رئيس إقليم كردستان في بغداد لبحث القضايا العالقة

استهل زيارته بلقاء مع الكاظمي

TT

رئيس إقليم كردستان في بغداد لبحث القضايا العالقة

التقى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في مقر إقامته ببغداد أمس، رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني في أحدث جولة من المباحثات بين الحكومة الاتحادية والإقليم لحل المشاكل العالقة بين الطرفين التي تتمحور غالباً حول المسائل المالية وقضايا النفط. واكتفى مكتب رئاسة الوزراء الاتحادية بإصدار بيان مقتضب ذكر فيه لقاء الكاظمي ببارزاني دون ذكر مزيد من التفاصيل (حتى لحظة إعداد التقرير).
وطبقاً للمصادر الكردية، فإن الزيارة تشمل لقاءات لبارزاني مع كبار المسؤولين في رئاستي الجمهورية والبرلمان الاتحاديين، إلى جانب لقاءات مع زعامات حزبية.
وتأتي زيارة رئيس الإقليم في ظل الأزمة المالية الحادة التي يعاني منها الإقليم والعراق بشكل عام وتصاعد الضربات والهجمات العسكرية التركية والإيرانية على الأراضي العراقية في إقليم كردستان.
وتعد قضية الاستحقاقات المالية التي يطالب بها الإقليم في مقابل إعلان الحكومة الاتحادية الامتناع عن إرسال المبالغ المالية إلى الإقليم قبل أن يقوم الأخير بتسليم بغداد حصته المقررة من النفط والبالغة 250 ألف برميل من النفط يومياً، من بين أهم القضايا الخلافية بين الطرفين التي يتوقع أن تحظى بالأولوية القصوى في مناقشات الجانبين.
وقال نائب رئيس البرلمان العراقي عن الحزب «الديمقراطي» الكردستاني بشير حداد، في تصريحات صحافية أمس، إن «وفد حكومة إقليم كردستان، زار بغداد 3 مرات حتى الآن للحوار حول الموازنة ورواتب الموظفين حتى الآن، إلا أنه لم يتم إبرام أي اتفاق، وينوي التوجه إلى بغداد من جديد».
أما رئيس ممثلية حكومة إقليم كردستان في بغداد، فارس عيسى، فذكر أن مفاوضات الوفد الكردي في بغداد «تتمحور حول مواضيع النفط والقضايا المالية».
ورغم الزيارات المتكررة من الجانب الكردي إلى بغداد وعلى مستوى كبار المسؤولين هناك واللجان المشتركة بين الجانبين لحل المشاكل العالقة، إلا أن ذلك لم يفضِ كما يبدو حتى الآن إلى حلول ناجعة تكون محل اتفاق الطرفين.
وسبق لرئيس الإقليم أن زار بغداد في مثل هذه الأوقات من العام الماضي، وبعد نحو أسبوع واحد من تأديته اليمين القانونية رئيساً للإقليم في يونيو (حزيران) 2019، ثم عاد بزيارة مماثلة في أكتوبر (تشرين الثاني) من العام نفسه. لكنها لم تسفر عن إعلان اتفاق نهائي مع بغداد بشأن المشاكل الخلافية.
كانت الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم أعلنتا العام الماضي تشكيل لجنة مشتركة بين الجانبين لبحث القضايا العالقة، مثل قضية النفط والموازنة والمالية ومرتبات قوات «البيشمركة» والمناطق المتنازع عليها بين الطرفين وتطبيق المادة 140 من الدستور المتعلقة بتطبيع الأوضاع في محافظة كركوك.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».