أنقرة تسعى لإنشاء مزيد من القواعد في العراق رغم مطالبة بغداد بانسحابها

«الخارجية» العراقية استدعت السفير التركي للمرة الثانية... وسلمت السفير الإيراني مذكرة احتجاج

وزير الخارجية العراقي خلال لقائه السفير التركي (تويتر)
وزير الخارجية العراقي خلال لقائه السفير التركي (تويتر)
TT

أنقرة تسعى لإنشاء مزيد من القواعد في العراق رغم مطالبة بغداد بانسحابها

وزير الخارجية العراقي خلال لقائه السفير التركي (تويتر)
وزير الخارجية العراقي خلال لقائه السفير التركي (تويتر)

كشف مسؤول تركي، أمس (الخميس)، عن أن تحركات بلاده العسكرية الأخيرة في شمال العراق تستهدف إقامة مزيد من القواعد «المؤقتة» لتركيا في شمال العراق من أجل ضمان أمن حدودها من هجمات «حزب العمال الكردستاني»، فيما أعلنت وزارة الدفاع التركية تدمير 500 هدف للحزب في إطار العملية البرية «المخلب - النمر» التي انطلقت أول من أمس، في حين قتل 4 عمال أتراك في هجوم نفذه «العمال الكردستاني» في شيرناق جنوب شرقي البلاد.
في غضون ذلك؛ استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير التركي في بغداد فاتح يلديز للمرة الثانية خلال 72 ساعة وأبلغته احتجاجاً شديد اللهجة على الضربات التي تشنها القوات التركية في شمال العراق، مطالبة بانسحاب القوات التركية.
ونقلت «رويترز»، أمس، عن مسؤول تركي، لم تسمّه، أن بلاده تعتزم إقامة مزيد من القواعد العسكرية المؤقتة في شمال العراق بعد أن كثفت ضرباتها ضد المقاتلين الأكراد هناك، مشيراً إلى أن هذه الجهود ستضمن أمن الحدود.
وكانت مصادر تركية كشفت، أول من أمس، عن إقامة قاعدة عسكرية مؤقتة في كردستان العراق تدير من خلالها العمليات الجارية هناك.
ونفذت تركيا عمليتين منفصلتين في شمال العراق ضد «حزب العمال الكردستاني» يومي الأحد والثلاثاء؛ الأولى عملية جوية تحت اسم «المخلب - النسر»، والثانية عملية برية لا تزال مستمرة تحت اسم «المخلب - النمر» رداً على ما قالت إنه ازدياد هجمات المقاتلين الأكراد على قواعد الجيش التركي على الحدود بين البلدين.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس، أن القوات التركية دمرت أكثر من 500 هدف لـ«حزب العمال الكردستاني» في الساعات الأولى من انطلاق عملية «المخلب - النمر» التي انطلقت داخل شمال العراق أول من أمس. وقالت الوزارة، في بيان أمس، إنه تم تدمير أكثر من 500 هدف خلال أول 36 ساعة من العملية العسكرية التي انطلقت بمنطقة حفتانين شمال العراق، بعد أيام قليلة على انطلاق عملية «المخلب - النسر»، باستخدام مقاتلات «إف16» وطائرات مسيرة والمدفعية وراجمات الصواريخ.
وأضافت أنه تم إنزال قوات من الكوماندوز التركية إلى المنطقة بالمروحيات، حيث قامت بتفكيك الألغام والمتفجرات، ودمرت الذخائر والمعدات التي تضبطها، ومقرات المسلحين من «حزب العمال الكردستاني»، في مناطق وعرة وأخرى يصل ارتفاعها إلى نحو 1900 متر، وسط غطاء جوي توفره الطائرات المسيرة التركية.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الذي تابع مع قيادات الجيش التركي العملية العسكرية من مركز العمليات في قيادة القوات البرية، إن عملية «المخلب - النمر» تسير بشكل جيد، معرباً عن أمله في أن يتم استكمالها بنجاح مع ضمان أمن العناصر المشاركة فيها.
وطلبت بغداد من أنقرة سحب قواتها من الأراضي العراقية و«الكف عن الأفعال الاستفزازية».
