استئناف حركة التجارة بين مصر والسودان

يتميز السودان بصادرات اللحوم الحية والمذبوحة كونه يمتلك أراضي هي الأخصب في المنطقة (أ.ف.ب)
يتميز السودان بصادرات اللحوم الحية والمذبوحة كونه يمتلك أراضي هي الأخصب في المنطقة (أ.ف.ب)
TT

استئناف حركة التجارة بين مصر والسودان

يتميز السودان بصادرات اللحوم الحية والمذبوحة كونه يمتلك أراضي هي الأخصب في المنطقة (أ.ف.ب)
يتميز السودان بصادرات اللحوم الحية والمذبوحة كونه يمتلك أراضي هي الأخصب في المنطقة (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة السودانية استئناف حركة التبادل التجاري مع مصر، بعد انقطاع دام لنحو ثلاثة أشهر، نتيجة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة السودانية بإغلاق المعابر الحدودية للحد من انتشار فيروس «كورونا».
وقالت السلطات السودانية في معبر أشكيت الحدودي بين البلدين، بعد اجتماع عقد الخميس الماضي ضم كل الجهات المختصة، إنها أكملت الجوانب المتعلقة بالاشتراطات الصحية لمقابلة الواردات من البضائع والسلع المصرية. وتأثرت الصادرات السودانية إلى مصر، نتيجة إغلاق المعبر الحدودي مارس (آذار) الماضي، وبحسب تقارير رسمية فإن مصر تستورد نحو 30 في المائة من احتياجاتها من اللحوم من السودان، ويتوقع أن ترتفع واردات مصر من اللحوم والماشية الحية بنسبة 36 في المائة، لتصل إلى 340 ألف رأس ماشية في عام 2020. وتستورد مصر 60- 70 في المائة من احتياجاتها من اللحوم.
وقال مدير معبر أشكيت العميد أسامة أنور داؤود، أنه أبلغ الجانب المصري موافقة وزارة البنى التحتية والنقل السودانية، على استئناف حركة البضائع المصرية عبر أشكيت، موضحاً الاشتراطات الفنية في المنطقة المحايدة، وقال إنه أوضح للجانب المصري السماح بمرور 20 شاحنة بضائع يومياً للمعبرين، وذلك اعتباراً من الخميس المقبل.
ويبلغ حجم التبادل التجاري بين السودان ومصر نحو مليار دولار سنوياً، ويقدر حجم الاستثمارات المصرية في السودان بنحو 10.1 مليار دولار. وتتمثل أهم الواردات المصرية من السودان عبر معبر أشكيت الحدودي، في الحيوانات الحية، واللحوم، والحبوب، والقطن. وتعتزم الدولتان العمل على تشييد الطرق، وإقامة السكك الحديدية، لتسهيل حركة التجارة والنقل عبر المعابر الحدودية، في إطار سعيهما لمضاعفة التبادل التجاري بينهما إلى 1.5 مليار دولار.
من جهته أكد مدير إدارة جمارك وادي حلفا، العميد سر الختم أحمد عثمان، جاهزية الإدارة لفتح معبر أشكيت أمام البضائع المصرية، تنفيذاً لقرار السلطات المختصة، ونوه بأن البضائع المسموح بها تتمثل في مدخلات الإنتاج والمواد الغذائية والاستهلاكية، ومنع دخول المنقولات الشخصية والأثاثات.
وقال إن الاشتراطات الفنية الاحترازية تمثلت في تفريغ البضائع في المنطقة المحايدة، أو استبدال سائق سوداني بالسائق المصري، أو استبدال رؤوس شاحنات سودانية بالمصرية، وأن تقوم السلطات الصحية بمعاينة وتطهير المركبات والبضائع في المنطقة المحايدة قبل دخولها معبر أشكيت. وأدى إغلاق معبر أشكيت الحدودي مع مصر إلى خلق أزمة إنسانية للسودانيين القادمين عبر المعبر، بعد منع الحافلات التي تقلهم إلى الخرطوم.
ويتوقع فتح المعبر الحدودي بين البلدين أمام حركة الأشخاص خلال الأيام المقبلة لإجلاء السودانيين العالقين بمصر، بعد أن قررت اللجنة العليا للطوارئ الصحية فتح المطار والمعابر الحدودية لإجلاء السودانيين العالقين في الخارج.
وقدرت إحصائيات أعداد السودانيين العالقين في المعبر على الجانب المصري بـ1400 شخص منذ مارس الماضي؛ حيث اضطر المئات منهم للإقامة في مطاعم صحراوية واقعة بين معبر أرقين ومدينة أسوان، بينهم مرضى من كبار السن غادروا للعلاج في المستشفيات المصرية.



«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
TT

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، إن المنظمة ستُشارك بقوة خلال فعاليات مؤتمر الأطراف «كوب 16» لمواجهة التصحر، الذي ينعقد في السعودية مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه يتوقع خروج المؤتمر -وهو الأول من نوعه الذي يعقد في منطقة الشرق الأوسط- بمخرجات مهمة.

