مخاوف ليبية من عودة عصابات «تهريب البشر» إلى أوروبا

جثث لمهاجرين تطفو أمام صبراتة... وإنقاذ 20 شخصاً قرب تونس

سفينة فرنسية تستعد للإبحار في المتوسط بحثا عن مهاجرين من ليبيا (أ.ف.ب)
سفينة فرنسية تستعد للإبحار في المتوسط بحثا عن مهاجرين من ليبيا (أ.ف.ب)
TT

مخاوف ليبية من عودة عصابات «تهريب البشر» إلى أوروبا

سفينة فرنسية تستعد للإبحار في المتوسط بحثا عن مهاجرين من ليبيا (أ.ف.ب)
سفينة فرنسية تستعد للإبحار في المتوسط بحثا عن مهاجرين من ليبيا (أ.ف.ب)

بعد العثور على جثث لمهاجرين أمام ساحل صبراتة، تزايدت مخاوف الليبيين من عودة عصابات تهريب البشر إلى أوروبا، في ظل ما وصفوه بحالة الفوضى الأمنية وانشغال الأجهزة الأمنية بالحرب الدائرة بين «الجيش الوطني» وقوات «الوفاق». وعثر فريق جمعية الهلال الأحمر الليبية على جثمانين لمهاجرين غير نظاميين، قبل يومين، على ساحل مدينة صبراتة، بينما تحدث مواطنون إلى «الشرق الأوسط» عن انتشالهم ثلاثة جثامين لمواطنين من «ذوي البشرة الحنطية».
وصبراتة الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، غرب العاصمة طرابلس بنحو 70 كيلومتراً وتسيطر عليها قوات «الوفاق» بعد انتزاعها مرة ثانية من قبضة «الجيش الوطني»، تعد من أهم نقاط انطلاق المهاجرين غير النظاميين إلى دول أوروبا، بجانب مدن أخرى مثل الزاوية وزوارة والقرة بوللي، شرق وغرب العاصمة. وفور إعلان الهلال الأحمر عن انتشال جثتين لمهاجرين من على شاطئ صبراتة، دون تحديد دولتهما؛ ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا بحالة من «التشفي» وإظهار أن المدينة التي تسيطر عليها حكومة «الوفاق» الآن، «باتت مرتعاً» لمجموعات من الميلشيات المطلوبين دولياً، وسط اتهام للميليشيات المسلحة باستعادة نشاطها القديم في عمليات تهريب المهاجرين إلى أوروبا للحصول على الأموال.
ويرى حقوقيون ليبيون مهتمون بملف الهجرة غير المشروعة، أن عمليات الاتجار في البشر وتهريبهم إلى أوروبا وإن كانت قلت حدتها خلال الأشهر الماضية بسبب الحرب، إلا أنها مستمرة في ظل انشغال الأجهزة الأمنية بالترتيبات الأمنية بعد «تحرير» العاصمة، مشيرين إلى أن غالبية المجموعات التي يتم ضبطها قرب دول مجاورة مثل تونس انطلقت بزوارقها عبر سواحلنا.
وأعلنت وحدات من الحرس البحري، أول من أمس، أنها أنقذت 20 مهاجراً غير نظامي من مصر واليمن قرب سواحل جزيرة قرقنة التونسية بعد تعطل مركبهم في رحلة كانت تستهدف إيطاليا، وفي تصريح صحافي لمنظمة الهلال الأحمر بولاية صفاقس أوضحت أن المهاجرين، وهم 18 مصريا ويمنيان، كانوا انطلقوا في رحلة سرية من سواحل ليبيا وأطلقوا نداءات استغاثة بعد أن تعطل مركبهم قرب قرقنة.
وزاد من هذه المخاوف ظهور مهرب البشر أحمد الدباشي المعروف باسم «العمو» بين قوات السراج التي دخلت مدينتي صبراتة وصرمان الساحليتين، الواقعتين غرب العاصمة طرابلس، بالإضافة إلى عودة «بيدجا» أو عبد الرحمن ميلاد، الذي يتهمه مجلس الأمن بالضلوع في عمليات تهريب البشر وقتل مهاجرين.
وقال المدون الليبي، محمد قشوط، عبر صفحته على «تويتر» إن «نشاط الهجرة غير الشرعية عاد من جديد في مدينتي صبراتة والزاوية، بعد هيمنة ميليشيات طرابلس على الساحل الغربي، تحت حماية (الرئيس التركي رجب طيب) إردوغان، مشيراً إلى أن التدخل الجوي والبحري هو الذي مكنهم من ذلك، قبل أن يلفت إلى تحطم زورق يحمل 30 شخصاً نجا منهم 18 وفقد 12 بينهم أطفال.
وقالت ستيفاني ويليامز الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، إن المهاجرين وطالبي اللجوء في ليبيا لا يزالون يتعرضون بشكل مستمر «للاحتجاز التعسفي والتعذيب، بما في ذلك العنف الجنسي، والاختطاف مقابل فدية والابتزاز والسخرة والقتل غير المشروع».
وأضافت ويليامز في التقرير الشفوي المقدم إلى الدورة الرابعة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان، أنه في 27 مايو (أيار) الماضي قُتل ما لا يقل عن 30 مهاجراً وأصيب 11 آخرون بجروح في مزدة على يد مجموعة مسلحة ذات صلة بالمتاجرين بالبشر، لافتة إلى أنه منذ يناير (كانون الثاني) تم اعتراض أكثر من 4 آلاف شخص في البحر وإعادتهم إلى ليبيا، في ظل ظروف احتجاز تعسفية، بينما اختفى آخرون تماماً.
وفيما لفتت البعثة إلى أن ليبيا ليست ملجأ آمناً لإعادة المهاجرين وطالبي اللجوء؛ قالت إنها تلقت تقارير عن عدم تقديم المساعدة وصد قوارب المهاجرين في عرض البحر الأبيض المتوسط، الذي لا يزال أحد أكثر طرق الهجرة فتكاً في العالم. وتعددت عمليات العثور على جثث لمهاجرين على السواحل الليبية، حيث سبق وانتشلت فرق تابعة للهلال الأحمر الليبي، العام الماضي، جثث 62 مهاجرا، كان مركبهم قد غرق قبالة الساحل شرق العاصمة طرابلس؛ كما أعلنت منظمة الهجرة التابعة للأمم المتحدة أن جثث ما لا يقل عن ستة مهاجرين كانوا في طريقهم إلى أوروبا عُثر عليها على ساحل البحر المتوسط في ليبيا، وكتبت «المنظمة الدولية للهجرة» التابعة للأمم المتحدة أن المياه جرفت الجثث إلى شاطئ بلدة الخمس الساحلية الليبية.
وامتداداً لحملات التحريض المتبادلة في ليبيا، ظهرت اتهامات مُرسلة دون سند، بأن صبراتة باتت ملجأ لعناصر تنظيم «داعش»، وأن هناك أكثر من 500 عنصر يتبعون جنسيات مختلفة، يتدربون في تخومها قبيل انتشارهم في شرق البلاد، لكن تبقى هذه الأنباء مجرد أقاويل لم يثبت صحتها بعد. وفي وقت سابق من هذا الشهر لقي حوالي 60 مهاجراً من دول أفريقيا جنوب الصحراء حتفهم إثر انقلاب مركبهم قرب سواحل جزيرة قرقنة. وتنطلق رحلة تهريب المهاجرين عادة بالتسرب عبر الحدود الرابطة بين ليبيا ومصر والسودان وتشاد والنيجر بالإضافة إلى الجزائر.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.