«مشاهد حرب أهلية» في شتوتغارت... وميركل تصف الصدامات بـ«المشينة»

أعربت سلطات شتوتغارت الألمانية، أمس (الأحد)، عن صدمتها إزاء تصعيد «على نحو غير مسبوق» شهدته المدينة ليلاً، بعد وقوع أعمال شغب وُصفت بأنها «مشاهد من حرب أهلية»، والتي أوقعت أكثر من عشرة جرحى في صفوف الشرطة وتسببت بأضرار مادية في عدد من المتاجر.

وأعلنت الشرطة توقيف 24 شخصاً نصفهم ألمان، وإصابة 19 عنصراً. وقال قائد شرطة شتوتغارت، فرانك لوتس: «كانت مشاهد لا تصدّق جعلتني عاجزاً عن التعبير، على مدى السنوات الـ46 لخدمتي في الشرطة لم أشهد يوماً أمراً كهذا».
وأدانت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بشدة المواجهات العنيفة، حسبما أعلن المتحدث باسمها، ووصفت الهجمات التي استهدفت عناصر الشرطة ونهب متاجر على أيدي مئات الأشخاص بـ«المشينة».

وقال المتحدث باسمها شيتفن زايبرت: «أياً كان الفاعلون فإنهم قد انقلبوا على مدينتهم وعلى الشعب الذي عاشوا معه، وعلى القوانين التي تحمينا جميعاً».
وتصاعد التوتر بعيد منتصف الليل عندما نفّذ رجال الشرطة حملة تفتيش شملت فتى ألمانياً يبلغ 17 عاماً يشتبه بحيازته مخدرات، وفق ما أعلن قائد شرطة شتوتغارت توماس برغر.
وسرعان ما تجمّعت حشود كانت تتجول في ساحة وسط المدينة حول الفتى وراحوا يرشقون الشرطة بالحجارة والزجاجات، واستخدم المحتشدون وغالبيتهم من الرجال العصي لتكسير زجاج سيارات الشرطة المتوقفة في المنطقة.
وأصدر رئيس حكومة ولاية بادن فورتمبرغ وينفريد كريتشمان بياناً جاء فيه: «أدين بشدة هذا التفشي الوحشي للعنف، هذه الأفعال المرتكبة ضد الأشخاص والممتلكات هي أعمال جرمية ويجب أن تلاحق قضائياً وأن تدان».
وفي ذروة المواجهات، اشتبك ما بين 400 و500 شخص مع قوات الشرطة وعناصر أجهزة الإنقاذ.

وبعدما تمكّنت الشرطة من صد المهاجمين، تفرّقوا ضمن مجموعات صغيرة وقاموا بأعمال شغب في وسط المدينة شملت تكسير الواجهات الزجاجية للمحال التجارية ونهب متاجر في سوق «كونيغشتراس» الرئيسية.
وأظهرت فيديوهات نشرت على «تويتر» أشخاصاً يحطّمون واجهات المحال التجارية ويرمون البضائع في الشارع، وتعرّض محل مجوهرات للنهب، كما تم تحطيم متجر للهواتف الخلوية، وبالإجمال تم نهب تسعة محال كما أصيب 14 متجراً بأضرار، لا سيما تحطيم الواجهات الزجاجية.
ووقعت حوادث مماثلة في نهايات أسبوع سابقة في المدينة، لكنها كانت أقل حدة، دفعت الشرطة إلى تعزيز انتشارها بمائة عنصر إضافي، لكن حجم أعمال العنف تخطى قدرات القوة المنتشرة التي اضطرت لطلب تعزيزات.

وعاد الهدوء بعد نحو 4 ساعات ونصف الساعة، لكن المواجهات أسفرت عن «مشاهد من حرب أهلية»، وفق المسؤول السياسي في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ساشا بيندر.
واستبعدت الشرطة، الأحد، وجود أي دوافع سياسية للمواجهات، واصفة مرتكبيها بأنهم من رواد السهر.
وقال رئيس بلدية شتوتغارت، فريتس كون، إن أعداداً كبيرة كانت على غير العادة موجودة في وسط المدينة للتمتع بالأجواء الصيفية بسبب استمرار إغلاق الحانات على خلفية جائحة «كوفيد - 19».

وتابع أن بعضاً من المشاغبين كانوا تحت تأثير الكحول، أما البعض الآخر فربما كانوا مدفوعين بـ«الإدمان على نشر فيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي».
ولدى سؤاله عن جنسيات الموقوفين من غير الألمان، أوضح برغر أنهم من رعايا كرواتيا والبرتغال وأفغانستان والصومال.
وقال وزير داخلية المنطقة، توماس شتروبل، إن أعمال الشغب «غير مسبوقة»، متعهداً «استخدام كل الوسائل القانونية المتاحة لملاحقة المشاغبين».