رانيا شوقي: لا أحب القرنبيط وأحن إلى طريقة أجدادنا في الطهي

رانيا فريد شوقي تحب الطعام الإيطالي والأكلات التقليدية
رانيا فريد شوقي تحب الطعام الإيطالي والأكلات التقليدية
TT

رانيا شوقي: لا أحب القرنبيط وأحن إلى طريقة أجدادنا في الطهي

رانيا فريد شوقي تحب الطعام الإيطالي والأكلات التقليدية
رانيا فريد شوقي تحب الطعام الإيطالي والأكلات التقليدية

قالت الفنانة رانيا فريد شوقي، إنها تحاول العودة إلى الطبيعة في طهي أغلب طعامها، مشيرة إلى أنها تبتعد قدر الإمكان عن الطعام السريع، خاصة في ظل الحظر وفيروس كورونا، وكشفت عن مدى حبها للمطبخ المغربي ومحشي ورق العنب، رغم محاولتها اتباع أقصى الممارسات الغذائية الصحية.
> ما أكثر وجبة تحبينها؟
محشي ورق العنب والباستا بكل أنواعها، وجميع ما يخص الطعام الإيطالي واللبناني والمغربي، وعموماً أحب الأكل بجميع أصنافه وليس لدي أي نفور من تناول أكلات، لكن أكثر ما يشغلني عند تناول الطعام هو الكميات، حيث أحرص على تناول كمية محدودة حتى لا أكتسب وزناً زائداً.
> هل هناك وصفة معينة لا تحبين تناولها؟
- لا أحب القرنبيط بجميع وصفاته؛ لأن رائحته منفرة، فضلاً عن أنه متعب للجهاز الهضمي.
> هل تجيدين الطهي؟
أجيد أنواعاً وأصنافاً كثيرة، وخصوصاً الحلويات، وكانت لي تجربة مؤخراً مع إعداد بلح الشام في المنزل وخرج بشكل رائع، وأجيد أيضاً طهي المكرونة بالبشاميل؛ فالمطبخ بالنسبة لي وسيلة للراحة؛ ففي وقت ما سألت نفسي لماذا كان أجدادنا يتمتعون بصحة جيدة فوجدت أن الطعام له تأثير كبير على حياتهم وأسلوب معيشتهم، فهم لم يكونوا يتناولون الأكل السريع كثيراً، وكانوا يعتمدون في وصفاتهم المنزلية على كل المكونات الطبيعية، وحتى الخبز كانوا يطهونه في المنزل، إضافة إلى إعداد المخلل والصلصة؛ لذا كانت صحتهم جيدة، ونادراً ما كنا نسمع عن أمراض غريبة أو خبيثة مثلما يحدث الآن، وأنا أحنّ جداً إلى هذه الأجواء. وبدأت مؤخراً أميل لطهي كثير من الطعام في منزلي، وأجتهد كي يخرج بشكل صحي ولذيذ. فلماذا أشتري بلح الشام وأنا لا أعلم مدى جودة الزيت المستخدم في قليه؟ ولماذا أشتري الصلصة محفوظة ومعبأة وأنا لا أعلم مدى جودتها رغم أنه يمكنني شراء الطماطم وحفظها في الفريزر، ثم أستخدمها بعد ذلك، فمعدة الإنسان ليست حجراً، ولا بد أن نراعيها ونعطيها أكلاً صحياً ونبتعد تماماً عن أكل الشارع.
> هل تميلين للحلويات؟
أحب الحلويات للغاية، خصوصاً الشرقي منها كالبسبوسة والكنافة وبلح الشام، لكن تناولها بالنسبة لي ليس أمراً أساسياً، وعندما أشتاق إليها أتناول قطعاً صغيرة؛ حرصاً على عدم اكتساب أي وزن زائد.
> إلى أي نوع مشروبات تميلين؟
في الصباح أحب تناول القهوة، وأحرص خلال اليوم على شرب كوب من العصير الطازج بعيداً عن أي سكريات أو مواد محفوظة.
> هل هناك بلد ما سافرت إليه ولم تحبي طعامه؟
ليس لدي ذكريات سيئة مع أكل بلد معين؛ لأن أي مدينة أو مكان قمت بزيارته لا يضع ضيوفه في معزل عن باقي المطاعم الأخرى، فمثلاً لو سافرت إلى أي دولة فهناك مطاعم من جنسيات أخرى كثيرة، إضافة إلى مطاعم البلد نفسها.
> على النقيض، هل هناك بلدان سافرت إليها وأحببت طعامهم؟
بالطبع نعم، وأذكر منها المغرب التي عشقت كل وصفاتهم بالمعنى الحرفي، خصوصاً الطواجن، والكسكس، واللحم المدفون، وبعض وصفات باستخدام القراصيا، التي وجدتها مختلفة رغم أنني في بادئ الأمر لم أتقبل هذا الأمر، لكن خليط الطعام والمكونات معاً جعلت الطعام مختلفاً، فضلاً عن أن لديهم طرقاً معينة في تسوية اللحم والدجاج تكسبهم نكهة مغايرة عن المألوف.


