وزير الخارجية الكويتي في بغداد لتعزيز التعاون

الكاظمي يدعو إلى معالجة ملف الحدود «وفق مبدأ حسن النية»

وزير خارجية العراق فؤاد حسين مستقبلا نظيره الكويتي الشيخ أحمد الناصر الصباح في بغداد أمس (أ.ب)
وزير خارجية العراق فؤاد حسين مستقبلا نظيره الكويتي الشيخ أحمد الناصر الصباح في بغداد أمس (أ.ب)
TT

وزير الخارجية الكويتي في بغداد لتعزيز التعاون

وزير خارجية العراق فؤاد حسين مستقبلا نظيره الكويتي الشيخ أحمد الناصر الصباح في بغداد أمس (أ.ب)
وزير خارجية العراق فؤاد حسين مستقبلا نظيره الكويتي الشيخ أحمد الناصر الصباح في بغداد أمس (أ.ب)

وصل وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الأحمد الصباح إلى بغداد، أمس، في زيارة هي الأولى من نوعها من مسؤول كويتي رفيع في عهد حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي التي تسلمت مهام عملها مطلع مايو (أيار) الماضي. وسلم المسؤول الكويتي الرفيع رسالة خطية من أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح إلى الكاظمي خلال لقائه به.
وطبقاً لبيان صادر عن رئاسة الوزراء، فإن اللقاء بين رئيس الوزراء والمسؤول الكويتي تضمن «مناقشة تحديات الأمن المائي وملف الإرهاب بوصفه تحدياً مشتركاً بين دول المنطقة، فضلاً عن مناقشة الأزمة الاقتصادية وتدهور أسعار النفط العالمية». وذكر البيان أن الكاظمي «شكر أمير دولة الكويت، مذكّرا بمواقف الكويت المشهودة تجاه العراق، وأكد على أهمية تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين بما يخدم استقرار المنطقة وازدهارها، وتنشيط التعاون التجاري وبما يعمل على تجاوز الآثار الاقتصادية لجائحة (كورونا)». وأشار الكاظمي إلى أن «لدى البلدين فرصة تاريخية لتطوير العلاقات الثنائية بينهما، ومعالجة ملف الحدود بالطريقة التي يتم من خلالها التحرر من مخاوف الماضي، ووفق مبدأ حسن النية»، موضحاً أن «العلاقات بين العراق والكويت لها جذور تاريخية ترتكز على روابط عائلية وقبلية واجتماعية». كما شدد الكاظمي على «أهمية تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين وتذليل العقبات البيروقراطية التي تواجهها، وتفعيل مقررات مؤتمر الكويت ولجان متابعته»، وأكد أن حكومته ستستمر في «التعاون بشأن قضية الأسرى الكويتيين في حرب الخليج عام 1991، وإعادة ما تبقى من الأرشيف الأميري في العراق».
ونقل بيان رئاسة الوزراء العراقية عن وزير الخارجية الكويتي قوله إن «العلاقة ما بين العراق والكويت ضاربة في جذور التاريخ»، وإن «أمير دولة الكويت مهتم بتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في السرّاء والضرّاء، وضرورة تجنيب الأجيال القادمة مشاكل الماضي والحاضر».
وبشأن الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها العراق، قال الصباح إن «معالجتها تتم عبر 3 مستويات، هي التحرك على المستوى الدولي ومع المؤسسات الدولية والحلفاء المشتركين في مجال التعاون التنموي والاستثماري، وأيضاً التحرك على المستوى الإقليمي عبر التعاون مع مجلس التعاون الخليجي، حيث يمكن استثماره من خلال الربط الكهربائي وغيرها من المجالات».
بدوره؛ قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، إن جدول زيارة وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد الصباح، يتضمن لقاء الرئاسات الثلاث (البرلمان، والجمهورية، والوزراء)، إضافة إلى لقائه وزير الخارجية فؤاد حسين. وحول أهم القضايا التي بحثها الوزير الكويتي مع نظيره العراقي، ذكر الصحاف في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الجانبين أكدا «الحرص المتبادل على تطوير التعاون الثنائي، وتكريس التوازن في العلاقات على مستوى المنطقة بما يعزز العلاقات المشترَكة، وتبادل الدعم الدولي، إضافة إلى تفعيل مخرجات مؤتمر الكويت للمانحين»، في إشارة إلى المؤتمر الذي عقد في الكويت منتصف فبراير (شباط) 2018، لدعم العراق وتعهدت خلاله الدول المشاركة بمنح مبلغ 30 مليار دولار لإعادة إعمار العراق.
وأضاف الصحاف أن الجانبين قررا «متابعة أعمال اللجنة العراقيّة - الكويتيّة المشتركة والاستعداد لانعقاد أعمالها في بغداد، بجانب التعاون المشترك في احتواء التداعيات الاقتصادية والصحّية لفيروس (كورونا)، وتبادل الخبرات في هذا الصدد».
من جهته؛ عدّ رئيس «مركز التفكير السياسي» الدكتور إحسان الشمري أن «زيارة بهذا المستوى الرفيع وفي هذا التوقيت تمثل رسالة دعم أكيدة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في ظل التحديات التي تواجهها حكومته، والتحديات المشتركة الاقتصادية والأمنية والصحية التي تواجه البلدين الجارين». وقال الشمري لـ«الشرق الأوسط»: «في تصوري أن هناك رغبة من قبل الجانب الكويتي لدفع الملفات العالقة بين البلدين ووضع خريطة طريق واضحة لحلها، منها ما يرتبط بقضية الحدود المائية والديون والمعبر الحدودي، وأيضاً ملف الاستثمارات في العراق الذي يحظى بأهمية كبيرة لدى الجانب الكويتي، لا ننسى طبعاً ملف الطاقة والربط الكهربائي المتوقع بين العراق والكويت». وأضاف: «كيفما نظرنا إلى الزيارة؛ فسنجد أنها زيارة دعم ستصبّ في صالح العراق بكل تأكيد في ظل التحديات العصيبة التي تواجهه، كذلك هي زيارة مفيدة ونافعة بكل تأكيد للجانب الكويتي».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.