الميزانية والضم يعمقان الخلاف بين نتنياهو وغانتس

حزب «أزرق ـ أبيض» يستبعد إسقاط الحكومة الإسرائيلية

مشروع الضم يزيد حدة المواجة بين الفلسطينيين والإسرائيليين (إ.ب.أ)
مشروع الضم يزيد حدة المواجة بين الفلسطينيين والإسرائيليين (إ.ب.أ)
TT

الميزانية والضم يعمقان الخلاف بين نتنياهو وغانتس

مشروع الضم يزيد حدة المواجة بين الفلسطينيين والإسرائيليين (إ.ب.أ)
مشروع الضم يزيد حدة المواجة بين الفلسطينيين والإسرائيليين (إ.ب.أ)

استبعد وزير إسرائيلي إسقاط الحكومة، على الرغم من فشل جهود جديدة في حلحلة الأزمة بين الحزبين الرئيسيين في الحكومة «ليكود» و«أزرق أبيض»، المتعلقة بقضيتي الضم والميزانية. وقال وزير العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلي، يزهار شاي، إنه يستبعد إسقاط الحكومة الحالية بسبب هذه الخلافات. وأضاف شاي، في حديث إذاعي، «أنه من الضروري أن تواصل الحكومة الحالية أداء مهامها وعملها».
ورأى الوزير الذي ينتمي لحزب «أزرق أبيض»، أن إقرار الميزانية لعامين، كما يطالب حزبه، أمر ممكن، مع توفير المجال أمام إدخال تعديلات وتغييرات كبيرة عليها. وحول خطة الضم، قال شاي، إن خطة الإطار جيدة للطرفين، ويجب عدم المساس بها من خلال القيام بخطوات أحادية الجانب، مشيراً إلى أن حزبه يدعم حل الدولتين لشعبين.
وأضاف: «تولي بيني غانتس منصب رئيس الوزراء خطوة ستكون جيدة للجميع»، عندما يحين موعد ذلك.
وجاءت تصريحات شاي في وقت بقيت فيه الأزمة بين «الليكود» و«أرزق - أبيض» على حالها ما أشعل مخاوف حول إمكانية إسقاط الحكومة. واجتمع رئيسا الحزبين بنيامين نتنياهو وبيني غانتس، مساء الجمعة، لمناقشة المسألتين الخلافيتين بينهما، لكن بدون التوصل إلى أي اتفاق أو إحراز تقدم. ويريد نتنياهو أن تُعتمد ميزانية في إسرائيل للعام المقبل فقط، إلا أن غانتس يصر على اعتماد ميزانية للعامين المقبلين.
وتقول وسائل إعلام إسرائيلية، إن اعتماد ميزانية لعام واحد أو عامين سيكون له آثار سياسية كبيرة، فاعتماد ميزانية لعام واحد فقط يترك فرصة لنتياهو من أجل إفشال الحكومة، وإجراء انتخابات في نهاية عام 2020 الحالي، وبالتالي تفويت الفرصة على غانتس، لكي يتسلم منصب رئيس الوزراء خلفاً له، كما هو منصوص في اتفاق التناوب على رئاسة الحكومة.
وفي موضوع الضم، فإن الطرفين يدعمانه، لكن الخلاف ينحصر في بعض تفاصيله مثل المناطق والمساحات والتوقيت. وفي الوقت الذي يدعم نتنياهو الضم بشكل خاطف وأحادي الجانب، يتحفظ غانتس على ذلك، ويدعو إلى «عدم تنفيذ الضم بصورة تُعرض أمن إسرائيل للخطر».
وهدد نتنياهو سابقاً بأنه سيمضي في خطة الضم بغض النظر عن رأي أو موقف غانتس منها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.