مقالات ذات صلة

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
مذاقات صندوق من الكعك والكعك المحلى من إنتاج شركة «غريغز سويت تريتس» في نيوكاسل أبون تاين - بريطانيا (رويترز)

حلويات خطيرة لا يطلبها طهاة المعجنات أبداً في المطاعم

في بعض المطاعم والمقاهي، توجد بعض الخيارات الاحتياطية التي تجعل طهاة المعجنات حذرين من إنفاق أموالهم عليها؛ لأنها على الأرجح خيار مخيب للآمال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)

من الخطابات الرئاسية إلى قراءة الوثائقيات... «محيطاتنا» بصوت باراك أوباما

وثائقي جديد عن المحيطات من إنتاج باراك أوباما وبصوته (نتفليكس)
وثائقي جديد عن المحيطات من إنتاج باراك أوباما وبصوته (نتفليكس)
TT

من الخطابات الرئاسية إلى قراءة الوثائقيات... «محيطاتنا» بصوت باراك أوباما

وثائقي جديد عن المحيطات من إنتاج باراك أوباما وبصوته (نتفليكس)
وثائقي جديد عن المحيطات من إنتاج باراك أوباما وبصوته (نتفليكس)

ليست الوثائقيات المخصصة لاستكشاف أعماق البحار مادّةً تلفزيونية جديدة، فأول هذه الأعمال يعود إلى عام 1954. ومع مرور السنوات، توالت تلك الأفلام الوثائقية إلى أن باتت تُعَدّ بالآلاف وتملأ شاشات التلفزيون ومنصات البث. صحيح أنّها مادّة عابرة للأزمنة ولا يُملّ منها، غير أنه صار من الصعب إنتاج وثائقي آخر عن عالم ما تحت الماء، وتقديم محتوى جديد ومختلف عمّا سبق.

لعلّ التميّز والاختلاف هما أكثر ما سعى إليه فريق عمل «Our Oceans (محيطاتنا)»، السلسلة الوثائقية الجديدة التي تُعرض على «نتفليكس». وقد اجتمعت عناصر كثيرة لتحقّق هذا الهدف؛ بدءاً باللقطات الحصريّة للمخلوقات البحريّة التي جرى تصويرها بتكنولوجيا تُستَخدم للمرة الأولى ومن مسافاتٍ قريبة جداً، وليس انتهاءً بصوت الراوي... باراك أوباما شخصياً.

وما بين هاتين الميزتَين، عناصر أخرى كثيرة تجعل من مشاهَدة «Our Oceans» تجربة استثنائية، لا تختلف كثيراً عن متابعة مسلسل مشوّق وزاخرٍ بالمؤثّرات البصريّة.

تُخصَصُ كلٌ من الحلقات الـ5 لأحد محيطات هذا العالم، بدءاً بالمحيط الهادئ، وصولاً إلى الجنوبي، مروراً بالهندي والأطلسي والمتجمّد. يقول الراوي إنّ تيّاراً يسافر بين تلك المحيطات ويجعل منها عالماً واحداً. لكن بين الحلقة والحلقة، تختلف السرديّات وتتنوّع المَشاهد، لتبقى نبرة الراوي ثابتةً ومُريحة للسمع.

ليس من المنصف مقارنة موهبة أوباما الصوتيّة بأيقونة وثائقيات الطبيعة، المذيع والعالِم البريطاني ديفيد أتينبورو. فالأخير رائدٌ في مجاله وأحد مؤسسي هذا النوع من الأعمال التوثيقية، بينما أوباما حديث العهد في هذا المجال. قد يغرق الرئيس الأميركي الأسبق في السرد الرتيب أحياناً، إلا أنه يحاول جاهداً أن يجعل من صوته مرآةً للصورة المذهلة، لاجئاً إلى التلوين في النبرة، وإلى خفّة الظلّ المثيرة للابتسام، وإلى التفاعل الصوتيّ البارز مع المَشاهد المُدهشة. فأوباما، إلى جانب كونه موهبة تلفزيونية صاعدة، مدافعٌ شرس عن البيئة البَحريّة، هو الذي ترعرع في جزيرة هاواي الأميركية.

صُوّر الوثائقي بتكنولوجيا متطوّرة أتاحت الاقتراب من الكائنات البحريّة بشكل غير مسبوق (نتفليكس)

يتلاقى صوت أوباما مع نصٍّ كُتبَ بحنكةٍ وإحساسٍ عاليَين، مع لمسةٍ لافتة من الفكاهة. تتميّز السلسلة الوثائقية بسرديّتها التي لا تُشبه النصوص المرافقة عادةً لهذا النوع من المحتوى، وهي ترتكز إلى تقنية الكتابة على الصورة، أي استلهاماً ممّا تقدّمه المحيطات وكائناتها من مَشاهد مذهلة. في «Our Oceans»، تتحوّل الكائنات البَحريّة إلى شخصيات، لكلٍّ منها قصة بما فيها من كفاح وتحديات ومشاعر وعلاقات صداقة وعداوة. وأمام هكذا نص على قدرٍ عالٍ من الإنسانية، لا بدّ للمُتفرّج من أن يتماهى مع المواقف التي تواجه المخلوقات المائية والطيور البَحريّة.

