«المستقبل» تحمل على الرئيس اللبناني والحكومة: خطابهما منفصل عن الواقع

اجتماع سابق لكتلة «المستقبل» النيابية (وسائل إعلام لبنانية)
اجتماع سابق لكتلة «المستقبل» النيابية (وسائل إعلام لبنانية)
TT

«المستقبل» تحمل على الرئيس اللبناني والحكومة: خطابهما منفصل عن الواقع

اجتماع سابق لكتلة «المستقبل» النيابية (وسائل إعلام لبنانية)
اجتماع سابق لكتلة «المستقبل» النيابية (وسائل إعلام لبنانية)

شنّت «كتلة المستقبل» النيابية هجوماً على «عهد» الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب، معتبرة أن خطابهما منفصل عن الواقع، ويعتمد لغة خشبية من الزمن البائد، فيما أدانت بشدة الاعتداءات المشبوهة في بيروت وطرابلس محذرة من مغبة التهاون مع الفاعلين.
وجاءت مواقف «المستقبل» بعد اجتماعها الأسبوعي الذي عقدته برئاسة الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري. ودانت الكتلة بشدة «الاعتداءات المشبوهة وأعمال الحرق والتخريب التي استهدفت المؤسسات والمحال والمتاجر والمصارف والأرزاق في بيروت وطرابلس». وأكدت أن عاصمة لبنان كانت وستبقى أقوى من حملات الحقد والكراهية ودعوات الانتقام من إعادة إعمارها لتكون جوهرة الشرق، كما أرادها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكذلك طرابلس، عروس الثورة، التي ستبقى أكبر وأرقى من كل الغرف السوداء التي تحاول شيطنتها من جديد. وحذرت الكتلة من مغبة التهاون مع المعتدين، مطالبة الجهات الأمنية والعسكرية بالحزم معهم ومحاسبتهم.
واعتبرت أن «التعيينات التي أجرتها حكومة (العهد) مؤخراً لم تراع في معظمها مبدأ الكفاءة والأهلية، واعتمدت المحاصصة والاستزلام كمعيار وحيد، وأخلت بالتوازن الوطني لناحية توزيع وظائف الفئة الأولى، وهذا ما يتحمل مسؤوليته رأس (العهد) القوي ورئيس حكومته».
وانتقدت كذلك «المعالجة القاصرة من قبل حكومة العهد للانهيار المريع في سعر صرف الليرة»، مؤكدة أن «العلاج هو باستعادة المواطن ثقته بعملته الوطنية، وكذلك ثقة الخارج، وهذا الأمر لا يمكن أن يستقيم إلا من خلال البدء بوضع الإصلاحات المطلوبة موضع التنفيذ، بخلاف الإشارات السلبية التي يرسلها (العهد) من فضيحة (معمل سلعاتا) إلى تعيينات الاستزلام ورد التشكيلات القضائية».
وفيما وصفت الكتلة خطاب «العهد» ورئيس حكومته بـ«المنفصل عن الواقع، ويعتمد لغة خشبية من الزمن البائد»، اعتبرت أن خطاب رئيس الحكومة الأخير أقل ما يقال عنه إنه «قاصر وطنياً في السياسة والاقتصاد والاجتماع، إذ يبدو واضحاً أنه تعلم سريعاً من (العهد) ورئيس الظل ألا يسمع الملاحظات والانتقادات، وألا يرى هول معاناة اللبنانيين، وأن يتكلم بالباطل كلما قرر الكلام»، في إشارة إلى رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.