من وارتون إلى إنس... 9 مدربين سود في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز

قد تكون قائمة المديرين الفنيين من أصحاب البشرة السمراء والأقليات العرقية في كرة القدم الإنجليزية قصيرة، لكن تاريخهم يمتد إلى ما هو أبعد حتى من القرن الماضي. فقد انضم حارس المرمى آرثر وارتون، إلى نادي ستاليبريدج روفرز، الذي كان يلعب في دوري لانكشاير، في عام 1895، واتخذ خطواته الأولى في عالم التدريب بينما كان لا يزال يلعب، بعدما أصبح أول لاعب محترف أسود قبل عقد من الزمان.
يقول فيل فاسيلي، مؤلف كتاب «تلوين فوق الخط الأبيض: تاريخ لاعبي كرة القدم السود في بريطانيا»، «كان الفريق يُعرف آنذاك باسم (لواء وارتون)، بسبب تأثيره الكبير على الفريق. لقد ساعدهم حتى على التعاقد مع هربرت تشابمان، قبل أن تتدهور علاقته بملاك النادي، وينتقل إلى أشتون نورث إند».
وواصل تشابمان مسيرته الرائعة بعد ذلك، ليفوز بلقب الدوري الإنجليزي أربع مرات مع هيدرسفيلد وآرسنال، ويصبح أحد المديرين الفنيين الأكثر نفوذاً في التاريخ. لكن لم يتم تعيين شخص من أصحاب البشرة السمراء أو الأقليات العرقية على رأس القيادة الفنية لنادٍ في الدوري الإنجليزي الممتاز إلا في يونيو (حزيران) 1959. ولد فرانك سو، وهو نجل أب صيني وأم إنجليزية، في بوكستون ونشأ في ليفربول، ولعب ما يقرب من 200 مباراة مع ستوك سيتي، كما لعب في صفوف المنتخب الإنجليزي، خلال الحرب العالمية الثانية.
بدأ سو مسيرته التدريبية في فنلندا، كما تولى قيادة سانت ألبانز سيتي، وبادوفا، والمنتخب الوطني النرويجي، قبل أن يتم تعيينه كمدير فني لنادي سكونثورب يونايتد. وحصل سو على إشادة كبيرة من المدير الفني السابق للمنتخب الإنجليزي، ألف رامزي، بعد أن قاد النادي لاحتلال المركز الخامس عشر في دوري الدرجة الثانية في إنجلترا، لكنه استقال في نهاية الموسم وعاد للعمل في الدول الاسكندنافية.
وبعد ذلك بشهرين، أصبح توني كولينز، الذي لم ير أبداً والده الأفريقي ونشأ في كنف والدته البيضاء في لندن، أول مدير فني أسود في تاريخ دوريات المحترفين في إنجلترا عندما خلف جاك مارشال في قيادة نادي روتشديل، الذي كان يلعب في دوري الدرجة الرابعة. وقال بيان رئيس النادي، فريدي راتكليف، في ذلك الوقت: «نحن ندرك أن البعض سيشعر بالدهشة بسبب لون بشرته، لكننا لم نهتم بذلك، ونأمل ألا يؤثر ذلك على مسيرته في عالم التدريب».
وفي غضون عامين، قاد كولينز روتشديل إلى المباراة النهائية لكأس رابطة الأندية المحترفة عام 1962، لكنه خسر في مباراتي الذهاب والعودة أمام نوريتش سيتي. ولا يزال كولينز هو المدير الفني البريطاني الأسود الوحيد الذي وصل إلى المباراة النهائية لبطولة كبرى، واستمر في قيادة النادي لمدة سبع سنوات، قبل أن يتحول للعمل ككشاف للاعبين لصالح ناديي ليدز يونايتد، عندما كان يقوده المدير الفني الشهير دون ريفي. وبينما انتظرت كرة القدم الإنجليزية ثلاثة عقود أخرى حتى يأتي مدير فني أسود آخر، كان هناك مدير فني من أصول آسيوية حقق نجاحات كبيرة خلال تلك الفترة.
لعب سامي تشونغ كهاجم لأندية ريدينغ ونوريتش سيتي وواتفورد، قبل أن يعمل كمساعد للمدير الفني بيل ماكغاري - أحد خلفاء رامزي في نادي إيبسويتش تاون. وبعد أن قاد إيبسويتش تاون للصعود في 1968، قضى أيضاً بعض الوقت في الدول الاسكندنافية قبل أن يعود للعمل مع نادي وولفرهامبتون واندررز تحت قيادة ماكغاري، ويساعده على التتويج بلقب كأس رابطة المحترفين عام 1974. وتم تعيين تشونغ مديراً فنياً للفريق في عام 1976، عندما أقيل ماكغاري من منصبه بعد هبوط وولفرهامبتون واندررز. وتمكن تشونغ من قيادة النادي للعودة للدوري الإنجليزي الممتاز بعد تصدره لجدول ترتيب دوري الدرجة الأولى في أول موسم له مع الفريق، لكنه أقيل من منصبه في وقت لاحق بعد النتائج السيئة للفريق في بداية موسم 1978 - 1979.
وعندما تولى إدوين شتاين منصب المدير الفني لنادي بارنيت خلفاً لباري فراي في أبريل (نيسان) 1993، كان قد مر 15 عاماً تقريباً على آخر مرة يتولى فيها مدير فني أسود أو من أقليات عرقية تدريب أحد الأندية في كرة القدم الإنجليزية. وقاد شتاين، وهو لاعب سابق مولود في جنوب أفريقيا ونجل أحد النشطاء المناهضين للفصل العنصري، نادي بارنيت للصعود لدوري الدرجة الثالثة، للمرة الأولى في تاريخه. وبعد ذلك، رحل شتاين للعمل مع نادي ساوثيند في الموسم التالي، واعترف بأنه شعر «بعدم الراحة» عندما حضر اجتماع المديرين الفنيين في نهاية الموسم، لأنه كان المدير الفني الوحيد من أصحاب البشرة السمراء.
وواصل كيث ألكسندر مسيرته التدريبة مع أندية لينكولن، وبيتربورو، وماكليسفيلد، قبل وفاته في عام 2010. وقبل ذلك بعامين، كان بول إنس قد تولى قيادة نادي بلاكبيرن، وأصبح أول رجل أسود مولود في بريطانيا يتولى تدريب ناد في الدوري الإنجليزي الممتاز، ليصبح بذلك واحداً من تسعة مديرين فنيين من أصحاب البشرة السمراء في تاريخ المسابقة.