث باعتراضات مصر والسودان (أ.ف.ب)
تُصر إثيوبيا على ملء خزان السد كمرحلة أولى في يوليو (تموز) المقبل، من دون الاكتراث باعتراضات مصر والسودان (أ.ف.ب)
TT

تصعيد مصري ـ إثيوبي يستبق مناقشة مجلس الأمن نزاع «سد النهضة»

تُصر إثيوبيا على ملء خزان السد كمرحلة أولى في يوليو (تموز) المقبل، من دون الاكتراث باعتراضات مصر والسودان (أ.ف.ب)
تُصر إثيوبيا على ملء خزان السد كمرحلة أولى في يوليو (تموز) المقبل، من دون الاكتراث باعتراضات مصر والسودان (أ.ف.ب)

استبقت مصر وإثيوبيا مناقشات مرتقبة لمجلس الأمن الدولي بخصوص نزاع «سد النهضة»، بتصعيد جديد، أمس. وهددت القاهرة بـ«إجراء صريح وواضح»، حال «لم يتمكن المجلس من إعادة إثيوبيا لطاولة المفاوضات»، وبدأت الأخيرة ملء الخزان بـ«شكل أحادي»، فيما ردت أديس أبابا بأنه «لا يمكن لقوة داخلية أو خارجية، أن تمنعها من عملية الملء»، المزمعة خلال أسبوعين. وأحالت القاهرة القضية إلى مجلس الأمن، بعد أن فشلت المحادثات الثلاثية، بين مصر وإثيوبيا والسودان، مرة أخرى، الأسبوع الماضي، في التوصل لاتفاق بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار، ويتم بناؤه قرب حدود إثيوبيا مع السودان.
وتُصر إثيوبيا على ملء خزان السد، كمرحلة أولى، في يوليو (تموز) المقبل، بنحو 5 مليارات متر مكعب، دون الاكتراث باعتراضات مصر والسودان.
ووجه وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس، تحدياً لإثيوبيا بـ«استئناف المفاوضات فوراً حال إعلانها الالتزام بتعهداتها الدولية بعدم الملء الأُحادي».
ورد الوزير شكري على اتهام وزير خارجية إثيوبيا لبلاده بـ«الهروب من التفاوض»، واللجوء إلى مجلس الأمن، بأن مصر «انخرطت في المفاوضات بحسن نية على مدار عقد كامل»، وأنها على «استعداد دائم للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق يحقق مصالح الجميع».
وسبق أن رفضت إثيوبيا التوقيع على اتفاق نهائي، مطلع العام الحالي، عبر مفاوضات أشرفت عليها وزارة الخزانة الأميركية وحضرها البنك الدولي.
وقال شكري إن «مصر تريد من مجلس الأمن الدولي القيام بمسؤولياته، ومنع إثيوبيا من البدء في ملء خزان سد النهضة».
واعتبر الوزير المصري، في مقابلة مع «أسوشيتد برس»، أن «مسؤولية مجلس الأمن تتمثل في معالجة تهديد وثيق الصلة بالسلم والأمن الدوليين»، مشيراً إلى أن «الإجراءات الأحادية التي تتخذها إثيوبيا في هذا الصدد ستخلق مثل هذا التهديد».
وحذر وزير الخارجية المصري من أن «ملء خزان السد دون اتفاق من شأنه أن ينتهك إعلان المبادئ لعام 2015، الذي يحكم محادثات الدول الثلاث، ويستبعد العودة إلى المفاوضات».
ونفى المسؤول المصري أن تكون بلاده هددت بعمل عسكري في مواجهة إثيوبيا، مشدداً على أن القاهرة «سعت إلى حل سياسي، وعملت على إقناع الشعب المصري بأن إثيوبيا لها الحق في بناء السد لتحقيق أهدافها التنموية»، وأن مصر «لم تقم مطلقاً خلال السنوات الست الماضية بالإشارة بشكل غير مباشر إلى مثل هذه الاحتمالات».
غير أنه استدرك قائلاً «إذا لم يتمكن مجلس الأمن من إعادة إثيوبيا إلى طاولة المفاوضات، وبدأ ملء السد، فسوف نجد أنفسنا في وضع يتعين علينا التعامل معه». وأوضح: «عندما يحين الوقت، سنكون صريحين وواضحين للغاية في الإجراء الذي سنتخذه».
واتهم شكري، إثيوبيا، بـ«التراجع عن النقاط المتفق عليها من قبل»، في إشارة إلى إصرارها على ملء السد مع موسم الأمطار في يوليو.
وأضاف: «البدء في ملء الخزان الآن سوف يثبت أن هناك رغبة في التحكم في تدفق المياه، وأن يكون هناك متحكم وحيد مؤثر في المياه التي تصل إلى مصر والسودان».
ودعا شكري، الولايات المتحدة وأعضاء مجلس الأمن الآخرين، إلى جانب الدول الأفريقية، للمساعدة في التوصل إلى اتفاق.
وتخشى مصر من إضرار السد بحصتها من المياه، التي تبلغ حوالي 55 مليون متر مكعب سنوياً، تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.
وبموازاة التحركات الدبلوماسية، شرعت الحكومة المصرية، أمس، في «متابعة الموقف المائي، وتوفير الاحتياجات المائية لموسم أقصى الاحتياجات»، وذلك في اجتماع لوزير الموارد المائية محمد عبد العاطي، مع قيادات الوزارة.
ووجه عبد العاطي بـ«تنفيذ آليات إدارة وتوزيع المياه بما يفي بأغراض الاستخدامات المختلفة، وكذلك الإجراءات المتخذة للتعامل مع الاحتياجات المائية والاستفادة من الموارد المائية المتاحة بالشكل الأمثل».
وتنفي أديس أبابا إمكانية أن يقوض السد إمدادات مصر من المياه، وتقول إن المشروع حيوي لنموها الاقتصادي وتغذية مواطنيها بالكهرباء.
وقال وزير الخارجية جيدو أندارجاشيو، إن بلاده «لن تقبل أبداً أي اتفاق يقيد حقوقها المائية في نهر النيل تحت ستار المفاوضات».
وأضاف في مقابلة مع وكالة الأنباء الإثيوبية، أمس، أن «إثيوبيا والسودان ومصر لم تتوصل بعد إلى اتفاق بشأن القضايا القانونية، على الرغم من اقتراب التفاهم بشأن القضايا التقنية»، واتهم مصر بمحاولة «تقييد حقوق إثيوبيا المائية في استغلال النهر في غطاء من المفاوضات خلال المحادثات الثلاثية».
ورداً على البيانات الصادرة عن الولايات المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، التي تطالب إثيوبيا بالتوافق مع مصر، قال جيدو «سيكون من الأفضل إذا امتنعوا عن إصدار مثل هذه الإعلانات»، مهدداً بأنه «لا يمكن لقوة داخلية أو خارجية أن تمنع إثيوبيا من ملء السد».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.