واشنطن تفضّل «دوراً أكبر» للأمم المتحدة في مساعي حل الأزمة الليبية

TT

واشنطن تفضّل «دوراً أكبر» للأمم المتحدة في مساعي حل الأزمة الليبية

قال ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ليلة أول من أمس، إن هناك جوانب «مفيدة» من مقترح مصر للهدنة في ليبيا، لكن «محاولة وساطة تقودها الأمم المتحدة لإحلال السلام في ذلك البلد لهي أفضل طريق للمضي قدماً». مضيفاً: «نعتقد أن ثمة جوانب مفيدة في المبادرة (المصرية)... لكننا نرى أن العملية التي تقودها الأمم المتحدة وعملية برلين هما حقاً... أكثر الأطر البناءة... لإحراز تقدم إزاء وقف إطلاق النار».
كانت مصر قد دعت السبت الماضي، إلى وقف لإطلاق النار اعتباراً مaن الاثنين الماضي، في إطار مبادرة اقترحت أيضاً تشكيل مجلس قيادة منتخب. لكن تركيا رفضت الاقتراح المصري، متهمةً القاهرة بأنها «تريد إنقاذ حفتر بعد فشل هجومه على العاصمة طرابلس». كما طالب رئيسها رجب طيب إردوغان واشنطن بأن «تحسم موقفها وزيادة انخراطها» لحل الأزمة الليبية.
وتابع شينكر موضحاً: «ندعو بوضوح وصوت عالٍ كل الأطراف إلى رمي أسلحتهم واستئناف المفاوضات، بقيادة الأمم المتحدة... فهذا هو الوقت المناسب لكل الليبيين للتحرك كي لا تتمكن روسيا، أو غيرها، من التدخل في ليبيا». معبّراً في الوقت ذاته عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى حل للأزمة الليبية، بقوله: «نحن متحمسون لأن حكومة السراج وقوات حفتر منخرطة الآن في محادثات (5+5). لكننا نريد رؤية كل الليبيين يلتقون معاً لتحمل مسؤولية بلدهم». مؤكداً أن «موافقة الحكومة الليبية والجيش الوطني على العودة إلى المفاوضات، بقيادة الأمم المتحدة، كان خطوة إيجابية أولى تتطلب تطبيقاً سريعاً للتوصل إلى وقف للنار، وإعادة إطلاق الحوار بين الليبيين، بقيادة ليبية لتحقيق حل طويل الأمد».
في سياق ذلك، أعرب شينكر عن القلق بشأن التقارير عن عثور قوات حكومة الوفاق الوطني على جثث وعبوات وألغام في مناطق بترهونة، وقال: «نحن قلقون من أن يؤدي الهجوم على سرت إلى عواقب إنسانية وخيمة». وعبّر عن قلق واشنطن «حيال استمرار تدفق المعدات العسكرية الروسية والأسلحة ومرتزقة فاغنر إلى ليبيا»، مؤكداً أن هذا التدخل «أدى إلى التدخل العسكري التركي» في ليبيا.
كان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قد رحب الأربعاء، باستئناف المحادثات، التي تقودها الأمم المتحدة بين الأطراف المتحاربة في ليبيا، وحث على إجراء مفاوضات سريعة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال إن موافقة حكومة الوفاق الوطني والجيش الليبي على العودة إلى محادثات الأمم المتحدة الخاصة بالأمن «خطوة أولى جيدة وإيجابية جداً. والمطلوب الآن بدء مفاوضات سريعة تجري بحسن نية لتطبيق وقف إطلاق النار، واستئناف المحادثات السياسية الليبية التي تقودها الأمم المتحدة».
من جهة أخرى، نفى شينكر معارضة بلاده تعيين وزيرة خارجية غانا السابقة حنة تيته، مبعوثة المنظمة الدولية الحالية لدى الاتحاد الأفريقي، مبعوثةً إلى ليبيا. لكنه أوضح أن «التوسط في السلام هو مهمة كبيرة للغاية على شخص واحد، لذلك نتحدث مع نظرائنا بشأن أفضل السبل للمضي قدماً».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد اقترح أن ترأس تيته البعثة الدبلوماسية، لكن أوساطاً في الأمم المتحدة أشارت إلى أن واشنطن تشترط قبل ذلك أن يعين غوتيريش مبعوثاً خاصاً للتركيز على التوسط في اتفاق سلام في ليبيا، وأنها اقترحت رئيسة وزراء الدنمارك السابقة هيلي تورنينغ شميت، حسب وكالة «رويترز».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.