السلطة عاجزة عن دفع رواتب موظفيها

إسرائيل تتهمها بتصعيد الموقف

صحفيون فلسطينيون خلال جولة في منطقة غور الأردن في الضفة السبت (إ.ب.)
صحفيون فلسطينيون خلال جولة في منطقة غور الأردن في الضفة السبت (إ.ب.)
TT

السلطة عاجزة عن دفع رواتب موظفيها

صحفيون فلسطينيون خلال جولة في منطقة غور الأردن في الضفة السبت (إ.ب.)
صحفيون فلسطينيون خلال جولة في منطقة غور الأردن في الضفة السبت (إ.ب.)

عجزت السلطة الفلسطينية عن دفع رواتب موظفيها عن الشهر الماضي، بسبب وقف الاتفاقات مع إسرائيل، ما زاد من تردي الوضع المعيشي في الأراضي الفلسطينية التي عانت من الإغلاق لحوالي 3 شهور سابقة بسبب فيروس كورونا.
ورغم مرور 14 يوما على الشهر الجديد، لم يتلق الموظفون رواتبهم أو أي سلف، ولم تعلن وزارة المالية حتى مساء الأمس، عن أي تفاصيل.
وقال مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط»، إن الحكومة الفلسطينية تحاول تأمين جزء من الراتب لهذا الشهر، ولا توجد آفاق واضحة بالنسبة للشهور القادمة خصوصا إذا نفذت إسرائيل خطة الضم. وأضاف: «بسبب رفض تلقي الأموال من إسرائيل مع تراجع الدعم الخارجي، دخلت السلطة في حالة عجز مالي كبير».
وتعتمد السلطة الفلسطينية في إيراداتها على الضرائب والمنح والمساعدات والقروض المحلية والخارجية. ورفضت السلطة تلقي أموالها بسبب وقف التنسيق الأمني. وأوضح وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ أن رفضَ تسلم أموال المقاصة من إسرائيل، تم التزاما بقرار القيادة الفلسطينية قطع العلاقات مع دولة الاحتلال.
ولمح مسؤولون آخرون أن إسرائيل ربطت دفع الأموال بتنازلات سياسية. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه، إن السلطة قد لا تستطيع دفع رواتب هذا الشهر بانتظار تقديرات وزارة المالية. وقالت المالية إنه لا يوجد لديها جديد، لكنها ستنشر أي تفاصيل حول توفر بيانات واضحة. وهيأت السلطة موظفيها لفترة طويلة من الأزمة.
وحذر عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير ومركزية فتح عزام الأحمد، من عودة الأزمة المالية التي واجهتها السلطة الفلسطينية في بداياتها من جديد. وقال إن منظمة التحرير فقدت الكثير من مواردها بعد حرب الخليج، لدرجة أنها لم تستطع دفع رواتبها لمدة عام تقريبا، كما أن السلطة الفلسطينية دخلت في أكثر من أزمة، بينها أنها لم تدفع رواتب موظفيها لأكثر من عام أو دفع رواتب كل 3 أو 4 أشهر.
وذكر الأحمد، أنه عندما فازت حركة حماس في الانتخابات، لم يتقاضَ الموظفون رواتبهم لـ18 شهرا. وجاءت أزمة الموظفين في الوقت الذي يعاني منه الاقتصاد الفلسطيني من خسائر كبيرة بسبب كورونا. وقدرت الحكومة الخسائر الاقتصادية بـ3.8 مليار دولار، وقالت إنه يتوقع أن يرتفع عجز الموازنة إلى 1.4 مليار دولار وفق التوقعات بفعل انخفاض الإيرادات لأكثر من 50 في المائة.
ويعاني الاقتصاد الفلسطيني قبل جائحة كورونا. وأظهرت تقارير سلطة النقد في العامين الماضيين، استمرار التباطؤ في الاقتصاد الفلسطيني، حيث وصلت نسبة النمو إلى 0.7 في المائة بالقياس إلى 3.1 في المائة في العام 2017. وذلك على خلفية استمرار انكماش الاقتصاد في قطاع غزة وتراجع زخم النمو في الضفة الغربية.
وقبل أزمة الموظفين الحالية، حذر البنك الدولي من أن الفقر قد يتضاعف في الضفة الغربية المحتلة هذا العام بسبب التداعيات الاقتصادية، وتعزز أزمة الموظفين هذه التقديرات. لكن إسرائيل لمحت إلى أن السلطة تتعمد تصعيد الأجواء من خلال خلق أزمة اقتصادية. ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن السلطة الفلسطينية لا تنوي صرف رواتب الموظفين ولا تنوي تحويل ميزانيات إلى غزة، من أجل دفع الناس للتصعيد مع إسرائيل. وأضافت، أن السلطة الفلسطينية أبلغت منسق الأنشطة الحكومية الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، كميل أبو ركن، أن على وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أن يصرف رواتب الموظفين في حال تم الضم الشهر المقبل.
وتقدر فاتورة رواتب الموظفين العموميين في السلطة الفلسطينية بحوالي 550 مليون شيكل، تدفع لحوالي 140 ألف موظف غير المتقاعدين.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.