في المحيط الهنديّ، يتعرّف المُشاهد إلى أنثى الحوت التي تسعى جاهدةً لأكل ما تستطيع، من أجل إرضاع صغيرها المولود حديثاً الذي يستهلك الكثير من الحليب. أمّا في المحيط الأطلسي، فيجهّز ذكور سمكة الفرّيدي الأرض لاستقبال إناثها من أجل أن تضع بيضها. تتنافس الأسماك فيما بينها لترتيب المكان وتنظيفه من كل ما قد يزعج الإناث، كالأعشاب والأصداف وحتى نجمات البحر.

يُدرك فريق «Our Oceans» أنّ المعلومات العلميّة وحدَها لا تُقنع الجمهور ولا تكفي لتُعلّقه في شرك العمل. لذلك فقد ارتأى أن يستند إلى المشاعر، من خلال ملاحقة الأسماك وسائر الحيوانات، وتصويرها ضمن مواقف يسهل التماهي البشري معها؛ كما أنثى الدب تلك في حلقة المحيط المتجمّد الشمالي، والتي تبحث بشراسة عن طريدةٍ ما من أجل إطعام صغيرها المتضوّر جوعاً.

ومن بين المَشاهد التي تذهل العين والفكر على حدٍّ سواء، ذاك الأخطبوط الصغير في المحيط الهندي، الذي يصرّ على العثور على طبقتين متجانستَين من إحدى الأصداف، كي يختبئ بينهما من عيون الأسماك المفترسة وأفواهها.

لا يعتمد الوثائقي بث المعلومات العلمية بقدر ما يرتكز إلى نص وتصوير زاخرَين بالمشاعر (نتفليكس)

ما يميّز السلسلة الوثائقية كذلك، مواكبتُها لسلوكيّات المجتمعات البَحريّة. تساعد في التقاط تلك المشاهد عن قُرب، تكنولوجيا متطوّرة جداً تُستخدم للمرة الأولى على هذا العمق. ولم تنتج عن ذلك التصوير الفريد متعة بصريّة فحسب، بل انهماكُ علماء البحار في تحضير 20 دراسة جديدة حول سلوكيّات الكائنات البحريّة، بناءً على ما شاهدوه ضمن السلسلة. مع العلم بأنّ 700 عالِم وباحث شاركوا في تحضير «Our Oceans».

من المواضيع المهمّة التي يلقي الوثائقي الضوء عليها، التلوّث البحري والآثار السلبية للتغيّر المناخي على المحيطات. يأتي ذلك انطلاقاً من الاهتمام الذي يوليه المنتجان المنفّذان، باراك وميشيل أوباما، للتوعية البيئية. وإذا كانت الحلقة الأولى مكرّسة لتصوير السِّحر البحري، فإنّ الحلقة الثانية والخاصة بالمحيط الهندي تُظهر كيف يمكن أن تتحوّل جنّة ما تحت الماء إلى حاوية نفايات ضخمة. وفي هذه الحاوية، كائناتٌ صغيرة وكبيرة تآلفت مع المواد البلاستيكية وسائر أشكال القمامة وباتت تقتات منها.

لا يغفل الوثائقي موضوع التلوّث البحري المتسببة به أيادي البشر (نتفليكس)

ليس الهدف من الوثائقي تجارياً بقَدر ما هو توعويّ إلى خطورة اليد البشريّة على جمال المحيطات. يجتاز فريق العمل 75 ألف ميل انطلاقاً من حب كبير للبحار والمياه التي تغطّي 71 في المائة من مساحة كوكب الأرض. على رأس الفريق، الثنائي الرئاسي الأميركي الأسبَق المنشغل منذ عام 2018 بمشروعٍ ترفيهيّ كبير، هو عبارة عن شركة إنتاج تُدعى Higher Ground.

اجتاز فريق العمل 75 ألف ميل واستعان بـ700 باحث وعالِم بحار (نتفليكس)

أنتجت شركة آل أوباما حتى اللحظة، أكثر من 20 مشروعاً تتنوّع ما بين أفلام روائية، ووثائقيات، ومسلسلات، وبرامج للأطفال، وبودكاست. وتُعتبر معظم تلك الإنتاجات هادفة، بما أنها تتضمّن رسائل توعويّة إنسانياً، وبيئياً، ومجتمعياً.

أمّا الموهبة الصاعدة التي يلوّن صوتُها بعض تلك الأعمال، أي باراك أوباما، فيبدو صاحبَ مستقبلٍ واعد في المجال. تُوّج مجهوده الصوتيّ بجائزة «إيمي» عام 2022 عن فئة أفضل راوٍ. وكان قد حاز سابقاً جائزتَي «غرامي» في الإطار ذاته.