«طالبان» تصعّد العنف رغم تكثيف جهود السلام

أكثر من 400 قتيل وجريح في صفوف القوات الأفغانية خلال أسبوع

استنفار أمني أمام مدخل مسجد تعرض لهجوم انتحاري خلال صلاة الجمعة بوسط العاصمة كابل (رويترز)
استنفار أمني أمام مدخل مسجد تعرض لهجوم انتحاري خلال صلاة الجمعة بوسط العاصمة كابل (رويترز)
TT

«طالبان» تصعّد العنف رغم تكثيف جهود السلام

استنفار أمني أمام مدخل مسجد تعرض لهجوم انتحاري خلال صلاة الجمعة بوسط العاصمة كابل (رويترز)
استنفار أمني أمام مدخل مسجد تعرض لهجوم انتحاري خلال صلاة الجمعة بوسط العاصمة كابل (رويترز)

قتل 5 أشخاص على الأقل وأصيب أكثر من 12 آخرين أمس (الأحد)، في عنف له صلة بحركة «طالبان» الأفغانية، على الرغم من الجهود الدولية لإنهاء الصراع المستمر في البلاد منذ فترة طويلة مع المسلحين المتطرفين. وقال مسؤولون محليون إن المسلحين أوقفوا حافلة ركاب في إقليم قندوز بشمال أفغانستان، ما أسفر عن مقتل اثنين من القوات الحكومية. وفي هجوم وقع الليلة الماضية على نقاط تفتيش أمنية في منطقة قيصر بإقليم فارياب، الواقع في الشمال أيضاً، قتل اثنان من قوات الأمن وأصيب ثلاثة آخرون.
وأعلنت وزارة الداخلية الأفغانية أمس (الأحد)، أن «طالبان» قتلت أو أصابت أكثر من 400 من أفراد القوات الأفغانية خلال الأسبوع الماضي، متهمة الحركة الأصولية بزيادة هجماتها قبل محادثات السلام المتوقعة. وتراجع العنف في معظم أنحاء أفغانستان منذ أعلنت «طالبان» وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام في 24 مايو (أيار) لمناسبة عيد الفطر، لكن المسؤولين اتهموا المتمردين بتصعيد الهجمات خلال الأيام الأخيرة. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية طارق إريان في مؤتمر صحافي: «الأسبوع الماضي نفذت (طالبان) 222 هجوماً على قوات الأمن الأفغانية، ما أسفر عن مقتل وإصابة 422» عنصراً. كما اتهم «طالبان» باستهداف علماء الدين في محاولة لممارسة «ضغط نفسي» على الحكومة الأفغانية. وأضاف إريان أن «طالبان» مسؤولة عن هجمات بالقنابل على مسجدين في كابل أسفرت عن مقتل إمامين وأربعة أشخاص آخرين. وصرّح: «كان هذا هدف (طالبان) باستهداف علماء الدين خصوصاً في الأسبوعين الماضيين»، متهماً المسلحين بأنهم يوفرون «مظلة لشبكات إرهابية أخرى».
والجمعة، قتل 4 أشخاص على الأقل في اعتداء على مسجد في كابل أثناء صلاة الجمعة، هو الثاني في أقل من أسبوعين في العاصمة الأفغانية بعد هجوم شنه تنظيم «داعش» وقتل فيه شخصان أحدهما إمام معروف، في مسجد عند أطراف الحي الدبلوماسي شديد التحصين في كابل. ودانت «طالبان» الهجومين. وبعدما أعلن انخفاض العنف في شكل عام بعد وقف إطلاق النار، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جاويد فيصل الأحد، إن «طالبان»، «لم تخفض هجماتها بل زادتها في أرجاء البلاد». وأورد المجلس السبت، أن المتمردين قتلوا 89 مدنياً وأصابوا 150 في الأسبوعين الماضيين. وتعهد الرئيس أشرف غني باستكمال الإفراج عن سجناء «طالبان»، وهو شرط أساسي لبدء المفاوضات مع المتمردين بهدف إنهاء نحو عقدين من الحرب. وقال مجلس الأمن القومي أمس (الأحد)، إن حركة «طالبان» كثفت العنف، بعد وقف لإطلاق النار استمر 3 أيام، خلال عطلة العيد، التي أعقبتها هدنة جزئية، لكن الحكومة ما زالت تأمل في إحلال السلام. وصرح المتحدث باسم المجلس، جاويد فيصل بأن «(طالبان) نفذت 222 هجوماً إرهابياً في الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل وإصابة 422 من أفراد قوات الدفاع والأمن الأفغانية وإلحاق أضرار بـ51 جسراً و16 طريقاً». ولم تعلق «طالبان» على الفور على التصريحات. وتقول الجماعة إنها ملتزمة باتفاق وقعته مع الولايات المتحدة في فبراير (شباط) الماضي.
وينص الاتفاق بين الولايات المتحدة و«طالبان» على سحب القوات الدولية، المتبقية في البلاد ويهدف إلى تمهيد الطريق لإجراء محادثات سلام بين «طالبان» والحكومة التي تدعمها الولايات المتحدة في كابل.



«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.