«إسفنجة نانوية» تظهر نتائج واعدة في مقاومة عدوى «كوفيد ـ 19»

باحثة تختبر الإسفنجات النانوية في مختبرات جامعة بوسطن (جامعة بوسطن)
باحثة تختبر الإسفنجات النانوية في مختبرات جامعة بوسطن (جامعة بوسطن)
TT

«إسفنجة نانوية» تظهر نتائج واعدة في مقاومة عدوى «كوفيد ـ 19»

باحثة تختبر الإسفنجات النانوية في مختبرات جامعة بوسطن (جامعة بوسطن)
باحثة تختبر الإسفنجات النانوية في مختبرات جامعة بوسطن (جامعة بوسطن)

تقليدياً، يتعمق مطورو الأدوية للأمراض المعدية في تفاصيل العامل الممرض، من أجل العثور على أهداف قابلة للدواء، لكن فريقاً بحثياً أميركياً اتخذ نهجاً مختلفاً عبر معرفة الخلايا التي يستهدفها العامل الممرض، من أجل توفير الحماية لهذه الأهداف.
ويعمل الفريق البحثي المتخصص في هندسة النانو من جامعة كاليفورنيا الأميركية على هذه التقنية منذ عقد من الزمان، وأنتج في هذا الإطار إسفنجة نانوية (أصغر 1000 مرة من عرض شعر الإنسان) يمكنها امتصاص مسببات الأمراض والسموم الضارة، وعندما بدأت جائحة «كوفيد - 19»، جاء التفكير في تطوير الإسفنجة النانوية لاستخدامها في مكافحة المرض.
وتتكون الإسفنجة النانونية الخاصة بمكافحة مرض «كوفيد – 19»، والتي تم الإعلان عن تفاصيلها بالعدد الأخير من دورية «نانو ليتر»، من لبّ بوليمر مطلي بأغشية الخلايا المستخرجة من الخلايا الظهارية الرئوية من النوع الثاني أو خلايا البلاعم، وتغطى هذه الأغشية بجميع مستقبلات البروتين التي يستخدمها الفيروس لدخول الجسم، ما يمكنها من جذب وتحييد الفيروس، وإفقاده القدرة على اختطاف الخلايا المضيفة والتكاثر، وبالتالي فهي توفر الحماية للخلايا السليمة التي يغزوها الفيروس، بدلاً من استهداف الفيروس نفسه. وأظهرت الإسفنجة النانوية نتائج واعدة في التجارب المعملية؛ حيث تسببت في فقدان الفيروس لنحو 90 في المائة من «العدوى الفيروسية»، وهي مقياس لقدرة الفيروس على دخول الخلية المضيفة واستغلال مواردها لتكرار وإنتاج جزيئات فيروسية معدية إضافية.
وبالإضافة إلى البيانات المشجعة حول قدرة الإسفنج النانوي على تحييد الفيروس، لاحظ الباحثون أنه يمكن أن تكون له فائدة إضافية، وهي امتصاص بروتينات السيتوكين الالتهابية، التي تكون متورطة في العاصفة المناعية، والتي توصف بأنها من الجوانب الأكثر خطورة في مرض «كوفيد – 19».
وتوصل الباحثون لهذه النتائج بعد أن أعدوا عدة تركيزات مختلفة من الإسفنجات النانوية في محلول للاختبار ضد فيروس كورونا المستجد، وتم إجراء هذه التجربة في المختبرات الوطنية للأمراض المعدية الناشئة (NEIDL) بجامعة بوسطن، والتي توفر أعلى مستوى للسلامة الإحيائية بمنشأة بحثية.
وباختبار قدرة تركيزات مختلفة من الإسفنج النانوي على تقليل عدوى الفيروس الجديد من نفس السلالات التي يتم اختبارها في أبحاث العلاج واللقاحات، وجدوا أن تركيز 5 ملليغرام من الإسفنج النانوي لكل مليلتر من المحلول، أوقف 93 في المائة من العدوى بالنسبة للإسفنج المحمل بغشاء خلية الرئة، و88 في المائة بالنسبة للإسفنج المغطى بالبلاعم.
وتقول آنا هونكو، أستاذة علم الأحياء الدقيقة في مختبرات الأمراض المعدية الوطنية الناشئة (NEIDL) بجامعة بوسطن، والباحثة المشاركة بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة كاليفورنيا، بالتزامن مع نشر الدراسة، إن «هذه الإسفنجات النانوية يمكن أن تعمل بطريقة أكثر شمولية في معالجة مجموعة واسعة من الأمراض المعدية الفيروسية». وتتوقع هونكو أن تعمل الإسفنجات النانوية مع أي تحورات مستقبلية قد تحدث بالفيروس، كما يمكنها العمل مع أي فيروس تاجي جديد، حتى فيروسات تنفسية أخرى، بما في ذلك أي فيروس قد يؤدي إلى جائحة تالية تصيب الجهاز التنفسي.
وفي الأشهر القليلة المقبلة، سيقوم الفريق البحثي بإجراء تجاربه على النماذج الحيوانية، تمهيداً للتجارب على البشر.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».