تعليقات الواعر جاءت على هامش لقاء «مائدة مستديرة»، أعده المكتب الإقليمي لـ«فاو» في مقره بالعاصمة المصرية، القاهرة، بحضور ممثلين محدودين لوسائل إعلام مختارة، وذلك لشرح شكل مشاركة المنظمة في المؤتمر المقبل، وتأكيد أهمية ما يُعرف باسم «ثالوث ريو» (Rio trio)، وهي الاتفاقية التي تربط مؤتمرات الأطراف الثلاثة لحماية الأرض التابعة للأمم المتحدة في مجالات تغيُّر المناخ، وحماية التنوع البيئي، ومكافحة التصحر.

وقالت فداء حداد، مسؤول برامج إعادة تأهيل الأراضي والتغيُّر المناخي في منظمة الفاو، إن اتفاقيات الأطراف الثلاثة غاية في الأهمية والتكامل، وإن المؤتمر المقبل في السعودية سيركز على الأراضي والمياه، وإعادة تأهيلهما والإدارة المستدامة لهما.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وأشارت فداء حداد إلى أن نحو 90 بالمائة من منطقة الشرق الأوسط تعاني الجفاف، إلا أنه على الرغم من ذلك، تمكَّنت المجتمعات المحلية والحكومات العربية في كثير منها في اتخاذ إجراءات لمواجهة الجفاف والتصحر.

وكشفت فداء حداد أن «فاو» نجحت للمرة الأولى في وضع موضوع النظم الغذائية على أجندة اجتماعات مؤتمر الأطراف لمواجهة التصحر، الذي يعقد في السعودية، لتتم مناقشة أهمية إعادة تأهيل الأراضي في تحسين السلاسل الغذائية وأنظمتها.

من جانبه، أوضح الواعر أن «فاو» لديها دور كبير في تحقيق الهدف الثاني الأممي من أهداف التنمية المستدامة، وهو القضاء على الجوع، ومن ثم فهي تشارك بقوة وفاعلية في مؤتمرات الأطراف لمواجهة تغيُّر المناخ والتصحر وحماية التنوع، التي تخدم ذات الهدف.

وأكد الواعر أن المنظمة تحاول إبراز دور الغذاء والزراعة وتحول النظم، بحيث تكون أكثر شمولاً وكفاءة واستدامة، من أجل تحقيق إنتاج وتغذية أفضل لحياة أفضل، مشيراً إلى نجاح المنظمة في إدخال هذه الرؤية إلى أجندة الاتفاقيات الثلاث التي تهدف لحماية الأرض، والإسهام مع عدد من الدول المستضيفة في بعض المبادرات.

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

وأضاف المسؤول الأممي أن هناك تواصلاً كبيراً مع السعودية لدعم بعض المبادرات خلال استضافتها «كوب 16»، خصوصاً أن هذه الاستضافة تعد مهمة جدّاً من أجل دول المنطقة، كونها الأكثر معاناة فيما يتعلق بندرة المياه والجفاف والتصحر، إلى جانب مشكلات الغذاء والزراعة وغيرهما... ولذا فإن أمام هذه الدول فرصة لعرض الأزمة وأبعادها والبحث عن حلول لها، وإدراجها على لوائح المناقشات، ليس في الدورة الحالية فقط؛ ولكن بشكل دائم في مؤتمرات «كوب» التالية.

وأكد المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، أن العالم حالياً أكثر انتباهاً واهتماماً بمشكلة التصحر، لكونها بدأت في غزو مناطق لم يسبق لها أن شهدتها في تاريخها أو تصورت أن تشهدها، على غرار جنوب أوروبا أو مناطق في أميركا اللاتينية مثلاً، وهذه الدول والمناطق بدأت تلاحظ زحف التصحر وانحسار الأراضي الزراعية أو الغابات بشكل مقلق، ومن ثم بدأت النظر إلى المنطقة العربية تحديداً لتعلُّم الدروس في كيفية النجاة من هذه الأزمة عبر قرون طويلة.

وأفاد الواعر بأن «فاو» ستشارك في «كوب 16» بجناحين، أحدهما في المنطقة الزرقاء والآخر في المنطقة الخضراء، وذلك حتى يتسنى للمنظمة التواصل مع الحكومات، وكذلك الأفراد من المجتمع المدني ورواد المؤتمر.

كما أوضح أن «فاو»، بالاتفاق مع السعودية والأمم المتحدة، ستقوم بقيادة التنسيق في يومي «الغذاء» و«الحوكمة» يومي 5 و6 ديسمبر، إضافة إلى مشاركتها القوية في كل الأيام المتخصصة الباقية خلال فعاليات «كوب 16» لمكافحة التصحر.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وحول أبرز الموضوعات والمحاور التي جرى إدراجها للنقاش في أروقة «كوب 16» بالرياض، أوضح الواعر أن من بينها «الاستصلاح والإدارة المستدامة للأراضي» في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والتي تعد مسألة مهمة وأساسية في محاولة استرجاع وإعادة تأهيل الأراضي المضارة نتيجة التصحر، خصوصاً من خلال المبادرات المتعلقة بزيادة رقعة الغابات والمناطق الشجرية، على غرار المبادرات السعودية الخضراء التي تشمل خطة طموحاً لمحاولة زراعة 50 مليار شجرة بالمنطقة العربية.