معتصمون يطالبون الحكومة التونسية بتشغيلهم

TT

معتصمون يطالبون الحكومة التونسية بتشغيلهم

طالب معتصمون عاطلون في منطقة الكامور، القريبة من مناطق إنتاج النفط في جنوب تونس، بتنفيذ اتفاق معلق مع الحكومة يعود إلى 2017، يقضي بالتنمية وتوفير فرص شغل للمئات.
ويعتصم المحتجون في خيام منذ أكثر من أسبوعين في الكامور، ومناطق أخرى بولاية تطاوين في الجنوب، وهددوا أمس بعرقلة الشاحنات التابعة للشركات البترولية، إذا لم تستجب الحكومة المركزية لطلباتهم.
وكانت الحكومة قد وقعت مع المحتجين في الجهة اتفاقاً في 2017، عبر وساطة قادها «اتحاد الشغل»، في أعقاب احتجاجات عنيفة تسببت في مقتل شخص وجرح عشرات، وتعطل إنتاج النفط لأكثر من شهرين. ويقضي الاتفاق بتوظيف 1500 عاطل في شركات بترولية، و3000 عاطل في شركات حكومية بين 2017 و2019، مع تخصيص 80 مليون دينار (حوالي 28 مليون دولار) لتمويل مشروعات للتنمية في الولاية.
ويحتج العاطلون لاستكمال ما تبقى من بنود الاتفاق، ومن بينها انتداب 1500 في شركات بترولية، و500 آخرين في شركات حكومية، وتقديم المبالغ المخصصة للتنمية. وقال متحدث باسم «تنسيقية الكامور»، الممثلة للمحتجين، إن الحكومة لم تتفاعل مع مطالبهم، ولم تنفذ من بنود الاتفاق سوى انتداب 2500 عاطل عن العمل في شركات البيئة والغراسة والبستنة.
وتعد ولاية تطاوين من أكثر المناطق التي تتفشى فيها البطالة بنسبة تتجاوز 30 في المائة، أي قرابة ضعف المعدل الوطني.
على صعيد آخر، يستعد رضا شهاب المكي، أحد أعمدة حملة الرئيس قيس سعيد خلال الانتخابات الرئاسية الماضية، لتأسيس حزب سياسي جديد، قد يجسد الأفكار التي بنى عليها سعيد حملته الانتخابية. ورجَّحت مصادر مقربة من المكي أن يحمل الحزب اسم «حزب إرادة الشعب»، أو «حركة إرادة الشعب»، وهما شعاران يقتربان كثيراً من شعار الحملة الانتخابية للرئيس سعيد: «الشعب يريد».
وحسب عدد من المراقبين، فقد أجرى المكي عدة لقاءات ميدانية بولايات (محافظات) الشمال الغربي، والتقى مجموعات شبابية عبَّرت عن عدم رضاها عن أداء الحكومات السابقة، وانتقدتها لفشلها في الاستجابة لانتظاراتهم الكثيرة.
في غضون ذلك، لا تزال مؤسسة البرلمان تتعرض لانتقادات كثيرة، بعد حادثة رفع صورة الرئيس المصري السابق محمد مرسي من قبل النائب سيف الدين مخلوف، رئيس «تحالف ائتلاف الكرامة» المقرب من حركة «النهضة». واعتبر برهان بسيس، أحد الوجوه السياسية السابقة، أن هذا التصرف «ليس سوى مزايدات سياسية لا طائل منها، وهي تقع في خانة الاستفزاز والاستفزاز المضاد، ويجب على نواب البرلمان الابتعاد عن هذه المزايدات والاهتمام بالمشكلات الحقيقية للتونسيين، والتركيز على سن قوانين تفيد عموم الشعب»، على حد تعبيره.
وشهدت جلسة البرلمان يوم الأربعاء الماضي مشادات كلامية حادة بين ممثلين عن «ائتلاف الكرامة» و«الحزب الدستوري الحر» وحركة «النهضة»، بعد رفع مخلوف صورة الرئيس المصري السابق محمد مرسي. وفي المقابل وضعت عبير موسى، رئيسة «الحزب الدستوري الحر»، على مكتبها في البرلمان، صورة الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة، وهو شخصية سياسية خلافية مع التيار الإسلامي الذي يتهمه بالتضييق على الإسلاميين خلال فترة حكمه التي امتدت من 1956 إلى 1987.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.