وقالت وزارة الخارجية العراقية إنه تم استدعاء السفير التركي في بغداد فاتح يلديز مجدداً إلى مقر الخارجية وتسليمه «مذكرة احتجاج شديدة اللهجة»، مضيفة أن «العراق يستنكر بأشد عبارات الاستنكار والشجب معاودة القوات التركيّة (أول من) أمس الأربعاء انتهاك حُرمة البلاد وسيادتها بقصف ومُهاجَمة أهداف داخل حُدُودنا الدوليّة». وأضافت: «نُؤكّد رفضنا القاطع لهذه الانتهاكات التي تُخالِف المواثيق والقوانين الدوليّة، ونُشدّد على ضرورة التزام الجانب التركي بإيقاف القصف، وسحب قواته المُعتدِية من الأراضي العراقية التي توغلت فيها (أمس) ومن أماكن وجودها في معسكر بعشيقة... وغيرها». وشددت على أن «الحكومة العراقيّة تؤكد أن تركيا كانت السبب في زيادة اختلال الأمن بالمنطقة الحُدُوديّة المُشترَكة فيما بيننا؛ إذ تسببت مبادرة السلام التي اعتمدتها مع (حزب العمال الكردستاني) بتوطين كثير من عناصر هذا الحزب التركي داخل الأراضي العراقية من دون موافقة أو التشاور مع العراق؛ مما دعانا إلى الاحتجاج حينها لدى مجلس الأمن».
ودعت وزارة الخارجيّة العراقية إلى «الكف عن مثل هذه الأفعال الاستفزازية، والخروقات المرفوضة»، مطالبة الحكومة التركية بأن «تستمع إلى صوت الحكمة، وتضع حداً لهذه الاعتداءات». وأشارت إلى «احتفاظ العراق بحُقُوقه المشروعة في اتخاذ الإجراءات كافة التي من شأنها حماية سيادته وسلامة شعبه بما فيها الطلب إلى مجلس الأمن والمنظمات الإقليميّة والدولية النُهُوض بمسؤوليتها». ولفتت إلى أن «الوزارة استدعت السفير التركي لدى العراق قبل يومين وسلمته مُذكّرة احتجاج على خُرُوقات سابقة ارتكبها الطيران التركي، وبمُقتضى السياقات الدبلوماسية الاحترافية يُفترَض على السفير أن يكون قد نقل المُذكّرة إلى حُكُومته، وأبلغها بفحوى الاجتماع». وقالت إن «مَهمّة السفير هي تطوير العلاقات لا العكس، وقد أوضحنا له حُدُود دوره سابقاً وكذلك اليوم».
في سياق متصل، أعلن مكتب والي شيرناق جنوب شرقي تركيا أن 4 عمال لقوا حتفهم عندما فجر مسلحون تابعون لـ«حزب العمال الكردستاني» عبوة ناسفة أصابت شاحنة صغيرة لدى مرورها في الولاية ذات الغالبية الكردية، ليل أول من أمس الأربعاء.
وأضاف مكتب الوالي، في بيان، أن الانفجار وقع في منطقة سلوبي قرب الحدود مع العراق وسوريا بينما كانت الشاحنة تنقل الوقود الذي يستخدمه عمال إنشاء الطرق، ونتج عن قنبلة زرعها وفجرها مسلحو «حزب العمال الكردستاني».
وقالت وزارة الدفاع، في بيان عبر «تويتر»، أمس، إنها «لن تترك ما حدث في شيرناق يمر، وستنتقم من الإرهابيين وستواصل محاسبتهم في مخابئهم».
من جهة أخرى، استدعت وزارة الخارجية العراقية، أمس (الخميس)، السفير الإيراني في بغداد وسلمته مذكرة احتجاج على القصف المدفعي الإيراني الذي تعرضت له قرى حدودية وما تسبب به من خسائر مادية، وأضرار بالممتلكات، علاوة على بث الخوف بين الآمنين من سكان تلك المناطق.
وأكدت وزارة الخارجية، في بيان عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس (الخميس)، حرص العراق على ديمومة وتنمية العلاقات التاريخيّة بين البلدين.
وشددت على «إدانة هذه الأعمال، وأهمّية حرص الجانب الإيراني على احترام سيادة العراق والتوقّف عن القيام بمثل هذه الأعمال، وتحرّي سُبُل التعاون الثنائي المُشترَك في ضبط الأمن، وتثبيت الاستقرار على الحُدُود المُشترَكة».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.