ألمانيا توقف طبيباً سورياً «كان يتلذذ بالتعذيب»

TT

ألمانيا توقف طبيباً سورياً «كان يتلذذ بالتعذيب»

بات في عهدة القضاء الألماني، متهم سوري ثالث بتنفيذ جرائم ضد الإنسانية بعد أن نجح المدعي العام بإثبات تورطه بالتعذيب والقتل في سوريا. وأعلن أمس مكتب الادعاء العام الفيدرالي أن الشرطة ألقت القبض قبل أيام، أي في ٢٠ يونيو (حزيران)، على طبيب سوري من حمص يدعى «علاء م»، بناء على مذكرة توقيف صدرت عن مكتبه قبل يوم من ذلك.
وحصل الادعاء العام على الأدلة التي تثبت تورط الطبيب بقتل شخص على الأقل، من مجموعة محامين وناشطين سوريين وألمان، بينهم المحامي أنور البني الذي يعيش في برلين ويعمل على جمع أدلة ضد مسؤولين في النظام السوري دخلوا كلاجئين من عام ٢٠١٥. وقال البني لـ«الشرق الأوسط»، إن الأدلة تستند إلى شهادات لشقيق وابن عم الضحية الذي قتل على يد الطبيب علاء في سجن حمص في عام ٢٠١٢، بعد تعذيبه وحرمانه من المساعدة الطبية بعد إصابته بنوبة صرع.
وكشف البني عن اعتقالات أخرى يتوقع حدوثها في الأيام والأسابيع المقبلة لمجرمين من النظام السوري، بعد أن اكتملت لديه ٣ ملفات على الأقل سيقدمها للمدعي العام لإصدار مذكرات توقيف. وقال عن علاء إنه يحاول «توسيع لائحة الاتهام» ضده، مضيفاً: «نعمل كذلك على ملفات ثانية، وستكون هناك توقيفات جديدة. كلما حققنا تقدماً في ملف ستحصل توقيفات». وأشار إلى أن فريقاً كاملاً من المحامين السوريين والألمان يعمل على جمع أدلة في ألمانيا بشكل مستمر ضد مجرمي حرب سوريين.
ويخضع منذ أسابيع للمحاكمة في محكمة كوبلنز الألمانية، الضابط أنور رسلان والمجند أياد الغريب بجرائم ضد الإنسانية ارتكباها في سوريا، في محاكمة هي الأولى من نوعها في العالم لمسؤولين في نظام الأسد.
وحسب بيان الادعاء العام عن الطبيب علاء، فقد أشار إلى أنه ارتكب جرائم ضد الإنسانية أثناء «عمله كطبيب في سجن تابع للمخابرات العسكرية السورية حيث عذب سجيناً في مناسبتين على الأقل». وأضاف الادعاء، في بيان، أن علاء كان يعمل طبيباً في السجن العسكري في حمص عام ٢٠١١، من ضمنها في الفترة الممتدة بين ٢٣ أكتوبر (تشرين الأول) ٢٠١١ و١٦ نوفمبر (تشرين الثاني) ٢٠١١، وهي الفترة التي اعتقل فيها الضحية وعذب وتوفي لاحقاً بعد مشاركته بتظاهرة ضد النظام السوري.
وفي مطلع الشهر الماضي، كشفت مجلة «دير شبيغل» عن وجود طبيب سوري يعمل في مستشفى في مدينة كاسل غرب ألمانيا، كان يعذب معتقلين في سوريا. وذكرت المجلة اسم الطبيب بالكامل، وهو علاء موسى، وقالت نقلاً عن شهود «إنه كان يتلذذ بتعذيب المعتقلين خلال تظاهرات في حمص».


مقالات ذات صلة

أفغانستان: عائلة حقاني وزير شؤون اللاجئين تعلن مقتله في انفجار كابل

آسيا خليل حقاني يلقي كلمة بعد صلاة الجمعة في كابل عام 2021... كان شخصية بارزة في صعود «طالبان» إلى السلطة (نيويورك تايمز)

أفغانستان: عائلة حقاني وزير شؤون اللاجئين تعلن مقتله في انفجار كابل

قال أنس حقاني، ابن شقيق القائم بأعمال وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» بأفغانستان، خليل الرحمن حقاني، إن الوزير وستة آخرين قُتلوا في تفجير بالعاصمة كابل.

«الشرق الأوسط» (كابل - إسلام آباد)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا اللفتنانت جنرال فيض حميد (منصة إكس)

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

بدأ الجيش الباكستاني محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التحديات القانونية ضد رئيس الوزراء السابق المسجون.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا أمرت النيابة العامة الفيدرالية بألمانيا باعتقال رجل يشتبه في كونه عضواً بجماعة «حزب الله» اللبنانية بهانوفر حيث يُعتقد أنه يعمل لصالحها داخل ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: إيداع سوري مشتبه في تعاطفه مع «داعش» بالحبس الاحتياطي

بعد عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة البافارية الأحد تم إيداع شخص يشتبه في أنه من المتعاطفين مع «تنظيم داعش» قيد الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ - شتوتغارت )
آسيا شرطي يراقب أفراداً من الأقلية المسيحية الباكستانية وهم يستعرضون مهاراتهم في الاحتفال بأعياد الميلاد على أحد الطرق في كراتشي بباكستان 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل شخصين يحملان متفجرات بانفجار قرب مركز للشرطة

انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها مسلحان مشتبه بهما على دراجة نارية في جنوب غربي باكستان، بالقرب من مركز للشرطة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.