إسرائيل تباشر تنفيذ «مستوطنة ترمب» في الجولان

جندي إسرائيلي في هضبة الجولان المحتل ولافتات تشير إلى مدن العالم (أ.ف.ب)
جندي إسرائيلي في هضبة الجولان المحتل ولافتات تشير إلى مدن العالم (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تباشر تنفيذ «مستوطنة ترمب» في الجولان

جندي إسرائيلي في هضبة الجولان المحتل ولافتات تشير إلى مدن العالم (أ.ف.ب)
جندي إسرائيلي في هضبة الجولان المحتل ولافتات تشير إلى مدن العالم (أ.ف.ب)

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، في الجلسة العادية لحكومته، أمس الأحد، عن بدء التطبيق العملي لبناء مستوطنة «رمات ترمب» في هضبة الجولان السورية المحتلة.
وكان نتنياهو أعلن عن إقامة هذه المستوطنة في جلسة احتفالية لحكومته عقدت في إحدى المستعمرات في الجولان، في يونيو (حزيران) الماضي، تقديراً لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقانون الذي ضم هذه المنطقة للسيادة الإسرائيلية. وفي حينه تم اعتبار قرار ترمب مساندة لنتنياهو في معركته الانتخابية. وقد استغله نتنياهو في عدة مناسبات بشكل صاخب، بما في ذلك الإعلان عن بناء مستوطنة على اسم الرئيس الأميركي، «رمات ترمب» (وتعني بالعبرية «هضبة ترمب»).
وقدر المراقبون، في حينها، بأن هذه لعبة انتخابية، إذ إن نتنياهو سينسى المشروع حال خروجه من المعركة، وكشفوا أن المستوطنة ليست جديدة، بل هي مستوطنة قديمة فاشلة بنيت عدة مرات ولم تستقطب جمهوراً يهودياً ليسكنها. وبالفعل، لم يعد يفكر أحد بهذا المشروع. وبقيت اللافتة التي علقها نتنياهو على مدخل المستوطنة، لافتة يتيمة ومهملة. وتبين أن الحكومة الإسرائيلية عندما قررت إنشاء المستوطنة، لم تضع تخطيطاً لذلك على الأرض ولم تعد ما يلزم من خرائط، لا للبنى التحتية ولا للبيوت، ولم تضع ميزانية ولا خطة تمويل.
وكشف مصدر في تل أبيب، أن الرئيس ترمب بنفسه كان قد سخر من قرار إقامة مستوطنة باسمه في الجولان، والذي لم ينفذ، وكان كلما ذكر أمامه وعود نتنياهو، يرد قائلاً بتهكم واضح: «مثل الوعد ببلدة ترمب في الجولان». وقد بلغت هذه السخرية مسامع نتنياهو مؤخراً فأمر «المجلس القطري للتخطيط والبناء»، ووزارة المالية، بإعداد خطوات عملية لتطبيق القرار.
ولكن، حتى القرار، في الحكومة، أمس، لم يكن تحولاً درامياً في الموضوع، فقد خصصت الوزارة 8 ملايين شيقل (2.2 مليون دولار) في موازنة العام الجاري «لاستكمال الإجراءات اللازمة للدفع بتخطيط تطوير الهضبة التي ستقام عليها المستوطنة، على أن يذهب 3 ملايين إلى وزارة الإسكان، و5 ملايين لوزارة الاستيطان». وكانت وزارة المالية الإسرائيليّة قد أكدت أن تسويق المستوطنة للجمهور سيكلف 28.5 مليون شيقل، وإقرار 8 ملايين منها فقط يدل على أن القرار، أمس، جاء يعطي دفعة لتقدم المشروع لكن رؤية المستوطنة على الأرض، ما زالت تبدو بعيدة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».